تبدأ قوات حفظ السلام بين اريتريا واثيوبيا مهمتها المكلفة بها اليوم بنشر 4200 جندي من قوات حفظ السلام في المنطقة الأمنية العازلة الموقتة على عمق 25 كلم داخل الأراضي الاريترية، فيما ينتظر ان تسحب اثيوبيا قواتها من الأراضي التي تحتلها ابتداء من بعد غد الاثنين. وقال قائد قوات حفظ السلام اللواء باتريك كاميرت هولندي: "تم التوصل الى اتفاق بعد مفاوضات صعبة ومجهدة عقدتها الجهات المعنية بعملية السلام مع طرفي النزاع". وناشد كاميرت اريتريا واثيوبيا التعامل بإيجابية في موضوع الممر الجوي الآمن، موضحاً انه "في غياب اتفاق بين الدولتين، فإن الموقع الذي يمكن الوصول اليه في فترة لا تتجاوز 55 دقيقة، يتم حالياً الوصول اليه خلال ثلاث ساعات ونصف ساعة". وأشار الى ان الطرفين لم يسلما حتى الآن كل ما لديهما من خرائط توضح المواقع التي زرعت فيها الألغام. وقال: "في البداية قدم الطرفان خرائط توضح مناطق محددة مزروعة بالألغام". واعرب عن ثقته بتجاوب الطرفين في تقديم الخرائط المطلوبة. يذكر ان اسمرا وأديس ابابا اتفقتا مطلع الاسبوع على انشاء منطقة أمنية عازلة لفصل قوات البلدين، وما زالت قوات البلدين تنتشرا في مناطق متقاربة للغاية لا تتعدى مسافتها في بعض المواقع اكثر من مئتي متر. وما زالت الحملات الاعلامية العدائية تسيطر على اعلام البلدين على رغم توقيع "اتفاق الجزائر" لوقف الاعمال العدائية. وكان الرئيس الاريتري اساياس افورقي ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي وقعا اتفاق السلام الشامل في الجزائر في 12 كانون الأول ديسمبر 2000 بعد حرب دامت اكثر من عامين بين بلديهما. وابرم الاتفاق على اقامة منطقة امنية عازلة موقتة الثلثاء الماضي في نيروبي خلال اجتماع للجنة التنسيق العسكرية المشتركة التي ضمت ضباطاً كباراً اثيوبيين واريتريين وممثلين عن بعثة الاممالمتحدة. واستناداً الى الاتفاق، تبدأ القوات الاثيوبية الاثنين المقبل بالتراجع الى خارج المنطقة الموقتة على ان تنتهي عملية اعادة الانتشار في 26 من الشهر الجاري. وستعيد اريتريا تمركز قواتها على الحدود الشمالية من المنطقة الامنية بين 17 من الشهر الجاري والثالث من الشهر المقبل، وتتمركز على بعد 25 كيلومتراً من الجيش الاثيوبي بعد اعادة انتشاره.