} بيروت - "الحياة" - بدأ السجال يتراجع في شأن التعيينات الادارية على رغم "تعليق" اصدار الدفعة الثانية الاخيرة منها لاستمرار الخلاف على اسم المدير العام الجديد للضمان الاجتماعي. ويعود التراجع الى رغبة كبار المسؤولين في الدولة بتأجيل البحث في التعيينات الى ما بعد عطلتي عيدي الميلاد ورأس السنة، فربما يسمح استئناف الوساطات والجهود بايجاد مناخ يسهم في التوصل الى تفاهم يتيح اعلانها. وفي كل الاحوال فإن مجلس الوزراء لن يعقد جلسته الدورية هذا الاسبوع لوجود معظم اعضاء الحكومة خارج البلاد. وإذ أحجم رئىس المجلس النيابي نبيه بري العائد ليل اول من امس من دمشق عن الادلاء بمعلومات عن اجواء اجتماعه مع الرئىس السوري الدكتور بشار الاسد مكتفياً بالبيان الرسمي السوري الذي اشار الى ان البحث تناول آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، كشفت اوساطه النقاب ل"الحياة" ان لا شيء جديداً على صعيد التعيينات. ونقلت اوساط بري الذي يتوجه غداً الى القاهرة في "اجازة عائلية" عنه قوله: "ان لا مشكلة في التعيينات، لكن لم نتوصل حتى الساعة الى الاتفاق على المخرج المتعلق بالمديرية العامة للضمان الاجتماعي" مؤكداً: "ان البحث لا يزال جارياً للاتفاق على مرشح ثالث ليشغل هذا المنصب". وذكرت مصادر نيابية موثوق بها ان لا مشكلة بين الرئىسين نبيه بري ورفيق الحريري في شأن المدير الجديد للضمان، وان الرئىسين يجمعان على ضرورة اعتماد الكفاية في شاغل هذا المركز من دون التمسك بالاسماء. وأكدت المصادر ان الحريري لا يتمسك بمرشح معين، بل يريد الاتيان بشخص الى هذا المركز يكون كفياً ونزيهاً وبالتالي فلا مشكلة بينه وبين بري. وذكرت ان الاتصالات مستمرة بين بري والحريري. وقالت ان مجرد عقد لقاء بينهما يعني انهما اتخذا قرارهما بوجوب حسم الخلاف من خلال التوافق على مرشح قادر على ادارة المؤسسة. ولم تستبعد ان يعقد اللقاء قبل الجلسة العادية لمجلس الوزراء في الاسبوع المقبل. وأشارت المصادر الى ان المسؤولين السوريين يتابعون عن كثب ما يدور على صعيد تنقية الاجواء بين بري والحريري، مشيرة الى انهما تجاوزا سوء التفاهم الناجم عن الخلاف في جلسة مجلس الوزراء أثناء البحث في الاسم المقترح لتولي مديرية الضمان. من جهته اعتبر نائب رئىس مجلس الوزراء عصام فارس، في حديث في بلدة بينو في عكار، ان اهم ما في التشكيلات الادارية انها صدرت لأن المخاض الطويل والتأخير والتأجيل خلقت جواً من البلبلة والشلل كاد يغطي على الجهود الآيلة الى الاهتمام بالوضع الاقتصادي. واعترف ضمناً بأن هذه التعيينات ليست "التشكيلات المثالية والنموذجية التي ترضي طموحنا، لكن هذا هو الموجود في ظل الاوضاع السياسية والطائفية والمناخات العامة المعروفة. وأمل بأن تصدر الدفعة الثانية لتؤدي الى تفعيل العمل الاداري ومضاعفة الخدمات التي يؤديها القطاع العام".