استهل نادي النصر السعودي استعداداته للموسم الكروي 2009/2010 مبكرا بالتعاقد مع الأرجنتيني فيكتور فيجارو (26 عاما) ومواطنه سيبستياو كاريرا (31 عاما) بناء على توصية من الأرجنتيني الآخر إيدجاردو باوزا المدير الفني للفريق الكروي الأول بالنادي الأصفر ليكونا بديلين للبرازيلي إيلتون والمصري حسام غالي في منطقة الوسط. وهناك محاولات أخرى للحصول على خدمات بعض اللاعبين المحليين في مختلف خطوط الملعب. وتأتي هذه الصفقات المبكرة لتدل على جدية الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي الجديد، في استعادة أمجاد النصر بدءا من الموسم المقبل. واستطلعت «شمس» من جانبها آراء بعض الإداريين والمدربين والكتاب والنقاد الرياضيين من أصحاب الشأن النصراوي لمعرفة موقفهم من هذه التحركات لإعادة فارس نجد إلى سيرته الأولى؛ خاصة أن بعض الجهات شككت في مصداقية هذه الصفقات وطرق إبرامها وأنها ملتوية. وجاءت ردود المشاركين في الاستطلاع على النحو الآتي: لدينا متخصصون في الاحتراف وكانت البداية مع علي حمدان (الأمين العام لنادي النصر) الذي أكد أنه لا علاقة لهم بما يردده البعض ويقولونه حول مجهودات الإدارة لتعزيز صفوف الفريق الكروي الأول بالنادي، وقال: «نحن أناس نعمل ولدينا متخصصون في هذا المجال سواء بالاحتراف أو غير الاحتراف، ونسلك الطرق المشروعة والنظامية السليمة، وجميع الصفقات التي تمت في السابق كانت بهذه الطريقة سواء كانت هذه الطريقة تناسب أحدا ولا تناسب الآخر. ونحن في نادي النصر نطبق ما يردنا من لوائح وأنظمة سواء من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو غيرها. ولا يعنينا لا من بعيد أو من قريب ما يردد البعض أو ما يكتب في الصحف من أن النصر يخترق الأنظمة والقوانين واللوائح. وإذا بقينا نسمع ما يقولون وما يرددون، فلن نتقدم خطوة واحدة. وإذا صدر من أحد أخطاء في التعاقد فليس ذنبنا، وهم دائما يحاولون الاصطياد في الماء العكر. ونحن دائما وأبدا نسلك الطرق المشروعة وغير الملتوية كما يردد البعض. وإذا كان هذا ديدنهم، فهذا لا يخصنا ولا يعنينا بشيء. وهذا موجه لمن يتهم النصر بسلك الطرق غير النظامية. وكما قلت نحن نسلك الطرق المشروعة في تعاقداتنا وما يكتبه البعض في الصحف يريدون منه الشوشرة على صفقات العالمي وأتحدى من يثبت غير هذا. وليس لدينا شك في الإجراءات التي نتخذها أو نتبعها». البحث عن القارئ النصراوي وكشف عبدالعزيز الدغيثر (عضو مجلس إدارة سابق في نادي النصر) أن جميع الأندية السعودية لم تدخل مفهوم الاحتراف إلا من هذا العام وواجهتها مشكلات في عملية تعاقداتها، وقال: «غير صحيح ما يطرح في الصحف أن نادي النصر يدخل في تعاقداته مع اللاعبين بطرق غير مشروعة أبدا. وإذا كان هناك عيب، فهو في النظام وهي طريقة الأشهر الستة. وسبب اتهام النصر بأنه هو الذي يسلك الطرق غير النظامية في شراء أو تعاقد، فهذا قدر النصر فهو بارز ومطلوب إعلاميا رغم قلة بطولاته. والنصر فريق يخوّف فتجد الإعلام المضاد يحاول إيهام الشارع الرياضي أن نادي النصر دائما ما يسلك مسلكا غير شرعي في تعاقداته وصفقاته. وهذا قدر النصر والشعبية الجارفة هي سبب ذلك. ولكي تتم عملية تسويق الصحف