الدمام - "الحياة" - يدخل المنتخب السعودي لكرة القدم السبت معسكره الإعدادي على أبواب بطولة كأس الخليج ال15 التي تنطلق في الرياض في 16 كانون الثاني يناير المقبل، وتعتبر فرصة مواتية ل"الأخضر" للحصول على اللقب للمرة الثانية في تاريخه، كانت الأولى في الإمارات عام 1994، ولن يألو السعوديون جهداً للتتويج، لا سيما ان البطولة على ارضهم ووسط جمهورهم، فضلاً عن ان العناصر التي سيعتمد عليها المدرب ناصر الجوهر مؤهلة لتحقيق هذا الإنجاز نظراً لما تملكه من مهارة وخبرة، وأبرزها قادت "الأخضر" للتأهل الى نهائيات المونديال للمرة الثالثة على التوالي. وفي ما يلي تستعرض "الحياة" سيرة أبرز هؤلاء، وتقف على تطلعاتهم المتعلقة ب"خليجي 15". النجم القائد يعتبر سامي الجابر نجم المنتخب وقائده، وأبرز عناصره في الوقت الراهن نظراً لما يتمتع به من امكانات فنية عالية أهّلته للاحتراف في احد الأندية الإنكليزية العام الماضي، قبل ان يعود مجدداً الى الهلال. وأسهم خلال مسيرته الممتدة منذ اكثر من 13 عاماً في إحراز عدد من الألقاب والبطولات ل"الزعيم" من خلال الأهداف الحاسمة التي هزّ بها الشباك، فقاده الى الفوز بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد وكأس السوبر السعودية - المصرية وكأسي الكؤوس والنخبة العربيتين وكؤوس الأندية الأبطال وحاملي الكؤوس والسوبر الآسيوية، فضلاً عن إنجازاته اللافتة مع المنتخب وإسهاماته في فوزه بكأس الخليج ال13 وكأس العرب وكأس آسيا ال11، والتأهل الى نهائيات المونديال 1998 و2000. وسبق للجابر الحصول على لقب هداف الدوري مرتين، اذ سجل 16 هدفاً عام 1989 و17 هدفاً عام 1992، ولقب هداف بطولة الأندية الخليجية في مسقط 1998 وبلغ رصيده 5 اهداف. ويمتاز الجابر بشغل اكثر من مركز، فيجيد الهجوم و"صناعة" التحرك والمناورة من منطقة الوسط، ما جعل المدربين يعتمدون عليهم كثيراً لترجمة خططهم الى هجمات وأهداف. وأعلن أخيراً أن اعتزاله المباريات الدولية وارد بعد المشاركة في نهائيات المونديال المقبل، ويرى في تحقيق النتائج الجيدة في كأس الخليج والعرب المقبلتين ومن ثم التألق في المونديال افضل ختام لمسيرته الدولية، وأوضح انه سيسعى جاهداً بمساعدة زملائه لترجمة هذه الأماني الى وقائع تسعد جمهور الكرة السعودية، وتغني سجله الحافل. اسد الشباك يظل محمد الدعيع حارس المرمى الأول في ضوء خبرته وتألقه الذي منحه عن جدارة لقب حارس آسيا والعرب. ويسعى الدعيع الذي انتقل منذ ثلاثة مواسم من الطائي الى الهلال في مقابل خمسة ملايين ريال للتربع على عرش "عمادة" لاعبي العالم، وهو شارك حتى الآن في 152 مباراة دولية بفارق 14 مباراة فقط عن المكسيكي سواريز صاحب المركز الأول. وتبدو الفرصة مواتية امام الدعيع لخطف الصدارة الدولية، حين يخوض المباريات "المقبلة" الكثيرة ل"الأخضر" ودياً ورسمياً. وأسهم الدعيع في حلول الطائي في المركز الثاني ضمن مسابقة كأس ولي العهد، وهو الإنجاز الأبرز لهذا الفريق، منذ صعوده الى مصاف اندية الدرجة الممتازة، كما اسهم لاحقاً في إحراز الهلال عدد من الألقاب المتنوعة المحلية والخارجية. وقال انه لن يفرّط وزملاؤه في كأس الخليج "وسنبذل جهداً مضاعفاً لإحرازها، خصوصاً انها تجري على أرضنا وأمام جمهورنا الذي سيكون له دور كبير في شحذ معنوياتنا". وأوضح انه يبحث حالياً عن لقبين، احدهما على المستوى الشخصي ويتمثل بتحطيم الرقم القياسي العالمي للمباريات الدولية، والثاني مواكبة "الأخضر" في حمل كأس "خليجي 15". صمام الأمان يعتبر المدافع عبدالله سليمان صمام الأمان في دفاع "الأخضر" وفريقه الهلال نظراً لتمركزه الجيد وانقضاضه السليم على الكرة وفدائيته المطلقة في الزود عن المرمى، ما جعله دائماً ضمن التشكيلة الأساسية إلا في حال الإصابة، لذا لا غرو في القول إنه