«هناك دائماً متسع من الوقت لحياة سعيدة وجميلة معاً، هناك الكثير من الضحكات المرحة في انتظارنا»، بهذه الكلمات دون صالح العزاز رسالة لأبنائه أثناء فترة علاجه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فالرجل الفنان الذي ذاع صيته على نطاقات واسعة، يستعيد السعوديون أعماله وإسهاماته في ال6 من نوفمبر، رغم أن رحيله فجع محبيه في ال15 من ديسمبر 2002. صالح العزاز الصحفي والفنان الذي انحاز في آخر حياته إلى الكاميرا، عرف كأشهر المصورين الفوتوغرافيين السعوديين، رغم أنه تقلد مناصب رفيعة في مهنة صاحبة الجلالة في صحف عدة. ويعرفه رفاقه بابتسامته اللافتة وهيامه ب«الصحراء»، فأبو عبدالله ابن الخبراء في منطقة القصيم، يقول «تخيلوا أنفسكم أيها البدو بدون صحراء مفتوحة»، نطرته المختلفة للصحراء جعلت منه منفرداً في أفكاره والتقاطاته، فمن العمل التحريري في بلاط صاحبة الجلالة، تميز باللحظة الجنونية في التقاط الصورة، وانتشر اسمه على نطاق واسع عالمياً عقب تصويره أحدات ال6 من نوفمبر عام 1990، عندما قادت سيدات سعوديات سياراتهن وسط العاصمة الرياض برفقة كاميرا صالح التي وثقت الظاهرة «نادرة الحدوث». ولد صالح العزاز في مدينة الخبراء بمنطقة القصيم في أواخر خمسينات القرن الماضي، وتزوج من بدرية القبلان التي أنجبت له أربع بنات وابناً، وانخرط في مهنة الصحافة منذ وقت مبكر، وعمل صحفياً في صحيفة اليوم، وتدرج في العمل الصحفي حتى تورط في «إدمان المهنة»، وكتب مقالات رأي في صحف خليجية وسعودية عدة، حتى إن «إدمان الإنتاج الصحفي» لم يكف عنه وهو في السرير الأبيض. وانحاز العزاز في العقد الأخير من عمره إلى «الكاميرا»، وأقام معارض شخصية، واللافت أن أحد معارضه اختار العزاز الصحراء موقعاً له، وشارك في مسابقات دولية. أسهم العزاز في إثراء المكتبة السعودية الفوتوغرافية، بكتابه «المستحيل الأزرق»، كما وثق بصحبة أحد زملائه الجنادرية بصور متفردة، ووثق تجربة البيوت الطينية في إحدى المزارع ب«العودة إلى الأرض». رحل العزاز في آواخر 2002، وهو ابن ال43 عاماً، داهمه «السرطان»، ومضى برهة من ما تبقى من عمره في الولاياتالمتحدة حيث العلاج، ليمضي آخر عام من مسيرته التي لم توثق حتى الآن في العاصمة الرياض داخل الصحراء التي عشقها وأحبها، ليموت ويدفن تحت ثراها.