أكدت اثيوبيا رسمياً انها ستوقع، الثلثاء المقبل في الجزائر، "اتفاق السلام الشامل" لإنهاء الحرب على الحدود مع اريتريا. وتزامن ذلك مع تأكيد آخر من الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي يزور اديس ابابا حالياً في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي: "ان الحرب انتهت" بين البلدين. وكانت اريتريا أعلنت الاثنين الماضي انها ستوقع الاتفاق نفسه. أعلن الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ان الحرب التي استمرت حوالى عامين بين اثيوبيا واريتريا على مناطق حدودية، انتهت، وذلك في ختام محادثات اجراها امس مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي. كان انان وصل أول من امس الى اديس ابابا للمشاركة في "المنتدى الافريقي للتنمية - 2000". وقال في مؤتمر صحافي مقتضب عقده مع زيناوي امس: "انتهت الحرب. وهذا أمر ايجابي بالنسبة الى افريقيا التي تودع السنة بقضية سلام". وقال زيناوي في المؤتمر الصحافي نفسه "ان الحرب بالنسبة الى اثيوبيا انتهت قبل اشهر عدة ... انني متفائل وكلي ثقة بأن مشكلة الحدود ستحل سلماً". وأعلنت اريتريا الاثنين الماضي انها تسلمت رسالة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الوسيط في النزاع، تدعوها الى التوقيع على "اتفاق سلام شامل" مع اريتريا في العاصمة الجزائرية الثلثاء المقبل. وكان انان اجتمع في اديس ابابا ايضاً، مع وزير خارجية اثيوبيا سيوم مسفن، وعقدا في ختام محادثاتهما مؤتمراً صحافياً أعلن فيه الوزير الاثيوبي ان بلاده ستوقع على اتفاق السلام في الجزائر الثلثاء المقبل. وأشار مسفن الى أهم النقاط في الاتفاق، خصوصاً ترسيم الحدود والتعويضات عن خسائر الحرب والتحقيق في أسباب اندلاعها، اضافة الى تسوية أوضاع الرعايا الاثيوبيين في اريتريا والاريتريين في اثيوبيا والمسائل المتعلقة بأسرى الحرب. وقال مسفن انه اتفق مع انان على أهمية دعم المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار في كل منطقة القرن الافريقي، وبحث معه في قضايا عدة، خصوصاً الأمن الغذائي في المنطقة، واعادة الاعمار في مرحلة ما بعد الحرب في اثيوبيا. وعن قضية الألغام المزروعة في مناطق الحدود بين البلدين، قال سيوم ان لجنة التنسيق العسكرية المشتركة باشرت مناقشة التفاصيل في هذه القضية، مشيراً الى ان اجتماع اللجنة الذي عقد في نيروبي أخيراً "كان ناجحاً". وأعرب انان عن ارتياحه للمحادثات مع الجانب الاثيوبي، وقال ان الاممالمتحدة طلبت من طرفي النزاع خرائط تحدد مواقع الالغام المزروعة في المناطق الحدودية لتسهيل عملية ازالتها. وقال: "ان تحقيق السلام رغبة حقيقية لدى الاطراف المعنية، ونحن من جانبنا سنعمل كل ما في وسعنا لتحقيق السلام الشامل والدائم بين البلدين". وعن عملية نشر القوات الدولية في مناطق النزاع، اكد ان استجابة المجتمع الدولي لطلبه ارسال قوات وتجهيزات لمهمتها "كانت ايجابية". يذكر ان قوات حفظ السلام الدولية 4200 جندي التي وافق مجلس الأمن على ارسالها لفترة ستة اشهر، ستتمركز على امتداد الحدود بين البلدين وعلى مسافة 25 كيلومتراً داخل الأراضي الاريترية حيث توجد حالياً قوات اثيوبية ستغادر بعد الانتشار الدولي.