المدافع الرقم واحد في المملكة وحتى على الصعيد الآسيوي وفق رأي عدد من النقاد والمتابعين الرياضيين. وسبق له ان شارك في صفوف المنتخب ضمن نهائيات كأسي العالم 1994 و1998، وأسهم في الفوز بكأس آسيا 1988، وكأس الخليج 1994، وكأس العرب 1998. ويسعى حالياً لدخول "نادي المئة" على غرار زميله الدعيع. إذ لعب حتى الآن 94 مباراة دولية. وعلى الصعيد المحلي، أسهم سليمان بفوز الأهلي بكأس ولي العهد، قبل ان ينضم الى صفوف "الزعيم" في مقابل 3 ملايين ريال. وأكد ان انجازات المنتخب لن تتوقف في ظل السياسة السليمة التي ينتهجها اتحاد اللعبة برئاسة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، و"هكذا لن يكون احراز كأس الخليج وكأس العرب بعيداً من منتخبنا في ظل العمل الدؤوب الذي يقوم به المولجون بالأمر جميعهم والجهاز الفني بقيادة المدرب القدير ناصر الجوهر واللاعبون". الفتى الذهبي اقترن اسم حسين عبدالغني بلقب "الفتى الذهبي"، كيف لا وهو نجم خط الدفاع وظهيره الأيسر الذي سجل الهدف الذهبي في مرمى العراق ما أهل "الأخضر" لنهائيات دورة اتلانتا الأولمبية 1996. ويتميز بحماسته المتدفقة ونشاطه "المشتعل" داخل الملعب، وروحه القتالية، لذا حفظ له مكاناً مؤثراً ضمن التشكيلة. وسبق له إحراز ألقاب عدة على المستوى الشخصي، فاختير افضل لاعب عربي عام 1998، وأحد اعضاء منتخب نجوم العالم عامي 1995 و1999 وحرمته الإصابة في المرة الثانية من المشاركة مع ابرز النجوم العالميين. ومع اهلي جدة أسهم بالفوز بكأس ولي العهد 1998، وبلوغ "الأخضر" نهائيات كأسي العالم 1998 و2002، وإحراز كأس آسيا 1996، وكأس العرب 1998. وتعرّض عبدالغني لإصابة في الرباط الصليبي خلال المباراة مع تايلاند الأخيرة ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة الى المونديال، لكنه اكد اخيراً انه سيشفى منها قريباً، مشيراً الى أن مشاركته في "خليجي 15" شبه مؤكدة، على أمل إحراز لقبها. اللؤلؤة وأضاء اسم نواف التمياط سماء كرة القدم السعودية في السنوات الأخيرة، هو أملها في الوقت الحاضر في ضوء مستواه اللافت الذي جعله حديث المجالس الرياضية على الأصعدة كافة، وأصبح احد رموز اللعبة الذين يشار إليهم بالبنان. وأحرز لقب افضل لاعب سعودي 1999 في الاستفتاء الذي اجرته احدى المطبوعات المحلية، ولقب افضل لاعب عربي لعام 2000 في الاستفتاء الذي تجريه مجلة "الحدث الرياضي" اللبنانية، ومجلة "السوبر" الإماراتية. وتأثر "الأخضر" كثيراً لغيابه في تصفيات المونديال الأخيرة بسبب الإصابة التي تعرّض لها في مباراة فريقه الهلال مع الاتحاد ضمن نصف نهائي كأس ولي العهد. وخضع لجراحة في باريس على يدي الطبيب اريكسون وعاد اخيراً ليستأنف استعداده مع المنتخب، وأشار الى أن المرحلة المقبلة ستشهد انجازات سعودية كثيرة في ظل ارتفاع معنويات اللاعبين عقب ضمانهم التأهل للمونديال، ووصف احراز كأس الخليج ال15 بمثابة الحلم "الذي سنقاتل جميعاً من اجل الحصول عليه". الهداف برز نجم طلال المشعل مع الأهلي قبل خمسة مواسم، الأمر الذي جعل مدرب المنتخب الأولمبي يطالب بضمه الى المنتخب الذي كان يستعد لتصفيات دورة سيدني 2000. وكانت تلك المشاركة بداية انطلاقته الحقيقية نحو الشهرة حيث حصل على لقب افضل لاعب آسيوي لشهر تشرين الثاني نوفمبر 1999. بدأ المشعل يشق طريقه بقوة وثبات لترسيخ اقدامه من التشكيلة الأساسية للمنتخب الأول، من خلال الخطورة التي يشكّلها على دفاع المنافسين. ويتميز بالسرعة والتصويب المتقن بالقدم اليسرى وبالرأس وسجل عدداً من الأهداف لا تزال عالقة بالذاكرة، وفي التصفيات الأولية لمونديال 2002 سجل 11 هدفاً وكان احد المرشحين بقوة لتصدر قائمة هدافي العالم في التصفيات إلا ان الإصابة التي تعرض لها بددت هذا الحلم الجميل فحلّ خامساً خلف الاسترالي