واصلت إسرائيل قصف مقار أمنية في غزة، واكدت انها ستواصل عملياتها العسكرية و"تحتفظ بحق" منع الرئيس ياسر عرفات من السفر الى الخارج. ويزور الرئيس حسني مبارك دمشق اليوم حيث يجري محادثات مع الرئيس بشار الأسد تتناول الجهود الضرورية لاحتواء الاوضاع المتدهورة في الاراضي الفلسطينية، وآفاق التحرك العربي خصوصاً بعد ارجاء الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي طلبت سورية عقده، كما يطلع مبارك الاسد على الاقتراحات التي نقلها وزير خارجيته احمد ماهر الى الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. وتسارعت الاتصالات خلال الساعات الأخيرة، اذ تلقى الرئيس المصري أمس رسالة خطية من العاهل المغربي الملك محمد السادس تتعلق بالأوضاع الدولية والاقليمية نقلها وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي محمد بن عيسى. وتلقى ماهر اتصالاً من نظيره العماني يوسف بن علوي بن عبدالله، وآخر من المنسق العام الاوروبي للشؤون الخارجية والأمن خافيير سولانا، ومن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، فيما أجرى اتصالين بنظيره الاميركي كولن باول والفرنسي هوبير فيدرين تناولا نتائج زيارته اسرائيل والاراضي الفلسطينية. وتواصلت الحملة الإسرائيلية ضد عرفات والسلطة الفلسطينية، إذ قصف الجيش ثلاثة مواقع للأمن الفلسطيني في قطاع غزة ليل الجمعة - السبت، وقام بتصفية فلسطينييْن من حركة "فتح" في الضفة الغربية. وأعلن مسؤول إسرائيلي أن "الجيش سيواصل عملياته ضد الإرهابيين والبنى التحتية التي يستخدمونها طالما لم يقرر عرفات القيام بذلك ويكتفي بتنفيذ اعتقالات وهمية". وقال ان اجهزة الامن الفلسطينية "خبأت في شقق في رام الله ونابلس وجنين في الضفة ارهابيين ملاحقين بانتظار ان ينهي المبعوث الاميركي انتوني زيني مهمته في المنطقة". في الوقت ذاته انتقد أحد المقربين من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون التلفزيون لبثه مقابلة مع عرفات، معتبراً انه "قرار خاطئ" اذ "يفتح منبراً لعرفات الذي فرض علينا حرباً وهو المسؤول عن مقتل اسرائيليين". واتهمت السلطة شارون بالسعي الى نسف الجهود الاقليمية والدولية للتهدئة. كما اتهمت الجيش ب"خطف وقتل" ناشطيْن في حركة "فتح" شمال الضفة. وقال وزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات لوكالة "رويترز": "ما دام شارون يشعر بأن لديه ضوءاً أخضر من الرئيس جورج بوش لن تسفر هذه الجهود التهدئة عن شيء" وفي خطوة جديدة لتشديد الضغوط على عرفات ورغم تأكيد الوزير باول انه "لا يزال رئيس السلطة والزعيم المعترف به للشعب الفلسطيني"، أعلن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن الدولة العبرية تحتفظ لنفسها ب"حق" منع عرفات من التوجه الى الخارج "حتى يقرر التحرك بجدية ضد الارهاب". وزاد: "كل طلب يقدمه للتنقل سيُدرس وسنحتفظ بحق رفضه أو قبوله استناداً الى الوضع الميداني". وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أعلن امس ان الرئيس الفلسطيني قد يشارك في الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الاسلامي غداً في الدوحة. واستمر اللغط حول ارجاء الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي كان مقرراً عقده في الدوحة اليوم، اذ دعا وزير الخارجية المغربي والامين العام للجامعة الى تفادي "المزايدات الكلامية". واعتبر موسى ان "ليس من الحكمة عقد اجتماعين وزاريين عربي واسلامي في يوم واحد في قطر". ودعا بن عيسى الى "التزام ما نحن قادرون عليه". ونفى مسؤول فلسطيني ان يكون عرفات طلب تأجيل الاجتماع العربي، وقال ل"الحياة" إن الرئيس الفلسطيني أبلغ الدول العربية انه مع الإجماع ومع ما تراه مناسباً، مضيفاً ان لا ضغوط أميركية على عرفات ليطلب الغاء الاجتماع. أما وزير الخارجية المصري فعزا التأجيل الى "أخطاء إجرائية"، في إشارة إلى ميثاق الجامعة الذي ينص على عقد الاجتماع في دولة المقر القاهرة اذا لم يقرر المجلس الوزاري نقله إلى مكان آخر الدوحة.