رحلة طويلة قطعها صالح العزاز بين الهندسة والصحافة والانتاج السينمائي والتصوير الفوتوغرافي. وخلال هذه الرحلة كان العزاز كمن يبحث عن شيء داخله لا يعرفه ولكن يشعر به، حتى جاءت اللحظة القدرية وهي تلك اللحظة التي يضع فيها الانسان يده على مفتاح شخصيته وقدراته. جاءت هذه اللحظة عندما التقط العزاز الكاميرا للمرة الأولى وراح يتأملها من دون أن يدري ان هذه الكاميرا هي الشيء الذي ظل يبحث عنه خلال مسيرته في الهندسة والصحافة. عند هذه اللحظة أدرك العزاز انه ولد ليكون مصوراً وان هذه الكاميرا هي التي ستحدد له مسيرته المقبلة. وهي التي ستحمله الى الصحراء، وتجعله يقف ساعات امام وردة تتفتح، أو أمام وجه طفلة، وهي التي ستجعله يعيد تشكيل العالم كما يراه هو وليس كما هو موجود. باختصار وجد العزاز نفسه في العين الثالثة. ومن هنا انطلق في رحلة طويلة التقط خلالها آلاف الصور وأقام ثلاثة معارض وأصدر كتابين. والغريب ان كل لوحاته كانت من البيئة السعودية المحلية على رغم عدم تأثره كما يقول بأي من الفنانين السعوديين. فالفنان التشكيلي البلجيكي ماغريت، والروائي الكولومبي ماركيز، والفوتوغرافي الاميركي انسل آدم، كلها أسماء ورموز مختلفة يظن البعض انها بعيدة كل البعد بعضها من بعض. ولكنها عند العزاز ليست كذلك، فهي وان اختلفت إلا أنها أقرب من أشياء أخرى نعتقد انها الأقرب. هذه الأسماء هي التي أعطت للعزاز الرؤى المختلفة للعالم. وهي التي شكلت لديه القدرة على اختيار اللحظة المناسبة للتصوير. الدخول الى عالم العزاز ليس سهلاً فهو قليل الكلام ربما لأن في داخله صرخة مكبوتة يريد أن يصرخها مرة بالقلم ومرة بالكاميرا، وربما لشعوره الكبير بالمرارة. على هامش المعرض الثالث الذي يقيمه في الرياض كان لنا معه هذا الحوار. بدأت بدراسة الهندسة في الجامعة وتركتها الى العمل الصحافي ثم هجرت الصحافة الى التصوير الفوتوغرافي فعمّ تبحث؟ - كانت طموحاتي وحلمي الحقيقي بعد دراستي في المرحلة الثانوية ان أكون مخرجاً سينمائياً. ولكن عدم وجود من هو على قناعة بفكرة الاخراج السينمائي في بلد لا توجد فيه سينما جعل طموحاتي نوعاً من العبث. وأدركت منذ تلك المرحلة انني أغرد خارج السرب. وفي السنة الثالثة في كلية الهندسة وجدت في الصحافة مرتعاً يحقق جزءاً من أحلامي في أن أقول ما أريد الى حد ما وهو ما كنت أبحث عنه في السينما. ولهذا تورطت في العمل الصحافي ثم التصوير. وهذا الانتقال كان سببه ان في داخلي مصوراً يبحث عن وسيلة للخروج. هذا المصور كان يبحث عن مخرج مرة في كلية الهندسة وثانية في الصحافة ثم الانتاج التلفزيوني وأخيراً وجدت ان التصوير الفوتوغرافي قد يكون وسيلة جيدة للتعبير، وسيلة لتقديم شعر صامت. هل تعني انك خلال رحلة بحثك عن ذاتك كنت تبحث عن المصور داخلك؟ - انني ولدت مصوراً من دون ان أدرك. وكان من الصعب ان ادرك ذلك في سن مبكرة. أنا مصور وكاتب في آن واحد. أكتب النص وأنا متأكد انه يترك أثراً عند الآخرين. وهذه موهبة أشكر الله عليها لأنه يعطي للانسان قدرات ويترك له الامتحان في كيفية استخدام هذه القدرات. وأعتقد انني استخدمتها ايجابياً في محاولة لإشاعة الجمال في عالم مملوء بالقبح. وأعتقد ان كل انسان يولد وفي داخله مجموعة من المواهب والقدرات لكن المحظوظ هو الذي يعيش في بيئة عائلية واجتماعية يكون لديها المصباح الذي يساعده على اكتشاف هذه المواهب. هل نستطيع أن نقول إنك ضللت الطريق الى الهندسة؟ - أنا "ضُلّلت" ولم "أضل" لأنني عند دخولي الجامعة كنت شاباً صغيراً ومراهقاً وكانت لديّ تطلعات كبيرة. لكنني من أسرة كلها فلاحون وليس لها تراث ثقافي أو علمي ولم يكن العلم يمثل لها أي أهمية. وكان يُترك لكل فرد أن يبني مستقبله بنفسه. وأعتقد أن الذهاب الى كلية الهندسة كان يعني انني ضللت نصف الطريق لأن الهندسة أيضاً ساعدت في اكسابي ثقافة بصرية لرؤية الأشياء من منظور هندسي مثالي جداً. ولو لم أبق في كلية الهندسة لمدة ثلاث سنوات لتعلّم مبادئ التصوير والتظليل لما أصبحت على هذا المستوى من القدرة في رؤية النقطة التراثية في أي مكان، صحراء كان أم مدينة. معرضك الذي افتتح اخيراً بماذا يتميز عن المعرضين السابقين؟ - كل معرض من معارضي له معطياته المختلفة. فالمعرض الأول كان في الهواء الطلق وسط صحراء الدهناء وكان تجربة مهمة ومختلفة. وأيضاً كتابي المقبل "المستحيل الأزرق" أعتبره معرضاً عابراً للقارات لأنه يقدم اعمالاً متنوعة مختلفة في كتاب يذهب الى الناس داخل بيوتهم. أما معرضي الأخير "بلا حدود" فهو يجمع بين المدينة والصحراء... وأنا أعطي لكل معرض سمته الخاصة، وأخطط الآن مع الفنان التشكيلي فيصل السمرا لعمل مشترك في الصحراء السعودية أو الخليجية. وأعتقد أنه سيكون منعطفاً في تجربة الابداع التشكيلي المحلي. يلاحظ أن جميع معارضك محلية... لماذا لم تطرق ابواب المعارض الدولية؟ - للأسف ان المعارض المحلية عندنا أصعب من العالمية. ولا بد من التأسيس المحلي ثم الانطلاق. وأعتقد انني مؤهل الآن لذلك ومحطتي المقبلة ستكون في باريس وبريطانيا قبل نهاية هذا العام. أردت دراسة السينما في بلد ليس فيه سينما. واحترفت التصوير مع انه لا يمثل جزءاً كبيراً من خريطة الفن السعودي. وتقوم بعرض أعمالك في الصحراء... فهل هذا نوع من العبث أو اللامعقول أو محاولة لتحقيق المستحيل؟ - ليس من باب العبث انما من باب الايمان بأن كل تجربة تبحث عن قائد ومؤسس. وأنا عندي قناعة بأن السينما مهمة جداً للتواصل مع الناس. أما لماذا طموحي في أن أكون مخرجاً سينمائياً في بلد لا توجد فيه سينما فلأنني أعتقد انه سيأتي يوم تؤسس فيه سينما في السعودية. السينما ليست كلها شراً. ووجود سينما خير ألف مرة من وجود مقاه للشيشة وخير من هذا "الهيجان" الرياضي. السينما في السعودية ممكن أن تكون وسيلة خير لتوعية الناس ومكافحة المخدرات والمسكرات. وأعتقد أن غياب السينما هو حرمان من قناة ثقافية مهمة يمكن أن تكون وسيلة سهلة في يد المؤسسات الرسمية لصناعة الرأي العام في الاتجاه المطلوب. هل تعتقد انك تزرع في أرض قاحلة غير مثمرة؟ - لو كان عندي قناعة ان هذه ارض قاحلة لتوقفت فوراً. وفي تقديري ان هذه الأعمال ستأخذ قيمتها مع الزمن. والفنان في العالم العربي يحتاج الى وقت ليكون مقبولاً ويُعترف بأهميته ودوره. هل نستطيع ان نقول انك هجرت القلم لمصلحة الكاميرا؟ - اكتشفت ان مقاساتي لا تصلح لثوب الصحافة المحلية. وبالتالي يستطيع البعض ان يسمي هذا فشلاً أو عدم توافق ولكن أعتقد انني تركت الصحافة لأن تجربتي فيها كانت الى حد ما مشوبة بالحذر. وبدأت أشعر انني أسير في منطقة ملغومة. وأنا عندي القدرة على أن أكون صحافياً بالكاميرا. ولا أشعر انني خسرت أي شيء ولا أبحث عن شهرة زائفة، بل عن قيمة ذاتية وعندي من المؤن الذاتية ما يكفي لآخر حياتي وبالتالي لا تشكل الصحافة لي مسألة مثيرة. ماذا تركت منطقة القصيم من آثار على تجربتك الابداعية؟ - ليس للقصيم أي فضل، للقصيم الشرف انني أحملها معي أينما ذهبت ولكن هي لا تحملني، القصيم مجرد مكان ولدت فيه. اذا لم يكن لموطن طفولتك أي فضل فلمن الفضل إذاً؟ - قد يثير السخرية إن قلت إنّ من فجر فيّ القدرة على رؤية الأشياء في طريقة مختلفة هو الفنان التشكيلي البلجيكي "ماغريت" الذي تعرفت على أعماله أوائل الثمانينات، وهو يجمع بين الواقعية والسريالية ويحاول أن يقدم صورة موجودة في الواقع لكنها لم تشاهد من قبل، كأن ترى لديه قمراً مضيئاً نهاراً وشمساً مشرقة ليلاً. هذه التجربة حركت فيّ بعض الأشياء. وجاء الروائي ماركيز صاحب الواقعية السحرية التي أسسها في روايته "مئة عام من العزلة" واستطاع ان يحرك هذه الأشياء. ثم جاء شخص ثالث هو ميلان كونديرا الروائي اليوغوسلافي وصب الماء على هذه الخلطة العجيبة. هذه الشخصيات الثلاث لها حضور في ذهني وتفكيري يتمثل في عبارات ومقاطع وصور ولوحات. وأينما ذهبت مع الكاميرا للتصوير أشعر ان أحد هؤلاء الثلاثة في صحبتي وكأنهم جميعاً يجهزون الحدث الذي أقوم بتصويره. الصحراء تلك الأرض الموحشة تكتسب عندك معاني أخرى، لماذا؟ - المشكلة ليست في الصحراء. مفهوم الصحراء في داخلنا نحن. ولو رجعنا الى ذاكرة التاريخ لوجدنا ان صحراء الربع الخالي والنفوذ والدهناء كانت دائماً مقصداً لعدد من المستشرقين والمبدعين والمصورين. وهذه الصحراء هي التي أنجبت المتنبي والحطيئة والنابغة الذبياني وعنترة العبسي. وعندما نقرأ النصوص الشعرية التي خرجت من الصحراء ندرك ان هذه الصحراء ليست كما تقدم اليوم، فهي كانت يوماً ما ملهمة لهذه الصور الشعرية التي تجمع بين الفانتازيا والسريالية وتقدم ما لم تجده في أي مكان أو أي فن آخر. هل تعتبر نفسك حفيد من ذكرت من الشعراء؟ - طبعاً... ما أفعله بالضبط هو شعر صامت وربما لو كانت لغتي العربية جيدة لأصبحت شاعراً جيداً. لكني أخاف اقتحام هذا المجال لأنني أحترم الشعر وأخاف اللغة العربية لأنها تحتاج الى قوة وجرأة. وما هي الصورة التي تتمنى أن تلتقطها؟ - كنت أتمنى لو انني موجود في زمن الخنساء لألتقط صوراً عظيمة لها. كتاباتك الصحافية تتميز بالسهولة والبساطة وعندما انتقلت للتصوير لجأت الى الغموض في لقطاتك... لماذا؟ - أنا أكتب النص البسيط العفوي الصادق لأني أضع أهدافاً خاصة لي. فعندما أكتب لا يكون لي قضية شخصية مع أي شخص. أنا قضيتي عامة. أتطلع الى عالم جديد وهذا حق مشروع لأي انسان وليس من حق أي فرد أن يقف ضد هذا التطلع. وبالتالي كان النص الذي أكتبه هو النص الممتنع البسيط المباشر بلغتي الخاصة المتدفقة. أما التصوير فأدواته معقدة ولا تستطيع أن تختار موضوعك بالدقة التي يمكن أن تختارها في النص المكتوب. والصورة تحتاج الى حضور ذهني عند المشاهد. ويحتاج الناس الى وقت حتى يدركوا ان هذه اللوحات عبارة عن نصوص بطريقة أخرى. الى جانب الصحراء التي تحتل الجزء الأكبر من لوحاتك تأتي الطفولة في المرتبة الثانية... هل هناك تفسير لذلك؟ - يلفت انتباهي وجه طفل أكثر مما يلفت انتباهي قائد عسكري أو زعيم سياسي. فالأطفال لديهم حضور تلقائي. الطفولة نافذة من نوافذ الحياة التي استند اليها بين الحين والآخر وهي وسيلة من وسائل اشاعة البهجة في الحياة. هل هذا تعويض عن طفولة لم تعشها؟ - نعم أنا لم أعش طفولتي كإنني ولدت كبيراً ووجدت كل الأشياء مصنفة مسبقاً. عشت طفولة لا بأس بها على رغم أنها كانت شحيحة. فأنا أمضيت فترة ارتبطت فيها بالإبل أكثر مما ارتبطت بالبشر. على رغم ميلادك في منطقة زراعية إلا أنك مولع بالصحراء أكثر؟ - عندما تتكلم عن البيئة الزراعية في نجد فأنت لا تتكلم عن البيئة الزراعية في مصر. البيئة الزراعية في نجد مختلفة. ليس فيها ما يثير ذاكرة الطفولة، بيئة بسيطة جداً، أقرب الى الصحراء منها الى الاخضرار. نلاحظ ان فن التصوير لا يأخذ حقه على خريطة الفنون التشكيلية السعودية، كيف تفسّر ذلك؟ - هذا نتيجة عدم الاكتراث الواضح من المؤسسات المعنية مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون. علاوة على ان التصوير الفوتوغرافي مكلف ويحتاج الى دعم من الدولة. وسأضرب مثلاً بسيطاً. عندما ذهبنا الى الصين ممثلين للسعودية في إحدى مسابقات التصوير الدولية وجدنا ان المتسابقين الآخرين وفرت لهم دولهم كل التسهيلات من سفر وإقامة. ونحن لم يُوفّر لنا سوى التذكرة فقط لكي نفوز بجائزة المركز الثاني ضمن 160 مصوراً يمثلون 40 دولة. توجد طاقات تصويرية عند الشباب والبنات ولكن هم في حاجة الى من يقودهم مادياً ومعنوياً. ومن حسن الحظ ان هذا النجاح لم يشكل لأحد أهمية، الفشل والنجاح بالنسبة للمؤسسات الرسمية في هذا المجال يتساويان. انت صحافي ومصور ناجح ولكنك رجل أعمال فاشل... هل توافقني على ذلك؟ - هذا صحيح وهذا قدري. وأرى في رجال الأعمال نماذج عظيمة جداً. وفي الوقت نفسه لا يشرفني أن أكون نموذجاً لعدد من رجال الأعمال الذين هم ملء السمع والبصر. كيف تقيّم نفسك في الصحافة والتصوير و"البيزنس"؟ - في الصحافة قدمت تجربة جيدة ومثيرة. والتصوير ما زال الوقت مبكراً للحكم عليه، وعندي طموح ان أجمع بين العمل التجاري والفن لأن هذا ما ادعي انني أفهم فيه. أما ان أكون رجل أعمال ناجحاً فهذا لم يشكل لي هاجساً مهماً فمغامراتي هي في مجال الفن والابداع وهذه أشياء تخلق مع جينات البشر: ان تكون تاجراً ناجحاً أو فناناً أو صحافياً. وأنا أتمتع بحياتي بطريقة لا يتمتع بها حتى أصحاب الملايين لأنني أعرف حدودي وتطلعاتي. هل تفضل أن تلقب بالصحافي أم بالفنان المصور؟ - في تقديري إنني أحمل داخلي سماتي. أنا ضد تعريف الأشخاص بوظائفهم. أتعجب عندما أقرأ كلمة وزير أو رئيس تحرير سابق. هذا نوع من الدونية لأن الاسنان لا بد من أن تكون عنده قناعة في أن ذاته مهمة جداً في أي موقع و أي زمان. بمن تأثرت من المصورين؟ - الزميل حمد العبدلي كان له أثر مهم. فهو الموجه والمعلم الأول. بعد ذلك أنسل آدم وهو أهم مصور في مجال الأبيض والأسود. كلامك كله على الأجانب على رغم تعجبك من لجوء البعض الى الأجانب؟ - الأزمة عربية... هذه الصناعة ما زالت حتى الآن مجهولة الهوية. ارتبطت بهذه الأسماء لأنني لم أجد غيرها... تخيل ان السعودية لا يوجد فيها متحف إلا بدءاً من العام الماضي، فبمن أتأثر اذا لم يكن هناك متحف؟ أشعر كأنك في خصومة مع العالم العربي؟ - العالم العربي للأسف فيه من القمع أكثر ما فيه من الابداع. وبالتالي قد تفصل من أجل صورة ولكن ان تحصل على جائزة فهذا أمر غير مثير للاهتمام. تجد في العالم العربي مسألة عرقلة الابداع التي تستقطب هوى المؤسسات الرسمية فيما يفترض أن تستقطبها مسألة دعم الابداع. فالسياسيون في العالم العربي يكرهون الثقافة والمثقفين ويكرهون المبدعين لأنهم ينافسونهم على ساحة الأضواء بينما نجد في الغرب ان السياسيين يستقطبون المثقفين والمبدعين لتقديم برامجهم السياسية. أما في العالم العربي فالمبدع يصنف أحياناً ضمن فئة المجانين والمرضى والموهومين. علماً ان من الممكن أن يستخدم الابداع في تعزيز موارد مؤسسات خيرية وجمعيات انسانية كما في الغرب. الموهبة لا بد لها من الدراسة لتصقلها... أين درست التصوير؟ - اعتمدت على المهارة الذاتية. أنا رجل ذاتي التعلم. والتحقت بجامعة الملك سعود لدراسة التصوير ولكن وجدت نفسي انني أنا المعلم ولست طالباً. وما قدمته لي الجامعة كان متواضعاً جداً. هل تفضل الأبيض والأسود أم الملون؟ - كأنك تسألني أنت مع المتنبي أو محمود درويش. أنا أحب الأول وأفهم الثاني. وأعتبر ان لكل أدواته. تصوير الأسود والأبيض يحتاج الى معاملة خاصة، كأنك تتعامل مع الزوجة في شهر العسل. إنه يحتاج الى الحساسية والمراوغة والى درجة عالية من التقنية والحساسية. وفي اللحظة التي استطيع أن أقيم معرضاً بالأسود والأبيض في عاصمة مهمة سأكون حينذاك على يقين من انني أصبحت مصوراً مهماً جداً لأن الأسود والأبيض هو النقطة الفاصلة في هذه التجربة.