يشكل الغداء الرئاسي الذي يقيمه غداً الأربعاء رئيس الجمهورية اميل لحود، لرئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، مناسبة لتطويق التجاذب السياسي المترتب على "الحرب الوقائية" الدائرة حول التعيينات الادارية المرتقبة التي يفترض ان تدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته الاسبوع المقبل. وعلى رغم أن مصادر الرؤساء سارعت الى تطويق الاعتقاد السائد من ان الغداء الرئاسي، سيركز على التداعيات السياسية الناجمة عن التعيينات وضرورة سحبها من التداول فإن الأوساط السياسية تجزم بأنه سيتطرق الى هذا الموضوع تداركاً من الرؤساء لتفاقمه في المستقبل اضافة الى تطرقه لاستمرار الضغوط الأميركية على لبنان من خلال طلب تجميد الأرصدة المالية ل"حزب الله"، رافضين استجابة الطلب الاميركي. وفي هذا السياق كان لافتاً ان الحريري أصرَّ خلال وجوده في موسكو والرياض على عدم الانجرار الى السجال الدائر في بيروت، معتبراً أن له علاقة مباشرة بالتعيينات، ومؤكداً بن هناك إمكاناً للتغلب عليه، وذلك في اشارة مباشرة الى المواقف التي صدرت تباعاً عن الرئيس بري ونائب رئيس الحكومة عصام فارس ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط. واعتبر ان تجاوز هذا الموضوع لن يكون إلا في العودة الى المعايير والشروط التي أدرجت في آلية التعيين التي أقرها مجلس الوزراء أخيراً، وخصوصاً أن الجميع يتمسك بها ويطالب بتطبيقها. ورداً على سؤال أوضحت مصادر مقربة من الحريري أن لقاءاته مع المدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد خصصت للاتفاق على آلية التعيينات ولم تتطرق الى أسماء المرشحين لتولي المناصب الادارية. وتابعت: "ان ارتياح الحريري لمضمون آلية التعيينات دفعه الى الموافقة على تعيين عمداء الجامعة اللبنانية، بهدف ابداء حسن نية حيال ما كان يقترحه لحود خصوصاً أن علاقته به جيدة". وأضافت ان موافقة الحريري على تعيين العمداء خلافاً لموقفه بأن تتم كل التعيينات في سلة واحدة كرد على تعثر التعيين في فترات سابقة، لاقت ترحيباً خصوصاً من المسؤولين السوريين الذين نجحوا في اتصالاتهم بقطع الطريق على احتمال توتر العلاقات الرئاسية بسبب تجميد التعيينات. وكشفت عن أن الحريري طلب من وزير التربية والتعليم العالي عبدالرحيم مراد بالتعاون مع رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور ابراهيم قبيسي اعداد لائحة بأسماء العمداء الجدد وذلك بحسب الأصول المعمول بها، وقالت: ان اللائحة قدمت الى رئيس الحكومة الذي وافق عليها على رغم التعديل الذي تعرضت له وأدى الى حذف اسم الدكتورة سعاد الحكيم مرشحة لكلية التربية وإحلال اسم الدكتور عبدالرؤوف سنو بدلاً منها. وتابعت: "ان الحريري يتمنى على مراد اصدار التعيينات الخاصة بعمداء الجامعة اللبنانية خصوصاً أن الأول كان أعلن أنها ستصدر في خلال يومين، وأن أي تأخير سيفسح في المجال امام طرح تساؤلات قد تعيدنا الى نقطة الصفر. لكن وزير التربية طلب استمهاله بعض الوقت ريثما يجري مشاورات في خصوص اللائحة". وأكدت أن المفاجأة جاءت هذه المرة، بإدخال تعديلات جديدة، لم تعرف أسبابها، مشيرة الى أن الحريري رفض تحويلها الى مشكلة ووافق على توقيع المرسوم رغبة منه في الحفاظ على الأجواء الايجابية الناجمة عن التفاهم على آلية التعيينات. لكن تجاوب الحريري مع التعديل الذي طرأ على الأسماء، لم يمنعه - بحسب مصادره - من تسجيل موقف أبلغ الى المعنيين. وذكرت المصادر ان الحريري يصر على تقيد الوزراء بآلية التعيينات وعلى تحميل الوزير أي خلل من جراء تنازله عن صلاحيته، مؤكدة أن مهلة الترشيحات ستنتهي هذا الاسبوع حيث ان الوزراء سيرفعون اقتراحاتهم الى الحريري الذي سيحيلها الى أجهزة الرقابة مجلس الخدمة المدنية، التفتيش المركزي، ديوان المحاسبة ليصار الى حسم مسألة التعيينات في الجلسة التي تعقد الأسبوع المقبل. مشيرة الى أن الالتزام بآلية التعيينات سيحول دون الدخول في مشكلة جديدة في وقت يفترض ان تشكل فرصة لإعادة تحريك الادارة على قاعدة تطبيق مبدأ الكفاية بدلاً من المحسوبية والمحاصصة.