} اتفقت طرابلس مع قيادات المعارضة السودانية على مقترحات ستطرحها ليبيا على الفرقاء السودانيين تحمل افكاراً لإجراء ترتيبات تؤدي الى تهيئة مناخ الحوار وتحديد موعد لعقد مؤتمر الحوار والمشاركين فيه. انهت أحزاب المعارضة السودانية سلسلة من الاجتماعات في العاصمة الليبية، هدفت الى تحريك جهود التسوية السياسية التي تقودها مصر وليبيا في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في اللجنة الشعبية الليبية العامة سليمان الشحومي. وضمت الاجتماعات وفوداً من حزبي الأمة والاتحادي الديموقراطي و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" وتنظيم "الأسود الحرة"، كما التقى الزعيم الليبي معمر القذافي رئيس حزب الأمة الصادق المهدي وزعيم التجمع محمد عثمان الميرغني في لقاءين منفصلين. واجتمع زعيم حزب الأمة بممثلي الحركة الشعبية باقان أموم وياسر عرمان وعمر عبدالرحمن في حضور مسؤولة حزب الأمة في ليبيا احسان عبدالله ونجل المهدي الصديق. واتفق الطرفان على اجراء حوار بينهما بهدف التعاون من أجل تحقيق الحل السياسي الشامل في لقاء مقبل لم يحدد موعده وتجاوز الخلافات بينهما. واجرى المهدي ايضاً محادثات مع زعيم التجمع المعارض محمد عثمان الميرغني، وشقيقه رئيس مجلس رأس الدولة السابق أحمد الميرغني في حضور نجل الميرغني. وتناولت المحادثات تفعيل المبادرة المصرية - الليبية، والعلاقات بين الحزبين، واتفقا على تنشيط الحوار بينهما للتوصل الى تفاهم مشترك. الى ذلك، أوضح نائب رئيس حزب الأمة الدكتور عمر نورالدائم ان مصر وليبيا تقدمتا باقتراحات محددة للاحزاب والفصائل السودانية. ويتوقع ان يكون وزير الخارجية الليبي علي عبدالسلام التريكي الذي وصل الخرطوم امس نقل اقتراحاته الى الحكومة. ووصف نورالدائم لقاءات طرابلس بين القيادة الليبية والمعارضة بأنها "انعشت مجدداً مساعي الحل السلمي"، وتوقع نتائج إيجابية قريباً. وقال نورالدائم للصحافيين امس ان لقاء المهدي مع محمد عثمان الميرغني وشقيقه احمد من جهة، وممثلي الحركة الشعبية من جهة اخرى تمت باسم الاحزاب وليس بصفة اجتماع مع قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" لأن حزب الأمة لم يعد معترفاً بالتجمع. وتوقع ان تراجع "الحركة الشعبية" موقفها، مضيفاً انها "مضطرة للسير في الحل التفاوضي التي تحتمه التطورات الاقليمية والدولية المؤيدة للحل السياسي وتحقيق السلام". وأفاد بيان صحافي أصدره مكتب الميرغني ان لقاءه مع القذافي تناول "المساعي المبذولة لتفعيل المبادرة المصرية - الليبية المشتركة وتحقيق الحل السياسي الشامل". واكد الميرغني مجدداً التزام التجمع الوطني الديموقراطي خيار الحل السياسي الشامل. وأوضح ان الميرغني اتفق مع المهدي على "ضرورة التوصل الى حل سياسي شامل يحقق تطلعات الشعب السوداني". وتتوقع مصادر مطلعة ان يطرح الزعيم الليبي ما تم التوصل اليه مع الميرغني والمهدي على الرئيس السوداني عمر حسن البشير اثناء "قمة دول الساحل والصحراء" التي تبدأ أعمالها بالخرطوم غداً الاثنين.