بدا أمس ان العولمة الأمنية التي فرضتها اميركا على العالم اقتحمت قلاع الأصوليين الراديكاليين المقيمين في دول أوروبية اعتبروا لسنوات انها تكفل لهم اقامة هانئة بعيداً عن المطاردات. إذ سلّمت السويد إلى السلطات المصرية الأصولي البارز أحمد حسين عجيزة الذي تعتبره القاهرة قائداً لتنظيم "طلائع الفتح الإسلامي". وجاءت هذه الخطوة في وقت اعتقلت بريطانيا ثمانية عرب يُشتبه في "تهديدهم الأمن القومي" الأمر الذي يسمح بتوقيفهم ستة أشهر من دون محاكمة. ولم تُعلن أسماء الموقوفين، ولكن عُلم ان بينهم مصرياً ومغربياً وجزائرياً وتونسياً وفلسطينياً. وفي حين تردد ان الشيخ عمر أبو عمر أبو قتادة الفلسطيني "اختفى" قبل توقيفه، رفضت جماعة "المهاجرون" تأكيد اعتقال زعيمها الشيخ عمر بكري او نفيه. لكن بعض المصادر قال انه لم يُعتقل غير أنه لا يرد على الاتصالات التي ترده. راجع ص 4 وصرحت الدكتورة حنان أحمد فؤاد زوجة المصري أحمد حسين عجيزة بأن زوجها أوقف أول من أمس اثناء وجوده في أحد شوارع مدينة كارلستاد قرب العاصمة السويديةستوكهولم ثم نقل الى جهة غير معلومة، ومنها الى مطار العاصمة حيث رُحل إلى مصر. وقالت الدكتورة حنان، في اتصال هاتفي مع مراسل "الحياة" في القاهرة إن السلطات السويدية سلمتها خطاباً رسمياً يفيد أن عملية الترحيل استندت الى قانون أقر في 23 أيلول سبتمبر الماضي يقضي بإبعاد كل من يشتبه في وجود صلة لهم بالإرهاب. وأنها أُبلغت انها ستُرحل مع خمسة من ابنائها لاحقاً إلى مصر. وعلى رغم أن السيدة نفت أي صلة لزوجها بالإرهاب، إلا أن القاهرة تعتبر عجيزة واحداً من أبرز المطلوبين وإن كان يُعد واحداً من ألد اعداء زعيم "جماعة الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري. إذ دخل الاثنان في صدام عنيف العام 1993 أفضى إلى انفصال عجيزة عن التنظيم. وكان عجيزة غادر مصر قبل أكثر من عشر سنوات إلى السعودية التي انتقل منها الى باكستان حيث عمل في مؤسسة إغاثية وانقطعت أخباره حتى ظهر العام الماضي في السويد بعدما قدم طلباً للحصول على اللجوء السياسي تم رفضه. وترفض السلطات المصرية التعليق على الأنباء التي تتعلق بتسلمها أصوليين من الخارج حرصاً على عدم إحراج الدول التي تقوم بالتسليم. ومعروف أن عجيزة محكوم غيابياً العام 1999 بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية "العائدون من البانيا" التي ضمت 107 من أعضاء "جماعة الجهاد" على رأسهم الظواهري الذي صدر عليه حكم غيابي بالإعدام. وباتوا جميعاً يتوقعون أن تمتد الحملة لتشملهم. وخلّف خبر تسليم عجيزة الى السلطات المصرية قلقاً بالغاً في أوساط الاصوليين المصريين المقيمين في أوروبا خصوصاً المحكومين منهم بالإعدام. وظلت مصر تطالب دولاً أوروبية بتسليم اصوليين مقيمين فيها لكن تلك المطالبات لم تجد استجابة إلا بعد الهجمات في نيويورك وواشنطن.