أشعل انتقال اللاعب الدولي خميس العويران من الهلال الى الاتحاد في الأسبوع الماضي ردود فعل عدة خرجت بالموضوع الى أمكنة اخرى بعيداً من نطاقه الرياضي. واعتبر بعض الأقلام والصفحات التي تناصر الهلال ان الصفقة ليست عادية بل انها كشفت المخطط الاتحادي الرامي الى إضعاف الهلال وإسقاطه عما سمّاه بالزعامة، مشيراً الى أن بلوغ القمة لن يتم للفرق الأخرى إلا بتقويض بنيان الهرم الأكبر للكرة السعودية. وأشارت الأقلام الهلالية الى أن الاتحاد لم يكتف بالتعاقد مع لاعب هلالي بل انه يشتري لاعبين من اندية اخرى لا لحاجته لهم فقط بل لعدم تمكين الهلال من الحصول على خدماتهم، امثال صالح الصقري لاعب الطائي السابق، وسليمان الحديثي لاعب النجمة، ومرزوق العتيبي لاعب الشباب، ولو انه كان قادراً على التعاقد مع الذين ضمهم الهلال امثال محمد الدعيع وعبدالله سليمان وأحمد خليل لما توانى عن ذلك. وأجج انتقال العويران المفاجئ مجال الأخذ والرد، فأدلى كل بدلوه، واعتبر البعض ان انتقاله من الاتحاد امر طبيعي تفرضه العملية الاحترافية في العالم كله وليس في السعودية فقط، ورأى البعض الآخر ان العويران فاشل وسيئ خلقياً، وسيندم مستقبلاً على ما فعله بناديه السابق وذكّر انه كان مشطوباً حتى الأمس القريب. وهناك رأي اتحادي يقول انه افضل لاعب وسط في السعودية، متناسياً هجومه السابق عليه بسبب سلوكه، لكنه عاد ووصفه بالمبدع والفنان "والعويران يستحق ذلك داخل الملعب على الأقل" كونه انتقل الى ناديه المفضل في حين وجد البعض في ضمّه تأديباً لمحمد نور وأعادته الى جادة الصواب. بيد ان نقل خدمات العويران الى الاتحاد لم تقتصر تفاعلاتها على صحافة الناديين التي تعد الأقوى محلياً، بل ان النصراويين السعداء بما حصل طبعاً تدخلوا واعتبروا ان ما حصل للهلال ليس سوى رد فعل لما فعله "الزعيم" في السابق بالأندية الأخرى مشيرين الى أنه وقع ضحية للعبة كان هو محركها الأساس. وأفرح هذا الانتقال اهلاويين كثر ولا يتعلق الأمر بحب الاتحاد بالمنافس التقليدي "لكن حتى يشعر الهلال بمرارة ما فعله بالأهلي العام الماضي"، في اشارة الى انتقال لاعبهم عبدالله سليمان الى الهلال. وأكدت الصفقات الكبيرة التي أبرمت ان الأمور الفنية ليست الدافع الأول في الانتقال، بل ان النصر المعنوي قد يكون اهم من الصفقة ذاتها، كما حدث في موضوع العويران وانتقال خالد مسعد من الأهلي الى الاتحاد، وإلى انتقالات اخرى كان الهدف منها النيل من المنافس لا اكثر. وأبلغ دليل على ذلك تقديم منصور البلوي المشرف على اللعبة في الاتحاد والذي اهتم بتفاصيل صفقة العويران، العضوية الشرفية الى الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر، الذي اخذ مشورته القانونية اثناء المفاوضات، وكأن الاتحاد لا يملك من يفهم في قوانين الاحتراف. وبدأت الضغوط التي يمارسها اللاعبون على انديتهم للحصول على مقدمات عقود تعطي مفعولها، علماً أن انظمة الاحتراف لا تنص على ذلك، وهكذا نجح حارس النصر الخوجلي وأحمد الدوخي وغيرهم في تحصيل مبالغ مالية قبل تجديد توقيعهم.