والسلع تتم عبر الدعاية لها. ولكي تصرف الصحف لا بد أن تجد لها موضوعا يجلب القراء ويجذبهم فتتطرق للنصر وتبحث عن كل ما يجذب القارئ النصراوي وإثارته سواء بشراء العقود أو غيرها من الصفقات. وأيضا تريد إثارة الرأي العام ضده حتى لا ينهض ولا تقوم له قائمة. وهذا ما يريدونه للنصر لكنه لن يحصل ولن يتحقق لهم». سيطير النوم من أعينهم وقال الأمير عبدالعزيز بن سعود بن عبدالعزيز (عضو شرف نادي النصر): «النصر بعبع للأقلام الزرقاء، ولذلك استعانوا بخدمات بعض العاملين لديهم للهجوم عليه. لكن النصر إن شاء الله سيعود وسيكون بعبعا لهم كما عودهم. وعندها سيطير النوم من أعينهم ويأتيهم الأرق والقلق. ومهما قلت عن الأمير فيصل بن تركي فشهادتي فيه مجروحة. أما الأمير تركي بن ناصر فهو أبو الجميع والنصر من أيام الأمير الرمز عبدالرحمن بن سعود الله، يرحمه الله، وهو معروف بوقفاته القوية والصادقة». التعامل مع وكيل اللاعب ضروري ويرى علي كميخ (مدرب وطني) أن إدارات النصر تبحث عن اللاعب الجيد والوصول إلى مثل هذا اللاعب يمر بطرق متعرجة، وقال: «ولذلك تجد الإعلام يسلط الضوء على نادي النصر وصفقاته، ويفترض على الإدارة أن تفتح خطوطا في مفاوضاتها مع اللاعب وناديه حتى لا تفقد الفرصة في الظفر باللاعب الذي تريد كي تعطي الأندية صورة مثالية في فن التعامل الراقي. ومن ثم تبدأ في التعامل مع وكيل اللاعب أو اللاعب مباشرة. لكن إدارة النصر في بعض المرات تحاول إنهاء الصفقات من خلف الأضواء وذلك خوفا من الذين يدخلون على الخط وهم الذين لا يريدون للنصر العودة القوية». موافقة القرني غير موثقة ويقول محمد الدويش (مستشار قانوني وكاتب وناقد رياضي): «مستحيل أن تقع كل إدارات النصر في نفس الخطأ. والنصر مستهدف وهناك من يحرك أناسا معينين في كل صفقة من صفقات النصر؛ وأقرب مثال صفقة عبدالله القرني. ومع احترامي وتقديري لسعيد الأحمري رئيس نادي أبها، فإنه لم يتحرك إلا بعد تدخل هلالي، بدليل أن اللاعب أبدى موافقته على تجديد العقد منذ شهر فبراير الماضي ويريدهم أن يقدموا له عرضا. لكن ماذا فعلت إدارة أبها لنقل هذه الرغبة إلى واقع؟ لم تفعل شيئا. وحسب ما طرح في الصحافة من تواريخ، فإن عبدالله القرني عرض عليه عرض بتجديد عقد منذ فبراير ولم يتخذ رئيس أبها أي خطوة ثم يأتي الآن ليعلن أن التجديد موثق عند لجنة الاحتراف. وبالطبع كل الأخبار تشير إلى أنها لم توثق ورئيس نادي أبها السابق أكد أنها لم توثق. لكن وحتى إذا افترضنا أنها موثقة، فإن الشيء الذي يجب أن يوثق هو موافقة اللاعب على العرض. وأعتقد أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه وهو سهل الحل، ولا أتوقع أن لاعبا صاعدا وموهوبا مثل عبدالله القرني يكون ضحية لمثل هذا الشد والجذب وبمقدور الطرفين حل المشكلة. وهناك أصابع هلالية خفية تتحرك خلف كل صفقة نصراوية، يتحركون ضدها ويبحثون عن أي نقطة يقع فيها ويثيرونها في الإعلام ويكتبون أن صفقاته مخالفة للأنظمة وأن النصر سيعاقب. والهدف ألا يعود النصر لأمجاده، وهذا هدف هلالي معلن وما خفي أعظم لأنهم يعرفون تماما ماذا تعني عودة النصر. صفقات النصر مكشوفة وأوضح سليمان الجمهور (كاتب وناقد رياضي) أن