تبدأ السلطات المصرية اليوم محاكمة أكثر من مئة متهم في قضية "العائدون من ألبانيا"، في وقت اعتقلت أجهزة الأمن في الاوروغواي اسلاميين مصريين يشتبه في تورطهم في أعمال عنف. ورجح بعض المصادر ان تسعى القاهرة الى تسلم هؤلاء من مونتيفيديو، بعدما حققت نجاحات كبيرة العام الماضي في اقناع دول عدة بتسليم اصوليين مقيمين فيها، إذ تسلمت من دول عربية ومن البانيا وجنوب افريقيا والاكوادور عدداً من هؤلاء. وتتهم الجماعات الدينية المصرية الاستخبارات الاميركية بملاحقة اعضائها في اكثر من دولة والقبض عليهم، واخضاعهم للتحقيق قبل تسليمهم الى مصر. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ناطق باسم اجهزة الاستخبارات في الاوروغواي امس انه تم القبض يوم الجمعة الماضي على ثلاثة ارهابيين هم رجلان وسيدة، يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "الجماعة الاسلامية" المصري، وان الاستخبارات الاميركية اعلمت نظيرتها في الاوروغواي بوصولهم قبل يومين وارسلت الى هناك عدداً من عملائها المزودين بمعلومات عنهم. وذكرت الوكالة ان جهوداً تبذل لتوقيف اسلامي آخر تمكن من الفرار. وافادت مصادر مصرية ان السيدة زوجة أحد الرجلين. لكنها رفضت كشف أسماء الثلاثة أو تفاصيل الدولة التي قدموا منها "لأسباب امنية". واوضحت ان الطلب المصري تركز على الرجلين من دون السيدة. الى ذلك، تبدأ المحكمة العسكرية العليا في القاهرة اليوم النظر في قضية "العائدون من ألبانيا"، التي تضم 107 متهمين بينهم 60 في حال فرار من أعضاء "جماعة الجهاد" وتنظيم "القاعدة". واتخذت السلطات المصرية إجراءات مشددة لتأمين جلسة المحاكمة التي ستعقد في ثكنة عسكرية في منطقة الهايكستب شرق العاصمة. وتحظى القضية باهتمام بالغ كونها الأولى التي يتهم فيها زعيم "الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري رسمياً منذ خروجه من مصر عام 1985، ولكونها تضم عدداً من أبرز قادة التنظيم ممن تسلمتهم مصر من الخارج، على رأسهم أحمد ابراهيم النجار المحكوم غيابياً بالإعدام من محكمة عسكرية في قضية "خان الخليلي"، وأحمد اسماعيل عثمان أبو نار المحكوم غيابياً بالإعدام في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف صدقي، وشوقي سلامة والثلاثة سلموا من ألبانيا وعصام عبدالعال المحكوم غيابياً بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية أحداث بني سويف سلم من بلغاريا وسعيد سيد سلامة تسلمته مصر من إحدى الدول العربية. وبين الذين سيحاكمون غيابياً ناشطان إسلاميان مقيمان في بريطانيا هما عادل عبدالمجيد المحكوم غيابياً بالإعدام في قضية "خان الخليلي" وياسر توفيق علي السري المحكوم غيابياً بالإعدام في قضية صدقي، وآخر مقيم في النمسا هو عادل السيد عبدالقدوس، وخمسة من مساعدي الظواهري يعتقد أنهم مقيمون في افغانستان هم: شقيقه محمد وأحمد سلامة مبروك ومرجان مصطفى سالم ومحمد سعيد العشري وثروت صلاح شحاتة، والأخير محكوم غيابياً بالإعدام في قضية صدقي. وسيحاكم حضورياً 47 متهماً بينهم ثلاثة معتقلون منذ سنوات هم نبيل نعيم عبدالفتاح الذي تعتبره السلطات المصرية رجل الظواهري في مصر، والمعتقل منذ العام 1991، وعبدالمنعم جمال الدين الذي برئ في قضية "طلائع الفتح" العام 1993، ومجدي سالم الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 20 سنة في القضية نفسها.