اكد وزير الداخلية السوري محمد حربة الذي وصل الى انقرة امس في زيارة رسمية لتركيا ان بلاده عازمة على تطوير علاقاتها مع تركيا في كل المجالات. ويخيم على زيارة حربة جو من الارتياح والثقة بدا واضحاً على كلا الجانبين السوري والتركي. اذ استقبل وزير الداخلية التركي سعدالدين طنطان ضيفه السوري في المطار حيث عقدا مؤتمراً صحافياً سريعاً رفضا كلاهما الحديث فيه عن أية جوانب سلبية للعلاقات بينهما. وقال طنطان خلال المؤتمر ان الجانبين سيبحثان في الأمور الأمنية ومنها التعاون في مجال التدريب الأمني والاستخباراتي والعمل على مكافحة تجارة المخدرات والتهريب، مذكراً بالاتفاقات الأمنية الموقعة بين البلدين في الاعوام 1966 و1987 وآخرها اتفاق أضنة الأمني في العام 1998 والذي وقعه عن الجانب السوري اللواء عدنان حسن البدر الذي صاحب الوفد السوري الزائر بالإضافة الى السيد عبدالعزيز الرفاعي سفير سورية السابق لدى انقرة. ومن جانبه أكد حربة ضرورة تسهيل معاملات الدخول والمرور بين البلدين حتى يدعم ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما. والتقى حربة كذلك نائب رئيس الوزراء التركي زعيم حزب الحركة القومية دولت بهشلي فيما ستبدأ اليوم الاربعاء محادثات اللجنة الأمنية في وزارة الداخلية. وبدا واضحاً ان زيارة حربة جاءت لتعلن رضا الطرفين عن مستوى التعاون الأمني وضرورة الانتقال بعد ذلك لتناول المواضيع الأخرى العالقة. وعلى رغم ان الوزير السوري قال انه لم يأت لبحث قضية المياه الا ان من المتوقع ان تفرض القضية نفسها اثناء محادثات اليوم، خصوصاً في ظل أزمة الجفاف الحاصل وبعد ان صرح ضوغان ألطن بيليك المدير العام لمؤسسة مشاريع المياه التركية لصحيفة "حريات" بأن على دمشق ان ترضى بالكميات التي تحصل عليها حالياً من مياه نهر الفرات والتي تقارب 300 متر مكعب في الثانية لأن تركيا قد لا تستطيع ان توفر حتى هذه الكمية الشهر المقبل في حال عدم هطول الأمطار. ودعا بيليك دمشق الى مطالبة العراق بحصة أكبر من مياه نهر الفرات بحجة ان العراق يمكنه الاعتماد على نهر دجلة وان العراق هو الأغنى بمصادر المياه بين الدول الثلاث. وانتقد اتفاق عام 1975 الذي يحصل بموجبه العراق على 58 في المئة من حصة العراق وسورية من مياه نهر الفرات. وقال انها جاءت نتيجة ضغوط عسكرية عراقية. ودعا كلاً من بغدادودمشق الى قبول حل "معقول" لتقسيم مياه نهري دجلة والفرات معاً، مؤكداً انها الطريقة الوحيدة لسد احتياجات الدول الثلاث من المياه.