سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوساطه شرحت أسباب حملته وأشارت الى محاصرته واعتباره "الحلقة الأضعف" في التعيينات . لبنان : بري يشكو من شراكة بين لحود والحريري ويأخذ على القريبين منهما التحريض عليه
قالت أوساط سياسية مطلعة على الأسباب التي دفعت برئيس المجلس النيابي نبيه بري الى "فتح النار" على رئيس الحكومة رفيق الحريري أن الحملة على الأخير تتجاوز الرد على ما قاله في بكركي عن أن الذي سيتم تعيينه مديراً عاماً للضمان الاجتماعي سيكون مقرباً من الدولة. وعزت المصادر الحملة الى وجود شعور لدى بري تنامى بعد التعيينات الادارية الأخيرة بأن هناك من يتعامل معه على أنه "الحلقة الأضعف" في التركيبة السياسية، وأنه بات مستهدفاً من خلال عقد اتفاق من وراء ظهره. وفي وقت أحجمت مصادر قريبة من الرئيس اميل لحود والحريري عن الدخول في سجال في شأن ما تتناقله أوساط بري من أن اتفاقاً للشراكة الثنائية أبرم أخيراً بين رئيسي الجمهورية والحكومة، إلا أنها أكدت في المقابل أن المناخ السياسي الناجم عن التعيينات ككل وليس في شأن منصب محدد، كان وراء موقف رئيس المجلس. وفيما أكدت مصادر محيطة برئيس الجمهورية أنها لن ترد على تحليل تتناقله أوساط بري عن الشراكة بين الرئاستين الأولى والثالثة في التعيينات، قالت أوساط بري أن "الشراكة كانت واضحة وأن المراعاة كانت سيدة الموقف إذ أن مجلس الوزراء ضرب كل المعايير والأصول، ولم يأخذ بالتقرير الذي أعده مجلس الخدمة المدنية عن أسماء المرشحين للمناصب التي تشملها التعيينات". وأشارت الى أن المراعاة أدت الى استبدال رئيس المجلس الأعلى للجمارك حسين نعمة المقرب من بري، فيما بقي العميد المتقاعد أسعد غانم في منصبه مديراً عاماً للمجلس، خلافاً لما تردد من أن التغيير سيشمل ادارة الجمارك ككل. وغمزت أوساط بري من قناة وزير الداخلية والبلديات الياس المر الذي نجح في تعيين أحد العاملين في مكتبه الفني الخاص غازي حداد أميناً عاماً لمجلس الانماء والاعمار وفي إبعاد المدير العام للبلديات جان خوري لمصلحة خليل الحجل على رغم ان وعوداً قطعت لوزير الصحة سليمان فرنجية بعدم تغيير خوري. وأوضحت أوساط رئيس المجلس النيابي انه "آثر الصبر على مضض مراهنة منه على اعادة تصحيح ما أدت اليه التعيينات، لكنه فوجئ باستمرار تجاوز أجهزة الرقابة الادارية التي أولج مجلس الوزراء اليها الترشيحات، وبالتالي لن يقبل مهما كلف الأمر بأن يتحول مكسر عصا للآخرين، الذين ظنوا أن في مقدورهم استضعافه". ونقلت أوساط بري عنه اشارته الى المثل القائل "من ساواك بنفسه ما ظلمك، لكنه لاحظ أن الظلم لا يستهدف أحداً سواه. وهذا ما اضطره الى الخروج عن صمته احتجاجاً على الثنائية"، مؤكدة ان "ليس لبري موقف شخصي من أحد، وان اعتراضه ينطلق من احتجاجه على الطريقة التي اتبعت معه، ما أشعره بأنه هناك من يحاول استبعاده أو تحجيمه في الادارة". وكررت قوله انه "أول من يرفض المحاصصة، ولكن اذا أخذ بها سيكون أول من يطالب بحصته"، مشيرة الى أن بري فوجئ باقتراح الحريري تعيين مستشاره غازي يوسف مديراً عاماً للضمان ضد اقتراح وزير الوصاية أي وزير العمل علي قانصو بتعيين القاضي عوني رمضان". ولفتت الى أن رئيس المجلس "كان أول من اقترح اسناد المديرية العامة للمجلس الاجتماعي الاقتصادي الى يوسف خلفاً للمدير السابق". وسجلت اوساط بري مآخذها على أركان الحكم بالقول انهم "لم يبدلوا من العقلية السائدة في التعامل معه، لجهة اعتبار كل من يرشحه منتمياً الى جهة ميليشياوية، فيما ينظرون الى الآخرين على انهم محسوبون على الدولة وموالون لها"، معتبرة أن "الاستمرار في هذه النظرة - العقدة واحد من الأسباب التي سرّعت في الحملة التي شنها رئيس المجلس على الحريري". وعلق بري على اسلوب التعامل معه بالقول: "أكلت يوم أكل الثور الأسود"... واعتبرت أن "ابعاد بري عن التعيينات تزامن مع عدم الاهتمام بأوضاع المنطقة المحررة في الجنوب ورفض توفير المال لمجلس الجنوب مما تبقى له من موازنة السنة الجارية". وقالت ان رئيس المجلس كان يرى أن "لا مصلحة في الصدام وان الحوار قد يقود الى حلول للمشكلات العالقة، لكنه رأى انه لم يعد من الجائز السكوت عما يدور خصوصاً انه لا يلمس رغبة في تصحيح ما يشكو منه". وتعتقد اوساط بري ان "هناك من نصب كميناً له في وقت لم يكن في جو الدخول في مشكلة وأن البعض أدار الظهر للمشكلة وان القريبين من رئيسي الجمهورية والحكومة لم يلتفتوا الى خطورة التمادي في تجاهل موقفه ولم يتحركوا من أجل اصلاح ذات البين، وأمعنوا في حقن الأجواء". ونفى القريبون من بري الذي يغادر اليوم الى القاهرة، أن يكون هجومه جاء على خلفية اجتماعه السبت الماضي بالرئيس بشار الأسد، لافتين الى أن محادثاته "تناولت العناوين الرئيسة المحلية والاقليمية والدولية من دون الدخول في تفاصيل تعيين هذا المدير أو استبعاد ذاك". وكشفت ان بري "شرح وجهة نظره في لقاءاته مع كبار المسؤولين السوريين متهماً الآخرين بمحاصرته في الادارة، في مقابل المراعاة الحاصلة في التعيينات لغيره اضافة الى شعوره بخلل في التوازن السياسي". وأفادت مصادر رسمية لبنانية في هذا الصدد ان دمشق استمعت الى هواجس بري ونصحت بضرورة التوافق من أجل التفاهم على مرشح ثالث للضمان، مشيرة الى أن "المسؤولين السوريين يراقبون التطورات عن كثب لكن العاصمة السورية ليست طرفاً في السجال". وترى المصادر أن بري صعد لهجته اعتقاداً منه أن المداخلات السورية ستفضي لاحقاً الى خلق مناخ لمعاودة التواصل بين اركان الدولة. وهذا ما يفسر إحجام أوساط لحود والحريري عن الدخول في سجال مباشر مع رئيس المجلس نظراً الى أن للتأزم حدوداً، ولن يصل الى حد كسر الجرة.