سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تينيت في إسلام آباد لملاحقة بن لادن ... والبشتون يقتربون من قندهار ... وزعيم "طالبان" يتنقل على دراجة لتجنب رصده جواً . رباني يوافق على تقاسم السلطة مع الملك شرط عدم نشر قوات دولية في أفغانستان
مع اقتراب مفاوضات "بون" في شأن افغانستان من نهايتها، تراجع الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني عن مواقفه المعارضة لعودة الملك محمد ظاهر شاه الى كابول. وربط العودة باطلاق يده اميناً في العاصمة الافغانية وعدم مطالبة الفصائل الاخرى بقوات دولية. وفي موازاة التقدم الديبلوماسي في المفاوضات والتقدم العسكري على الأرض خصوصاً مع اقتراب مقاتلي القبائل البشتونية من مدينة قندهار معقل "طالبان"، كثفت الولاياتالمتحدة حملتها لاعتقال اسامة بن لادن، وأرسلت لهذه الغاية مدير "وكالة الاستخبارات المركزية" سي آي أي جورج تينيت الى اسلام آباد حيث بحث مع الرئيس برويز مشرف سبل تعزيز التعاون الأمني على الحدود الافغانية الباكستانية. وتزامن الحضور الأميركي المتزايد مع اعلان "تحالف الشمال" بلسان يونس قانوني رئيس وفده الى مؤتمر بون انه سيطالب بانسحاب القوات الاميركية من افغانستان بعد استكمال مهمتها في القضاء على "طالبان" وشبكة "القاعدة" بزعامة بن لادن. مساومات الساعات الاخيرة في مؤتمر بون وكشفت مصادر أفغانية قريبة من "تحالف الشمال" ل "الحياة" عن استعداد الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني للقبول بإدارة انتقالية برئاسته، تضم بين 12 و25 شخصاً بينهم الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه، لمدة أربعة أشهر، شرط عدم نشر قوات دولية في العاصمة الأفغانية كابول، وانفراد قواته بحماية العاصمة. وفيما يقترب مؤتمر بون من التوصل الى صيغة حكم لأفغانستان لمرحلة انتقالية، أبدت أوساط أفغانية مطلعة، تشاؤمها من إمكان تسوية القضية الأفغانية في ظل بقاء قوات رباني في كابول، إذ ان ذلك سيجعل المشاركين في السلطة رهائن وأسرى للسلطات الأمنية، مثلما حصل خلال سيطرة زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار على العاصمة الأفغانية، وتسلمه منصب رئاسة الوزراء، التي تخلى عنها بعدما وجد أنها من دون صلاحيات. واستبعدت مصادر باكستانية مطلعة أن يوافق معسكر البشتون على الإبقاء على رباني رئيساً للبلاد، إذ أنه من الأقلية الطاجيكية اضافة إلى أنه يعتبر طرفاً في الصراع الذي دام سنوات عدة. وانعكس الصراع داخل زعامة "الجبهة المتحدة" بين رباني والقيادة الشابة، على مداولات بون، ما جعل المؤتمرين يكتفون بالعمل على التوصل إلى "إدارة مصغرة" وإرجاء تأسيس الإدارة الموقتة والمجلس الأعلى للوحدة الأفغانية إلى وقت لاحق، على أن يتقرر ذلك في كابول. وفيما أكد أكثر من مصدر قريب من جبهة الشمال استعداد الرئيس رباني لتسليم السلطة إلى "الإدارة" المقررة في بون، فقد نقلت وكالات الأنباء عن رباني قوله إنه مستعد للموافقة على انشاء "مجلس إدارة انتقالي" يضم 25 عضواً بينهم الملك السابق محمد ظاهر شاه. وقال رباني إنه عرض هذه الاقتراحات على ممثل الأممالمتحدة الخاص بأفغانستان الأخضر الإبراهيمي، وطلب منه عرضها بدوره على مؤتمر الفصائل الأفغانية المنعقد في بون. وأضاف أيضاً: "من الأفضل أن يكون هناك مجلس إدارة انتقالي يدوم أربعة شهور يدعي بعدها إلى لويا جيرغا موقت يمكن أن يضم 500-600 عضو، ويتولى بدوره الإعداد للدعوة إلى عقد لويا جيرغا أساسي خلال سنتين. وكان وزير خارجية حكومة رباني عبدالله عبدالله قد صرح في مؤتمر صحافي عقده في كابول "ان المحادثات الجارية في بون والتي تشرف عليها الأممالمتحدة ويشارك فيها وفدنا، أحرزت تقدماً ملموساً، وأصبحت قريبة جداً من امكان تشكيل سلطة انتقالية موقتة". وقال عبدالله: "اليوم وصلنا إلى مرحلة أزعم معها اننا قريبون جداً من اتفاق"، وأضاف: "ان التحالف لا يصر على أن تكون الحكومة الجديدة برئاسة أحد أعضائه". في غضون ذلك، أبدى ممثلو "مجموعة روما" في بون إصرارهم على الدور المركزي الذي يجب أن يلعبه الملك السابق محمد ظاهر شاه. وقال أحد أعضاء الوفد، الذي فضل عدم ذكر اسمه: "وفدنا لن يغادر بون من دون إقرار الدور الذي سيلعبه الملك في كابول، ونحن واثقون بأن الشعب سيستقبل ذلك بترحاب كبير". تينيت وراء بن لادن في غضون ذلك، واصل الطيران الأميركي دك معاقل حركة طالبان في قندهار جنوب شرقي أفغانستان من دون أن تلوح في الأفق ملامح تخلي الحركة عن موقفها الرافض للانسحاب من المدينة، ما دفع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي جورج تينيت إلى زيارة باكستان تعزيزاً للتعاون الأمني، وبالتالي التعجيل في تحقيق الأهداف الأميركية وعلى رأسها اعتقال أسامة بن لادن وقادة طالبان قبل حلول فصل الشتاء في أفغانستان. وعلمت "الحياة" أن عملية مطاردة القاعدة وقادة طالبان، ستشمل مشاركة أفراد من الأجهزة الأمنية الباكستانية، نظراً الى القواسم العرقية والاتنية واللغوية المشتركة بين الباكستانيين والأفغان. وطلب تينيت تقديم تفاصيل عن انتماءات الضباط في الجيش الباكستاني، تحسباً لحصول انقلاب إسلامي معاد للمصالح الأميركية داخل المؤسسة العسكرية التي ترى مصادر غربية أن بعضها غير راض على التعاون مع واشنطن.وترافقت زيارة تينيت مع نشر واشنطن قوات في جلال آباد شرق أفغانستان قرب الحدود مع باكستان. والحديث الأميركي المتزايد عن وجود قوات الأفغان العرب وأسامة بن لادن في منطقة تورا بورا قرب الحدود الباكستانية.لكن وزير خارجية "التحالف" عبدالله عبدالله أعرب عن اعتقاده بأن بن لادن هارب في جنوبافغانستان وليس في الكهوف القريبة من مدينة جلال اباد. وقال: "اعتقد ان بعض ضباطه موجودون في تورا بورا ولكن ليس بن لادن نفسه". وأعلن ايضاً ان مدينة قندهار ليست "مطوقة" ولا تزال تحت سيطرة طالبان. قصف متواصل على قندهار وفيما واصل الطيران الأميركي غاراته على قندهار وسبين بولداك الحدودية لم تظهر في الأفق علامات على سقوط مدينة قندهار والذي كشف مدافعوها من حركة طالبان أمس عن إسقاطهم طائرة أميركية قرب مطار المدينة. لكن المصادر الأميركية نفت ذلك.وأعلنت الحركة ايضاً عن تنفيذ عملية انتحارية في مطار قندهار الصحراوي الذي كانت السلطات الأميركية اتخذت منه قاعدة لها، أسفرت عن مقتل خمسة من الكوماندوس الأميركي.واعترفت السلطات الأميركية بقصف قافلة مدنيين قرب سبين بولداك أستهدف خمس حافلات مدنية وأربعة جرارات، ما أوقع إصابات في صفوف المدنيين. وقال حميد كارزاي، النائب السابق لوزير الخارجية الافغاني وأحد القريبين من الملك السابق محمد ظاهر شاه، ان قواته تنشط في اقليم ارزجان شمال قندهار وتقدمت الى مسافة 25 كيلومتراً شمال غرب المدينة القديمة. واضاف ان رجال القبائل يسيطرون على المزيد من المناطق المحيطة بدلاً من مهاجمة قندهار مباشرة، وذلك لتشجيع مقاتلي طالبان على الانشقاق. وكشف ان زعيم طالبان الملا محمد عمر المعتقد انه مختبئ في قندهار، طلب من أعوانه شراء سبعة جمال للاستعانة بها في حال اضطراره الى الفرار عبر الصحراء، وانه يستخدم دراجة او دراجة نارية للتحرك في المدينة لئلا يجري رصده جواً. ولم يكشف كارزاي عن مصدر هذه المعلومات.