القدس المحتلة، غزة، واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - واصلت الولاياتالمتحدة وإسرائيل الضغط على السلطة الفلسطينية، على رغم الدعوة التي وجهها الرئيس ياسر عرفات أول من أمس إلى الفلسطينيين لوقف الهجمات والتزام وقف اطلاق النار، مشدداً على عدم ازدواجية السلطة الفلسطينية وضرورة استئناف المفاوضات. واستأنفت إسرائيل سياسة الاغتيالات، فقتلت ناشطاً من "حماس" في الخليل، وأحد عناصر الشرطة في نابلس، وطفلاً خلال مواجهات في خان يونس. ومنذ اللحظة الأولى تعاملت إسرائيل باستخفاف مع دعوات عرفات، واعتبرتها غير كافية، مشددة على الأفعال قبل الأقوال. ومع أن واشنطن اعتبرت، في رد فعل أولي، ان الخطاب يتضمن كلاماً "بناء"، إلا أن البيت الأبيض عاد أمس إلى تكرار التشكيك في قدرة عرفات، وطالبت ب"أعمال ملموسة" يبرهن فيها أنه "يملك السلطة والإرادة اللازمتين لوقف العنف"، وانضمت روسيا إلى الضغوط، إذ قالت وزارة الخارجية أن موسكو "تنتظر أن تتخذ السلطة الفلسطينية اجراءات إضافية ملموسة وفاعلة، طبقاً لدعوة عرفات، لإنهاء هجمات الإرهابيين". بل أضافت تفاصيل محددة مثل "اعتقال المتورطين في الاعتداءات وتفادي وقوع جرائم جديدة والقضاء على البنى الإرهابية". لكن موسكو انضمت أيضاً إلى الاتحاد الأوروبي في دعوة إسرائيل إلى وقف سياسة الاغتيالات ورفع الحصار. وطلبت بريطانيا من إسرائيل أن تقوم بمبادرة فتسحب قواتها من الأراضي الفلسطينية. واعتبر عرفات ان استمرار إسرائيل في اعتداءاتها "قفز" على التدابير التي اتخذها، وقال: "الأفعال موجودة على الأرض، لكن الجانب الإسرائيلي يحاول القفز عليها ليستمر في التصعيد العسكري والحصار والاعتداءات على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية". وكان لافتاً أمس أن قناصل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي زاروا عرفات لاطلاعه على النتائج الخاصة بالشرق الأوسط في قمة لاكن الأخيرة، إذ دعا بيان القمة إلى "عدم اضعاف" سلطة عرفات. وجاءت زيارة القناصل بعد أنباء روجتها إسرائيل عن أن الولاياتالمتحدة طلبت من الدول الأوروبية تجنب الرئيس الفلسطيني. وفيما طلب وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز اعطاء الرئيس الفلسطيني "بضعة أيام" ل"اثبات جديته"، اتفق محللون ومراقبون على أن المأزق لم ينته بعد، خصوصاً أن حركة المقاومة الإسلامية حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعلنتا رفضهما وقف الهجمات وتعهدتا مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وكانت قذيفة هاون سقطت في مستوطنة إسرائيلية قريبة من غزة بعد دقائق من انتهاء عرفات من إلقاء خطابه مساء أول من أمس، وهو كان طلب تحديداً وقف اطلاق الهاون. وأشارت مصادر ديبلوماسية إلى أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية تهدف إلى دفع عرفات نحو صدام أمني علني مع "حماس" و"الجهاد"، وبالطريقة التي تحركت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيت حانون يوم السبت الماضي.