صفقات النصر بحاجة إلى إعادة نظر ومن ثم وضع استراتيجية جديدة، وقال: «مشكلة النصر في ظهور تحركاته على السطح ما يتيح الفرصة للغير في حشر أنوفهم فيها. والكثير من الصفقات بدأت في النصر ثم تحولت إلى أندية أخرى. والأمثلة كثيرة وآخرها عيسى المحياني الذي طار إلى المنافس الهلال. والنصراويون لا يستطيعون منع الأندية، ولكنهم يستطيعون قضاء حوائجهم بالطي والكتمان. ولا توجد صفقة نصراوية لم تظهر على صفحات الجرائد قبل إتمامها. أما مسألة التشكيك في الصفقات فهذه لها طريقتها فهي منذ سنوات طويلة لأن هناك من لا يريد عودة النصر، بل الوقوف في وجه كل مخططاته، كما أن النصر لا يمكن أن يفرض على اللاعب التسجيل كما تفعل بعض الأندية لأن وعود النصر حقيقية، أما وعود الغير فتنقصها المصداقية». الحساسية من الطرح الإعلامي ويرى منيف الحربي (كاتب وناقد رياضي) أن كل الأندية واجهت بعض المشكلات والملابسات في كثير من صفقاتها وفي انتقالات بعض اللاعبين، وقال: «قد يعود هذا في جانب من جوانبه إلى غموض وإشكاليات تتعلق باللائحة أو بلجنة الاحتراف أو حتى العمل الاحترافي بالأندية. والملابسات التي تعتري صفقات النصر أو تتعلق بها مثلها مثل الإشكاليات التي تواجهها بقية الأندية، وغير صحيح أن صفقات النصر ملتوية. وأتمنى أن يتخلى النصراويون عن الحساسية الموجودة عندهم تجاه كثير مما يطرح في وسائل الإعلام. وبالعكس المفروض أن يتقبلوا ما يطرح في وسائل الإعلام بصدر رحب لأن مهمته البحث عن الإثارة والتعليق على الأحداث والمواضيع الساخنة. ويجب على النصراويين ألا يعتبروا أنفسهم ضحية، ويجب على النادي انتقاء صفقاته والعمل باحترافية، ويسارع ويبادر بإنهاء الصفقات التي يحتاج إليها. نظام الاحتراف واضح وأخيرا يرى سعود عبدالعزيز (كاتب وناقد رياضي) أن نظام الاحتراف الحالي معروف ومدروس وهو يختلف عن نظام الهواة، وقال: «من حقك أن تفاوض أي لاعب في أي ناد. وأنت أيضا من حقك أن تعرض بضاعتك. والنادي الآخر يرغب في ضمه أو عدم ضمه والوصول إلى السعر الأعلى، هذه ثقافة الاحتراف في كل دول العالم التي تطبق هذا النظام. ولا تحتوي مسألة دخول الأندية في عملية المزايدة بعضهم على بعض فيها تخريب. والعملية تأتي ضمن تعزيز صفوف الفريق بلاعب موهوب مثل المفاوضات التي دارت حول ياسر القحطاني بين الهلال والاتحاد. واللاعب الجيد سيكون عليه الصراع مهما كان وهو مرغوب. والأنظمة الحالية تشجع على المزايدات وحكاية ميثاق الشرف كانت تهدئة للشارع الرياضي فقط لا غير. ونظام الاحتراف يختلف عن نظام الهواة السابق عندما كان يتم إيقاف أو تجميد اللاعب المتمرد المغضوب عليه. والأنظمة الحالية ليست مع ناد ضد آخر بل هي عرض وطلب. وكشفت مفاوضات النصر مع بعض اللاعبين أن النادي محارب من كثيرين لا يريدون له العودة. والنصر لو اعتمد على سبيل المثال في مفاوضاته مع عبدالله القرني على نقل المعلومة بالطريقة الصحيحة لما وصلت القضية إلى هذا الطريق المسدود. والنصر اعتمد على الكلام والمفترض أن يتعامل بالورق حتى لا يكون الموضوع مبنيا على الكلام الذي يمكن التخلي عنه في أي لحظة. والنصر استغل الفراغ الإداري في نادي أبها وفاوض اللاعب عن طريق متعب العامري.