حذر مدير مشاريع المياه التركية ضوغان الطن بيليك من أزمة مائية كبيرة في تركيا اذا استمرت موجة الجفاف التي قال انها بدأت منذ عامين. وأكد بيليك ان معدل تساقط الأمطار والثلوج على تركيا انخفض العام الجاري بنسبة 40 في المئة عن العام الماضي. وأضاف: "إذا لم تهطل أمطار غزيرة خلال الشهرين المقبلين فإننا سنصبح أمام أزمة حقيقية". وأوضح ان منسوب المياه المخزونة خلف السدود التركية المقامة على نهر الفرات انخفض الى معدلات متدنية لم يسبق لها مثيل، وأنه لم يبق بحوزة تركيا سوى 6 بليون متر مكعب من المياه ويشكل ذلك ثمن الحجم الأصلي لمخزون المياه السابق خلف تلك السدود. وأشار بيليك الى أن الحكومة أوقفت عمل عدد من توربينات توليد الكهرباء على تلك السدود وأظهر تخوفه من اضطرار الحكومة الى اغلاق معظم التوربينات الباقية مع انخفاض منسوب المياه التي تتركها تركيا من نهر الفرات لسورية والعراق وهي أقل بكثير حالياً مما كانت تعهدت به تركيا في العام 1987. واعترف بيليك بأن بلاده لم تتمكن الصيف الماضي من الالتزام باتفاقية تقضي بمرور 500 متر مكعب في الثانية الى سورية بسبب الجفاف. وقال "ان دمشق قابلت ذلك بتفهم". ويأتي اعلان بيليك بعد توقيع دمشقوبغداد اتفاقاً جديداً لتقسيم ما يصلهما من مياه نهر الفرات. ورفضت انقرة حضور حفلة التوقيع على الاتفاق في بغداد على رغم توجيه دعوة رسمية اليها وعلى رغم ان الجانبين اعلنا انهما لن يتطرقا الى آلية تقسيم مياه النهر مع تركيا. ويأتي الاعلان ايضاً بعد تصريح أدلى به وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى قناة "ان تي في" التركية الذي أكد فيه التزام بلاده باتفاقية أضنة الأمنية وتمنى في المقابل التزام تركيا الاتفاقات التي وقعت عليها. وكانت صحيفة صباح التركية ذكرت الشهر الماضي ان وزارة الخارجية التركية ارسلت تقريراً عن علاقاتها مع دول الجوار، وتصورها لمستقبل العلاقات السياسية معها الى الادارة الأميركية الجديدة. وأشار التقرير الى ان "العراق وسورية لا يمكنهما إعداد بنية تحتية حديثة للاستغلال العملي الأفضل للمياه" في اشارة الى اتهام البلدين بالاسراف في استغلال المياه وصعوبة الاتفاق معهما على صيغة عملية لتقسيم مياه الفرات وهي الحجة التي تلجأ اليها أنقرة دوماً للتهرب من التوقيع على اتفاقية نهائية لتقسيم مياه النهر.