تجسد رجاء حسين دوراً مهماً في مسلسل "الكومي" يعيدها الى الأذهان بقوة مرة أخرى بعد ما إنحسرت عنها الاضواء لفترة وتم حصرها في أدوار ثانوية بسيطة، وهي كانت قدمت أدواراً مهمة في المسرح في أعمال لكبار المؤلفين العالميين والمحليين، وفي السينما مع كبار المخرجين امثال يوسف شاهين في "العصفور" و"عودة الابن الضال" و"اسكندرية كمان وكمان" وسعيد مرزوق في "اريد حلاً" الى جانب ادوارها التلفزيونية المتميزة في "احلام الفتى الطائر" و"مارد الجبل" و"أبو العلا البشري" و"المال والبنون" و"زيزينيا" وغيرها. "الحياة" التقتها في استوديو الاهرام اثناء تصويرها المشاهد الأخيرة في مسلسل "الكومي" وأجرت معها الحوار الآتي: ماذا عن دورك في المسلسل؟ - أقدم في العمل الذي كتبه خيري شلبي ويشاركني بطولته إلهام شاهين وممدوح عبدالعليم وهشام سليم ومحمود الجندي ووفاء عامر بين آخرين ويخرجه محمد راضي، شخصية حميدة الأم التي يتوفى زوجها ويترك لها خمسة أولاد، وهي سيدة فقيرة ليس لها أي مورد رزق، وتحث ابنها الأكبر حسن ابو ضب على الخروج والعمل على أن يعود بالمال حتى ولو من طريق السرقة الامر الذي يتخذه الابن ذريعة عندما يكبر. جسدت دور الام كثيراً. ماذا يميزك عن زميلاتك اللاتي يجسدن النوعية ذاتها من الادوار؟ - ليس هناك أسمى من الأم في العالم، وأنا أسير على تعليمات أمي وابرزها الاعتدال في كل شيء الى جانب الصراحة المطلقة في كل شيء بين الام والاولاد. وكان والدي توفي وترك لأمي ستة ابناء. والتجارب التي خضعت لها في الصغر كبرت معي، ومن هنا اجسد شخصية الام مثلما عايشتها وهذا ما يميزني من وجهة نظري. من تعجبك من الممثلات اللواتي جسدن شخصية الام؟- أمينة رزق الأم الحازمة التي كانت تمثل الدراما، وفردوس محمد المثالية الطيبة دائماً وتشبهها الكثير من الامهات. اليوم اصبحت الأم لا تمثل في حياة اولادها اي شيء بدليل حوادث الجرائم والقتل التي نقرأ عنها يومياً. قدمت الى مسرح الدولة العديد من المسرحيات، لماذا ابتعدت عنه منذ الثمانينات من القرن الماضي؟ - عُينت في المسرح القومي وأنا طالبة في العام 1958 قبل تخرجي بعام في المعهد العالي للفنون المسرحية، وقدمت على خشبته الكثير من المسرحيات لمؤلفين عالميين ولكبار مؤلفي مصر أمثال يوسف ادريس ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ونعمان عاشور وسعد الدين وهبة، ويكفيني فخراً انني عملت في جميع مسرحياته المحلية والعالمية منذ الخسمينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي. والمسرح القومي رباني على نظام ومواعيد ثابتة كان يحترمها الجميع ولم يعد لدي أي فكرة عنه لأنني بمجرد شعوري بأن المسرح مات ويحاولون انعاشه ابتعدت عنه تماماً، وهذا لا يمنعني من متابعة بعض الروايات من حين الى آخر. من وقف الى جوارك خلال مشوارك الفني؟ - حفرت بأظافري، وظهرت في جيل كان متميزاً من امثال امينة رزق وحسين رياض وفؤاد شفيق وسناء جميل وعبدالمنعم ابراهيم وملك الجمل وسميحة أيوب وتوفيق الدقن وآخرين. كان هناك عمالقة في المسرح القومي، كل واحد منهم كان له يد بيضاء عليّ، ولم يبخل اي واحد عليّ لذلك لا استطيع ان اقول لك ممن اخذت. هل من سناء جميل أم سميحة أم ملك الجمل، مين ولا مين؟ كل هؤلاء صاغوني وجعلوني شخصية مستقلة لها أسلوب متميز. اشتركت في الاعمال السينمائية متأخرة جداً مقارنة بمشاركتك في التلفزيون والمسرح؟ - كان السينمائيون يخشون ممثلي المسرح لأن أصواتهم مرتفعة على حد قولهم، كما أن السينما كانت تصور أعمالها ليلاً في الوقت الذي كنا مرتبطين فيه بالمسرح وبالتالي لم تكن السينما الأُمنية الكبيرة بالنسبة اليّ وعلى رغم هذا شاركت في عدد من الافلام وحصلت على جوائز عنها. لماذا تم حصرك في الادوار الثانية؟ - أنا مؤمنة بأن ما حققته هو نصيبي من الحياة، كما أنه لم تأتني فرصة حقيقة وكبيرة الا في فيلم "أفواه وأرانب" من إخراج هنري بركات، وأنا بطبيعتي أحب التمثيل للتمثيل، وابتعدت عن الفن لفترات طويلة كانت تقترب من الثلاثة اعوام لحاجة اولادي اليّ، وفوق كل هذا فإنني أنتقي أدواري بعناية، والمسألة عندي ليست ظهوراً فقط على الشاشة، أحب تقديم الاشياء التي تمس الناس. ذكرت في غير حديث ان الساحة الفنية أصبحت تمتاز بالأنانية ماذا تقصدين؟ - لم يستطع المسؤولون عن السينما عمل صف ثان يستطيع الوقوف على اقدامه كما حدث مع ماجدة وفاتن حمامة وزهرة العلا وليلى مراد واخريات، كان الصف الثاني نجلاء فتحي وسعاد حسني، بعدهما لم يظهر احد بخلاف يسرا وإلهام شاهين، وكل فنان سواء شاب أو فتاة اصبح يريد عمل فيلم بمفرده ولا ينظر كيف كان نجوم كثيرون يشاركون في فيلم واحد كما حدث في افلام عدة ابرزها "في بيتنا رجل" و"رد قلبي" و"احنا التلامذة" و"الوسادة الخالية" و"ايامنا الحلوة" و"لا أنام" و"نهر الحب" و"أين عقلي" و"شيء من الخوف" وغيرها. وما رأيك في الوجوه الجديدة؟ - أصبحن كثيرات ومتشابهات يستعجلن الشهرة ولا ينتقين ادوارهن في شكل جيد، لذلك تراهن متطابقات في أشياء كثيرة وغير قادرات على تحقيق شخصية مستقلة لكل منهن، وهذا يضرهن كثيراً.