على نحو مخالف توقعات النقاد وحماسة الضيوف الأجانب، حصد شريط "وكالة الزجاج" للمخرج ابراهيم حاتمي كيا 9 جوائز أساسية في "مسابقة الأفلام الايرانية"، وذلك في حفلة توزيع جوائز دورة مهرجان فجر السينمائي الدولي السادسة عشر أول من أمس. ومن بينها جائزة "سيمورغ الكريستالي" طائر اسطوري مستلهم من التراث الفارسي لأفضل مخرج وأفضل شريط سينمائي وأفضل سيناريو وأفضل موسيقى تصويرية اضافة الى جائزتين لممثل أول وممثلة ثانوية. فيما لم يحصل فيلم "سيدة شهر مايو" الرائع للمخرجة رخشان بني اعتماد الذي دعمه ورشحه النقاد بقوة للفوز بعدد من الجوائز المهمة، سوى على جائزتين احداها خاصة من لجنة التحكيم وأخرى لأفضل مخرج فني. ولئن عكست هذا الواقع مفارقة صارخة بين حكم الناقد الأجنبي ورأي لجنة التحكيم والجمهور، فمردها الى أن الجمهور الايراني بدا متعطشاً للأفلام الدرامية المغلفة بقصة واقعية. فالأول ينهل مما خلفته الحرب العراقية - الايرانية من مرارة في ذاكرة الفرد العادي وعبر قصة واقعية، بينما تناول فيلم "سيدة شهر مايو" قضية المرأة التي تعيش مع ابنها من دون زوج، حيث تختلط عليها احاسيس تربية ولدها وضمان مستقبله والتفكير بنفسها. إلا أن لجنة التحكيم تدرك جيداً ان حظوظ الفيلم هي ضمن المسابقات السينمائية الدولية خارج ايران، فهو أقرب لذائقة المشاهد الأوروبي منه الى الايراني. وحاز فيلم "شجرة الحياة" الاخاذ للمخرج فرهاد مهزنفار المرتبة الثانية وفاز بأربعة جوائز منها، جائزة تقديرية لأفضل مخرج وأخرى لأفضل شريط سينمائي و"سيمورغ كريستالي" لأفضل ممثلة. في حين فاز شريط "ولادة الفراشة" للمخرج مجتبي راعي بجائزة أفضل تصوير سينمائي. اما جوائز فقرة "المسابقة الدولية" التي استحدثتها هذه الدورة فكانت من نصيب: - أفضل مخرج للبلجيكي بتر فاسلاف عن فيلمه "ماريان". وأفضل فيلم "الوعد" للبلجيكي جان بيير داردن. - أفضل اخراج فني ل "ولادة الفراشة" للايراني مجبتي راعي. - أفضل تصوير سينمائي ل "شجرة الاجاص" للايراني محمود كلاري. - أفضل ممثل للايراني همايون أرشدي في فيلم "شجرة الاجاص". - أفضل سيناريو ل "المواطن كو" للتايواني جن جنغ - سونغ. وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرجة رخشان بني اعتماد لفيلمها "سيدة شهر مايو". ومن جديد الدورة حضور المخرج المصري خيري بشارة والناقد رفيق الصبان، بعد اعتذار الممثل عمر الشريف، ما يعكس رغبة جادة لدى الجهة المنظمة للمهرجان والقائمين عليه في وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي في تعميق نهج الانفتاح والتفاهم الثقافي والفني. وفي هذا السياق أدى مجموعة من الشباب رقصة في حفلة الختام، وهي بادرة أولى في تاريخ المهرجان وأمام جمهور محلي وأجنبي.