طومسون 16 هدفاً والهندوراسي باكون كارلوس 15، والاسترالي زورليك 14 والترينيدادي غولمان 12. ويعول المدرب ناصر الجوهر على المشعل كثيراً في خط المقدمة، ولا شك ان عودته الى "الأخضر" بعد شفاء إصابته ستزيد من قوة الهجوم الذي يفتقد الى خدمات نجمه الآخر عبدالله الشيحان الذي حرمته الإصابة من الانضمام الى زملائه. وكان المشعل يعاني اصابة في عضلات الفخذ الأمامية وأكد اخيراً انه في كامل جهوزيته الفنية، وينتظر بشوق العودة للالتحاق برفاقه ليسهم في اضافة عدد من الإنجازات الى سجل الكرة السعودية التي باتت تتبوأ مركز الصدارة على المستوى العربي والقاري. وأشار الى أنه وزملاءه عاقدون العزم على إحراز بطولة الخليج "وسنحطم حاجز الحظ الذي دائماً ما يقف بيننا وبينها، وبإذن الله سنقول كلمتنا وسنبقي الكأس في الرياض". الشهب الخاطف على رغم صغره سنه وضآلة جسمه، إلا ان المستوى الراقي لمحمد الشلهوب جعله احد العناصر الأساسية في المنتخب، فهذا اللاعب صغير السن كبير العطاء استطاع ان يضع له بصمة في انجازات فريقه الهلال والمنتخب خلال الموسمين الأخيرين، بفضل تمريراته الماكرة وتصويباته المحكمة وأهدافه الجميلة. وهذا الأداء الرائع الذي قدمه الشلهوب مع فريقه والمنتخب منحه لقب افضل لاعب سادس في العالم، وهو ما لم يحصل عليه احد من اللاعبين العرب أو الآسيويين، وقد أبدى الشلهوب رضاه عما قدمه في فريقه والمنتخب خلال الفترة الماضية. وأكد انه يطمح الى الأفضل، وقال سأبذل قصارى جهدي لتقديم مشرّف وسأسخّر طاقاتي وإمكاناتي كلها لخدمة المنتخب الذي تنتظره استحقاقات عدة". المدفعجي بات "المدفعجي" عبدالله الجمعان نجم هجوم الهلال والمنتخب، ويشكل ازعاجاً وقلقاً لحراس المرمى، بسبب قذائفه الصاروخية التي غالباً ما تكتفي رؤوسهم بمشاهدتهم وهي تعانق شباكهم. ونظراً لارتقاء مستواه في الآونة الأخيرة، ومعرفته التامة بطريق المرمى، استدعي لدخول صفوف "الأخضر" قبل المباراة الأخيرة مع تايلاند وسجل احد الأهداف الثلاثة. وهو من دون شك لاعب جيد، وسبق ان التحق به اكثر من مرة ويعتمد عليه الجوهر في تنفيذ الضربات الحرة المباشرة، الى جانب التصويب من خارج منطقة الجزاء لفك طلاسم دفاعات الخصم. وكان الجمعان فاز بلقب هدّاف بطولة الخليج للأندية التي استضافها فريق القادسية الكويتي عام 2000، حين احرز اربعة اهداف. كما أسهم في احراز عدد من البطولات للهلال ابرزها كأس الكؤوس الآسيوية التي سجل خلالها هدف الفوز في مرمى المنافس التقليدي النصر. ويرى الجمعان ان استضافة المملكة ل"خليجي 15" فرصة لإضافة لقب جديد الى انجازات الكرة السعودية، خصوصاً أن "الأخضر مهيأ تماماً لهذا الاستحقاق وعناصره في كامل جهوزيتهم الفنية والبدنية". وسيكون اللعب انطلاقة جيدة في طريق نهائيات كأس العالم 2002. الطير يعتبر اليامي الملقب ب"الطير" احد ابرز الأسماء التي ضمت اخيراً الى "الأخضر" إلا انه لم يجد الفرصة الكافية بعد لترسيخ اقدامه كأحد اللاعبين الأساسيين. ويُعد اليامي الذي جدد عقده مع فريقه الاتحاد قبل ثلاثة اشهر في مقابل مليوني ريال، من ابرز اللاعبين مهارة وسرعة ووصولاً الى المرمى من اقصر الطرق، وسبق له ان قاد الاتحاد لإحراز "الرباعية" و"الثلاثية" بفضل اهدافه الحاسمة، التي كان آخرها هدفه الذهبي في شباك الأهلي المصري الذي توج "العميد" على أثره بطلاً للسوبر السعودية - المصرية على كأس خادم الحرمين الشريفين. وفاز اليامي بلقب هداف بطولة الخليج الأخيرة للأندية ابطال الدوري عقب تسجيله ستة اهداف، وأكد اليامي انه لن يفرّط في الفرصة إذا سنحت للدفاع عن ألوان المنتخب، وقال: "لا شك ان انضمامي الى "الأخضر" شرف كبير ولكنني اطمح الى الأفضل من خلال الإسهام في صنع الانتصارات والإنجازات، وأعتقد ان كأس الخليج مناسبة سانحة لإثبات وجودي".