يقود الدكتور عبدالله البرقان مسؤولية لجنة الاحتراف في نادي الهلال باحترافية كبيرة يلمسها جميع الرياضيين، وتظهر جلية في التعامل مع القضايا التي تتعلق بانتقالات اللاعبين، ولوائح الاحتراف؛ التي ما يكاد ينتصف موسم إلا وتظهر الكثير من الثغرات التي تبدأ اللجنة في العودة للأندية والاستئناس بآرائها، وطلب مقترحاتها. البرقان تحدث في حواره ل «دنيا الرياضة» عن احترافية الهلاليين في تعاقداتهم المحلية، وأسباب عدم تطبيق الاتحاد السعودي للوائح الدولية، كما تطرق لما أثير سابقا عن استقالته من منصبه في الهلال، وتداخل عمله مع مدير عام كرة القدم سامي الجابر. نتفق مع النصراويين في النظرة البعيدة.. والأندية أقوى من لجنة الاحتراف!! * ماهي أبرز العيوب والثغرات التي تراها في لجنة الاحتراف؟. - سأتحدث عن أبرز العيوب والثغرات في لائحة الاحتراف وليس في لجنة الاحتراف؛ لأن كل أعضاء لجنة الاحتراف أكْفاء، وتم اختيارهم بعناية فائقة، ويحملون من الشهادات العلمية ما يؤهلهم لذلك، بالإضافة إلي خبرتهم الكبيرة التي يشهد عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم؛ أما بالنسبة للائحة الاحتراف؛ فلا ننسى أن من وضعها هم بشر، ومهما وضعوا من بنود في اللائحة من الممكن جدا بروز حالة لا يوجد لها نصّ في هذه اللائحة؛ لذلك درجت لجنة الاحتراف بعمل دراسة لللائحة كل فترة مستأنسة في ذلك بآرآء الأندية ومديري الاحتراف واللاعبين، ووسائل الإعلام، وكل المهتمين بتطور كرة القدم ولوائحها. * وهل لجنة الاحتراف بحاجة لآراء واقتراحات الأندية وغيرها حتى تطبقها؟. ولماذا لم تطبق لائحة الاحتراف المعمول بها في ال (فيفا)؟. - نعم.. فلجنة الاحتراف وكل اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكل الاتحادات تحتاج لآراء الأندية؛ لأنها هي من تواجه المشاكل فعليا، واللجنة لا تتعاقد مع اللاعبين؛ بل الأندية هي من تفعل ذلك، ولكن دور اللجنة هو التصديق على العقود المبرمة بين الأندية واللاعبين، وحل المشاكل، التي تنشأ نتيجة لهذه العلاقة التعاقدية، وحتى اللوائح المعمول بها في الاتحاد الدولي يتم الاستئناس بمقترحات الاتحادات الأهلية والقارية عند وضعها؛ بالإضافة إلى كل المشاكل التي ترفع للاتحاد الدولي لكرة القدم من الأندية واللاعبين حول العالم تعتبر تجارب يستفاد منها في الاتحاد الدولي عند تنقيح لوائحه. * أغلب إدارات الأندية صوتت على بقاء المادة 18 في نظام الاحتراف السعودي، ما عدا الهلال والنصر. لماذا صوتم بإلغائها؟. - معظم الأندية التي لم تصوت لإلغاء المادة 18 تأثرت بها سلباً، ونحن في نادي الهلال عندما طالبنا بذلك كانت نظرتنا بعيدة، وذكرنا في مقترحنا بأن وجود هذه المادة سيزيد من المشاكل بين الأندية واللاعبين، وستفتح الفرصة للتحايل والالتفاف حول اللائحة، ولأن نظرتنا كانت بعيدة هاهي لجنة الاحتراف تطلب من الأندية مرة أخرى تزويدها بمرئياتهم حول هذه المادة؛ التي نوقشت بين الأندية ومديري الاحتراف في منتدى الاحتراف، الذي أقيم بجدة. لا نزال في بداية الاحتراف * نلاحظ أن مسؤولي الاحتراف في الأندية الأوروبية يكونون مختصين، ومتفرغين للعمل في الأندية بعكس ما هو موجود لدينا بالاعتماد على أشخاص متعاونين؟. - نحن لا نزال في البدايات، والآن بدأت تتبلور فكرة الاحتراف في المجتمع السعودي، وكذلك الحال بالنسبة للعمل في الأندية، ولا ننسى أنه حتى وقت قريب كانت نظرة المجتمع للأندية والعمل فيها سلبية، ولكن بالوعي ونتيجة للبرامج التي وضعتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل بدأت تتحول هذه النظرة السلبية إلى إيجابية، وبدأت تتجه الكفاءات الوطنية للعمل في الأندية للتفرغ، بعد أن تم وضع الضوابط اللازمة لذلك، وأنا أعترف أن العدد لا يزال قليل، ولكن أنا واثق من أن المستقبل القريب سيشهد مزيدا من التفرغ وبالتالي مزيدا من التطور. سامي الجابر * وهل تعتقد أن الاحتراف في السعودية يطبق بحذافيره كما يطبق في أوربا؟. - المتتبع لنظام الاحتراف في السعودية سيلاحظ أنه تطور كثيراً منذ تطبيقه، وتجربتنا ماتزال قليلة مقارنة بأوروبا؛ أقصد من ناحية عدد السنوات، ولا يطبق الاحتراف بحذافيره في السعودية، كما هو الحال في أوروبا؛ لأن المجتمع واللاعبين