يصل الىوم الى أنقرة وزير الداخلية السوري محمد حربه على رأس وفد رسمي في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، يلبي خلالها دعوة من نظيره التركي سعد الدين طنطان ويلتقي نائب رئيس الوزراء حسام الدين أوزكان، ويجري ايضاً محادثات أمنية مع المسؤولين الاتراك في وزارة الداخلية، وذلك استكمالاً للقاءات اللجنة الأمنية المشتركة التي بدأت اجتماعاتها الدورية منذ توقيع اتفاق أضنة الأمني بين دمشقوأنقرة عام 1998. وذكرت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية التركية ل"الحياة" أن أنقرة مرتاحة جداً لمستوى التعاون الأمني مع دمشق وعلى استعداد لتطوير علاقاتها معها مستقبلاً في المجالات كافة ومع بقية العواصم العربية الى الحد الذي ترغب به الدول العربية. ومن جانب آخر اشارت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة" الى ان دمشق ايضاً تبدو مرتاحة لمستوى التعاون مع أنقرة في المجالات الامنية والاقتصادية والتجارية، خصوصاً ان حجم التبادل التجاري بين البلدين قفز من 450 مليون دولار قبل عامين ليتجاوز البليون دولار حالياً، ومن المتوقع ان يصل الى بليون ونصف البليون دولار العام المقبل. واكدت هذه المصادر ايضاً ان زيارة وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس لأنقرة تأتي ضمن سعي البلدين الى زيادة عدد الزيارات المتبادلة ورفع مستوى التمثيل فيها، استعداداً لكسر الحواجز النفسية بين الطرفين. وفي المقابل، وجهت دمشق دعوة لوزير السياحة التركي أركان مومجو ليزور سورية قريباً. وتصادف هذه الزيارة فترة فتور في العلاقات بين أنقرة وتل ابيب في المجال العسكري، وبعدما حددت قيادة الأركان التركية طلعات الطائرات الاسرائيلية التي تأتي للتدريب في تركيا ومنعتها من التحليق قرب الحدود السورية والايرانية كما كانت تفعل سابقا، وهو ما اعتبر رسالة ايجابية لدمشق ورداً على حسن تعاونها أمنياً مع أنقرة. وعلى رغم ان مشكلة الجفاف التي تواجهها المنطقة بدت وكأنها تهدد ما توصل اليه الطرفان من تقارب بسبب الخلاف الحاصل على تقاسم مياه نهري دجلة والفرات، الا ان انقرة أبدت تعاوناً مع دمشق في هذا المجال ايضاً واستجابت لطلب الجانب السوري برفع مستوى المياه الذي يصلها من مياه الفرات والذي وصل الى 75 متراً مكعباً في الثانية الاسبوع الماضي. وأفرغت انقرة بعض ما تحتجزه من مياه خلف سدودها لترفع معدل تدفق النهر الى 350 متراً مكعباً في الثانية وذلك برغم ما تواجهه تركيا من أزمة في الطاقة وفي مستوى مخزونها المائي خلف السدود والذي بات مهدداً بالجفاف بعد شهرين في حال استمرت موجة الجفاف الحالية، الأمر الذي دعا وزير الطاقة التركي لفرض تقنين على الكهرباء في جميع محافظاتتركيا ابتداء من الشهر المقبل.