كابول - رويترز، أ ف ب - تعهد الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني امس، التعاون مع الحكومة الانتقالية برئاسة حميد كارزاي، على رغم أن قوى أجنبية فرضت هذه الحكومة على أفغانستان. وقال رباني في مؤتمر صحافي في كابول أمس: "نأمل في أن تكون تلك المرة الاخيرة التي تتدخل فيها دول أجنبية في شؤون أفغانستان". وجاء ذلك قبل ساعات من وصول كارزاي الى العاصمة الافغانية قادمًا من قندهار جنوب، للقاء وزير الدفاع الجنرال محمد قاسم فهيم والبحث في ترتيبات تسلم الحكومة الجديدة السلطة في 22 الشهر الجاري. ويأتي ذلك، غداة تفاهم فهيم والمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي على مبدأ نشر القوة المتعددة الجنسيات الى جانب قوات تحالف الشمال في كابول. ويتوقع أن يبلغ تعداد هذه القوة ألف عنصر ينتشرون في مناطق معينة ويتولون حراسة الملك السابق ظاهر شاه الذي قرر العودة الى بلاده. والى ذلك، عاد الى كابول وزير الداخلية يونس قانوني الذي ترأس وفد تحالف الشمال الى مفاوضات بون، بعدما توقف في فرنسا ونيودلهي. وردًا على سؤال عن حصيلة اتفاقات بون التي وقعت في الخامس من الشهر الجاري، قال إنها جلبت للافغان "التحرير والحرية والسلام وإعادة الاعمار والامن وحق الانسان في تحديد مصيره". رباني وقال رباني في مؤتمره الصحافي أمس: "عندما أرسلنا وفداً الى مؤتمر بون لم نرسله لتوقيع الاتفاق، أوفدناه فقط للمناقشة والتفاوض"، مشيرًا الى المفاوضات التي جرت بين فصائل أفغانية في بون انتهت بتوقيع اتفاق على اقتسام السلطة بين التحالف وفصائل أفغانية أخرى. وأعلن رباني أن الاطراف "وقعت على الاتفاق لان المجتمع الدولي ضغط عليها". وصرح بأنه هو شخصيًا كان رشح الزعيم البشتوني كارزاي لرئاسة الحكومة الانتقالية، وإن كانت لديه تحفظات عن أعضاء آخرين في الحكومة الجديدة، وكان يود أن يشكل كارزاي حكومته بنفسه داخل أفغانستان ويختار وزراءه". لكنه على أي حال أعرب عن أمله في انتقال السلطة الى الحكومة الجديدة في الموعد المحدد لذلك. وأضاف: "عندما دخلنا الى كابول قلنا إننا لم نأت لتشكيل حكومة. واحترمنا وعدنا". وقال: "إنني أدعم حميد كارزاي دعمًا تامًا وسأتعاون معه". وجاءت تصريحات رباني غداة محادثات أجراها في كابول مساء أول من أمس مع الابراهيمي الذي أعلن أن السلطات في العاصمة الافغانية لا تعارض انتشار قوة دولية. غير أن الابراهيمي قال إنه لم يتناول في محادثاته مسألة انسحاب مقاتلي تحالف الشمال من كابول. وأوضح في مؤتمر صحافي أن هذه القوة "ستأتي كصديق لا كعدو". وأضاف: "إنها لا تريد محاربة أحد"، مشيراً الى أنه حصل من وزير الدفاع على تأكيد أن "الاتفاقات التي أبرمت في بون ستطبق بكاملها بما فيها ما يتعلق بالقوة المتعددة الجنسيات". غير أن ممثل الاممالمتحدة الخاص لم يقدم تفاصيل حول تركيبة القوة وعديدها وقيادتها. وكان مسؤولو تحالف الشمال الذين تسيطر قواتهم على كابول كرروا في الايام الاخيرة، أنه في حال نشرت قوة دولية بتكليف من الاممالمتحدة في العاصمة الافغانية، يجب أن تكون قليلة العدد وأن تقتصر نشاطاتها على حماية المباني الحكومية.