} أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أمس انها ستخفض انتاجها النفطي بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً اعتباراً من الاول من كانون الثاني يناير المقبل، مقابل خفض من دول منتجة من خارج المنظمة مقداره 462.5 الف برميل يومياً، في محاولة لدعم اسعار النفط التي فقدت ما يزيد على 30 في المئة من قيمتها منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر على نيويورك وواشنطن. القاهرة، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ب - قرر وزراء "أوبك" في اجتماع استثنائي عقد في القاهرة أمس خفض سقف انتاج المنظمة بنسبة ستة في المئة اعتباراً من اليوم الاول من السنة الجديدة. كما قرر الوزراء العمل بالتخفيضات الجديدة لمدة ستة شهور، كما أعلن ناطق بلسان المنظمة للصحافيين أمس عقب الاجتماع. وجاء قرار الخفض بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً على رغم ان الدول المنتجة من خارج المنظمة لم تتعهد بالخفض الذي طالبت به "أوبك"، ومقداره 500 ألف برميل يومياً، كشرط لخفض انتاجها 1.5 مليون برميل. وتعهدت خمس دول هي روسيا والنروج والمكسيك وعمان وانغولا بخفض انتاجها بمقدار 462.5 الف برميل يومياً. وقال المتحدث ان دول "أوبك" اعربت عن ارتياحها لتعاون الدول غير الاعضاء" في المنظمة النفطية التي وافقت من جهتها على خفض انتاجها بمعدل 462.5 الف برميل في اليوم. وكانت الاسواق تتوقع الخفض بعد أن أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي أول من أمس ان خفض الانتاج 1.5 مليون برميل "أمر مفروغ منه". وواصلت اسعار النفط ارتفاعها أمس وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم شباط فبراير في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس 20.90 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 52 سنتاً على الاقفال السابق، وتراجع في الساعات التالية الى 20.74 دولار. وقال رئيس المنظمة وزير النفط الجزائري شكيب خليل أن موعد الاجتماع المقبل سيكون في 15 آذار مارس في فيينا للنظر في تطورات أوضاع السوق النفطية. وقال مصدر مسؤول رفيع في "أوبك" ل"الحياة" إن خفض كميات انتاجية تزيد على مليون برميل في اليوم ابتداء من السنة المقبلة من "أوبك" ومن خارجها من شأنه ان يمنع تدهور الاسعار الى مستويات أقل من 19 دولاراً للبرميل. وأضاف المصدر ان "أوبك" تعلم أنه ليس بإمكانها الحصول على خفض مقداره مليونا برميل في اليوم، ولكن نحو مليون برميل في اليوم وأكثر من شأنه ان يحسن السعر. وقال وزير النفط القطري عبدالله العطية ل"الحياة" إن مستوى سعر 18 دولاراً غير عادل وان "أوبك" تريد تحقيق سعر يكون الآن بين 20 و22 دولاراً، يساهم في تحريك وانتعاش الاقتصاد العالمي الذي يؤدي الى زيادة الطلب على النفط. وقال وزير النفط العراقي عامر الرشيد ل"الحياة" إن انخفاض صادرات العراق في كانون الاول ديسمبر يعود لأسباب إدارية وأن مستوى الصادرات العراقية يعود حالياً الى ما كان، أي نحو مليوني برميل في اليوم، كون الزبائن والمشترين للنفط العراقي كثيرين، حسب عامر الرشيد. وقالت مصادر نفطية دولية ل"الحياة" إن قرار خفض الانتاج سيؤثر في السوق فعلياً في شباط فبراير، اذ ان العقود النفطية بين الدول والشركات تتم قبل ثلاثين يوماً، وأن حمولات كانون الثاني يناير من النفط تكون قد تمت في كانون الاول ديسمبر. ولكن المصادر أوضحت أن هذا القرار، اضافة الى مشكلة انخفاض الصادرات العراقية نتيجة تسعيرة الأممالمتحدة، قد يؤدي بقاء سعر خام "برنت" عند نحو 19 دولاراً للبرميل.