رفح - أ ف ب - بادر المواطنون المقيمون عند خط المواجهة مع الجيش الاسرائيلي في رفح في قطاع غزة، الى إقامة ممرات داخلية بين منازلهم عبر اقامة فتحات في الجدران المشتركة من أجل تسهيل فرارهم لدى تجدد القصف الإسرائيلي. وفي منزل ابرهيم غنيم، تغطي لوحة من الخشب الممر المحفور للربط بين قاعة الجلوس في منزله وغرفة النوم في منزل جاره حيث فتح ممرا الى رواق منزل ثالث. وبفضل تضامن جيرانه، بات بامكان غنيم ان يضمن ممرا داخليا عبر خمسة منازل متجاورة يفضي الى الشارع الخلفي، ما يتيح له الفرار لدى اشتداد قصف المدرعات الاسرائيلية التي يستطيع ان يراها من نافذته. وفي الحي حيث يعيش غنيم، لاقت هذه الفكرة رواجا واسعا وباتت غالبية المنازل مزودة شبكات "تواصل" مشابهة منذ ان هدم المجمع الاول، ما حرم المجمع الثاني من حاجز يقيه القصف. وغنيم واولاده العشرة يشكلون قسما ضئيلا من الاهالي لا يزال ينام ليلا في منازله لافتقاره الى بديل، في حين ان غالبية أهالي الحي تقضي في منازلها النهار وتتركه ليلا الى منازل مستأجرة او لدى الاقارب. ويقول جاره محمد مطر، الذي كان يعمل بلاطا في اسرائيل قبل ان يفقد عمله منذ بدء الانتفاضة: "لا املك 100 او 150 دولارا لاستئجار منزل لايواء عائلتي، كما ان اقربائي يؤون في منازلهم 20 من اولاد اشقائي وشقيقاتي". ويروح عمر ابو شاويش ومصباح موافي يبحثون عن اغراضهم بين الحجارة والحصى في ركام منازلهم التي جرفت في 13 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وكانوا استأجروا مع 13 عائلة أخرى منكوبة، أي ما يوازي 250 شخصا، منازل بفضل المساعدة الشهرية لاسر الشهداء التي يتقاضاها موافي الذي قتل الجيش اثنين من ابنائه. ورغم ذلك، نصبوا خياما قدمتها لهم "وكالة الاممالمتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين" اونروا في شارع عمر بن الخطاب الرئيسي احتجاجا على تأهو السلطة في بناء منازل كانت وعدت ببنائها. وقال موافي: "السلطات تتحجج بنقص الاموال ولن تسلم قبل اذار مارس المنازل البديلة عن تلك التي دمرت قبل تسعة اشهر لكننا لا نستطيع ان نؤمن حاجاتنا الى ذلك الحين".