واشنطن، نيويورك، طشقند - توقعت الولاياتالمتحدة ان تتمكن الادارة الحكومة الافغانية الموقتة من التغلب على الخلافات بين الزعماء في البلاد، مشيرة الى ان احدا من الموقعين على اتفاق بون الذي رعته الاممالمتحدة لم ينسحب من عملية الحل الذي تم التوصل اليه. وفيما يلتقي الممثل الدولي الاخضر الابراهيمي في روما اليوم في روما الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه، قالت واشنطن ان كلا من المانيا وبريطانيا مهتم بتولي قيادة القوات الدولية لحفظ السلام في كابول. واوضح وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان المحادثات مستمرة في شأن تشكيل هذه القوات. وقال ان هناك مرشحين عديدين لتولي قيادة هذه القوة، مشيرا الى ان المستشار الالماني غيرهارد شرودر "اعرب في وقت سابق عن اهتمام بذلك. كما يوجد بعض الاهتمام البريطاني". واعرب باول، في حديث الى الصحافيين على متن طائرته وهو في طريقه الى طشقند عاصمة اوزبكستان خلال جولة تشمل عشر دول، عن شكه في ان تتمكن هذه القوات من الدخول الى افغانستان قبل ان تتولى الحكومة الموقتة السلطة. وقال: "من الافضل ان يبدأ هذا الامر في التحرك في الوقت الذي تشكل فيه الحكومة في 22 كانون الاول ديسمبر . ولا اعرف ماذا كان الامر سيسير بهذه السرعة". وناقش باول مسألة هذه القوات في مقر قيادة حلف شمال الاطلسي في بروكسل الاسبوع الماضي مع اعضاء الحلف ومسؤولين من روسيا واوكرانيا ودول اخرى تأمل بالانضمام اليها. وقال انه تحدث الى السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة في ساعة متقدمةمن ليل الخميس في شأن العمل في نيويورك لاصدار قرار يمهد الطريق امام القوة الامنية. وكان مجلس الامن وافق بالاجماع على اتفاق بون بين الجماعات الافغانية لتشكيل الحكومة الموقتة، مرجئا الموافقة على القوة المتعددة الجنسيات حتى هذا الاسبوع على الاقل. ووصل سبعة خبراء من فريق في قسم الحفاظ على السلام في الاممالمتحدة الى كابول للتحضير لنشر القوة الدولية. واوضحت الناطقة باسم المنظمة الدولية ويفينا بلموت ان هذا الفريق الذي يضم خبراء في المجالات العسكرية والشرطة والادارة والقضاء "يفترض ان يتحقق من المسائل اللوجستية" و"التحضير" لنشر القوة المتعددة الجنسيات. الابراهيمي وفي هذا الاطار، اعلنت الاممالمتحدة ان ممثل الامين العام يلتقي الملك الافغاني السابق في روما قبل توجهه الى باكستان ثم افغانستان لمتابعة تطبيق اتفاق بون الذي نص على تشكيل سلطة موقتة في كابول لمدة ستة اشهر تبدأ في 22 الشهر الجاري. ثم يدعو بعد ذلك ظاهر شاه الى عقد اجتماع للمجلس الاعلى للقبائل لويا جيركا للموافقة على حكومة انتقالية لمدة سنتين تجري بعدها انتخابات عامة . لكن انصار الملكية والذين تم ضمهم في الحكومة الموقتة غالبا ما انقسموا على انفسهم خلال المفاوضات التي جرت في بون لرغبتهم في القيام بدور اكبر. ومن روما يتوجه الابراهيمي الى اسلام اباد لتهدئة مخاوفها من ان تكون الادارة الافغانية الجديدة معادية لها. ومنها ينتقل الى كابول للقاء الاطراف الافغانية ومناقشة الخطوات العملية لتنفيذ اتفاق بون. وابدى ديبلوماسيون اميركيون مكلفون بالشؤون الافغانية تفاؤلا بامكان الحكومة الافغانية الجديدة من التغلب على الخلافات التي ظهرت في البداية، وان تمنع زعماء جماعات المقاتلينمن تقسيم البلاد الى اقطاعيات شخصية. وقال منسق السياسة الافغانية ريتشارد هاس والسفير جيمس دوبينز الذي ساعد في التوصل الى اتفاق بون، في بيان صحافي مشترك :"لم ينسحب احد من الافغان من هذه الاتفاق. ولا قال احد انه سينسحب منه. وفي هذه المرحلة نأمل بالا يفعلوا ذلك". واضاف البيان: "نتوقع من دول مثل ... اوزبكستان وتركيا وايران وروسيا ان توضح مدى اهمية تنفيذ هذه الاتفاق ونحن واثقون بدرجة معقولة بأن مثل هذه الاساليب ستكون فعالة". وعن مستقبل الامن في افغانستان بعد انهيار "طالبان" كان هاس متفائلا للغاية. وقال: "انني اتحدى الفرضية التي تقول ان افغانستان ستنقسم الى جماعات متقاتلة وتتحول الى فوضى... اعتقد بان هناك فرصة جيدة للغاية لكي لا يحدث هذا الامر".