والأندية ما تزال تحتاج لتعميق ثقافة الاحتراف لديها. * ما رأيك بنظام البطولات السعودية وأوقاتها. وأبرز إيجابياتها وسلبياتها؟. - جميع المسؤولين في اتحاد كرة القدم وفي لجنتي المسابقات والفنية يعملون ويبذلون قصارى جهدهم لتلافى أية سلبيات لنظام البطولات، وما اجتماعهم بمندوبي الأندية بداية كل موسم وطرح نظام المسابقات ومناقشتهم فيه؛ إلا تأكيد للشفافية، وتعتبر خطوة كبيرة نحو التطور الذي ننشده. * خلال الفترة الماضية وقَّع عدد من نجوم الهلال عقودا احترافية دون أي ضجيج. ما هو السّر خلف اتمام التعاقدات بهدوء تام؟. - تتبع إدارة نادي الهلال بقيادة وتوجيهات رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ونائبه الأمير نواف بن سعد سياسة مرنة وسهلة في التفاوض مع اللاعبين، وأن يكون توفير الاستقرار النفسي والمادي هما الأمرين المهمين، الذين يجب أن يشعر بهما اللاعب المحترف، وبالتالي تجد اللاعب في الهلال يوقع مع الإدارة دون ضجيج؛ سواء إذا كان هذا العقد جديدا ولأول مرةن أو كان تجديداً لعقده السابق. * أغلب الصفقات التي كان الهلال طرفا فيها يكسبها وآخرها المدافع أسامه هوساوي، والمهاجم عيسى المحياني؛ فماهو الأسلوب المتبع لإدارة الاحتراف في الهلال في حسم هذه الصفقات؟. المحياني - رغبة اللاعب في الانضمام لنادي الهلال هي المِحك الأول، وحينما تعلم الإدارة بأن هنالك رغبة مشتركة بين النادي واللاعب للانضمام لهذا الكيان الكبير تسخِّر الإدارة كل جهودها لإتمام الصفقة بنجاح؛ متبعة في ذلك كل بنود اللائحة، التي تنظم الانتقال بسلاسةن وليس هنالك أسلوب معين تتبعه الإدارة؛ بل أن الأسلوب يفرضه وضع اللاعب ومتطلبات نادية السابق. استغلال الثغرات ليس عيبا * يتهمك البعض بأنك تستفيد من بعض الثغرات الموجودة في لائحة الاحتراف لصالح الهلال بحكم خبرتك في المجال. ما ردك؟. - قراءة اللائحة واستيعابها ثم تطبيقها هي الأسباب التي تجعلنا ننجح في نادي الهلال بعد توفيق الله، في كل ما نصبو إليه في مجال الاحتراف، وليس للثغرات الموجودة في لائحة الاحتراف؛ علماً أن الاستفادة من الثغرات إن وجدت ليس عيباً حتى يصبح اتهاما. * ظهرت بعض الأقاويل التي انتشرت قبل بداية الموسم بأنك ستقدم استقالتك من إدارة الاحتراف بنادي الهلال، وأن هناك تداخلا في العمل بينك وبين مدير كرة القدم سامي الجابر. ما صحة هذا ذلك؟. - كما قلت أنت: هي أقاويل وليس أكثر من ذلك!!؛ لأنه لم يسبق أن قدمت استقالتى من إدارة الاحتراف، وليس هنالك تداخلاً في العمل بيني وبين سامي الجاير فهو مدير للكرة، ومهامه واضحة للكل، وأنا مدير للاحتراف، ومهام مدير الاحتراف لا تخفى على أحد، وبالعكس فإن التنسيق يتم ما بيننا في كل الأمور، التي تهم إدارة الكرة والاحتراف، ونحن في نادي الهلال أسرة واحدة مترابطة تعمل لمصلحة النادي في كل قطاعاته تحت قيادة وتوجيهات رئيس النادي ونائبه. الهلال لا يعرف المشاكل * ما هو السِّر حول عدم وجود أي شكاوى أو مشكلات لكم في لجنة الإحتراف؟. - المشاكل تأتي إذا لم تكن هنالك شفافية في التعامل، وفي حال عدم الالتزام ببنود العقد أو إذا تم التعامل مع اللاعب بأسلوب لا يوفر له الاستقرار النفسي، وهذا عكس ما يحصل في نادي الهلال؛ لأننا نعتبر اللاعب هو الطرف الأهم، ولذلك نوفر له كل سبل النجاح والتطور والاستقرار، ونلتزم ببنود عقده مع الإدارة، وهذه هي الأسباب التي تمنع نشوء مشاكل بين النادي واللاعبين، والدليل هو سجلات نادي الهلال النظيفة في لجنة الاحتراف، وبالإضافة لما ذكرته من تميز الهلال وإدارته فيما يخص الاحتراف؛ فإن إدارة الاحتراف في النادي تدربت وطبقت نظام مطابقة الانتقال الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يهدف إلى تطوير أسلوب وإجراءات إصدار بطاقات الانتقال الدولية للاعبين المحترفين والهواة، والتأكد من صحة البيانات وخاصة الأمور المالية المتعلقة بانتقال اللاعبين؛ علما أن هذا النظام سيكون ملزماً للتطبيق في جميع دول العالم؛ اعتباراً من شهر أكتوبر2010م، ومن هنا أناشد جميع الزملاء مديري الاحتراف في الأندية بالاهتمام بهذا الأمر، حتى لا تقع الأندية في مشاكل تأخر تسجيل اللاعبين وأنا على استعداد للمساعدة في هذا الأمر متى طلب مني ذلك.