شهدت عمليات المجاهدين الكشميريين ضد القوات الهندية تطوراً نوعياً، تجسد في هجوم شنوه على قلعة محاطة بحراسة شديدة في قلب العاصمة نيودلهي، معربين بذلك عن رفضهم هدنة اعلنتها الهند في كشمير وارفقتها بمؤشرات الى استعدادها لاستكشاف آفاق محادثات سلام مع إسلام آباد، يستثنى منها المجاهدون. نيودلهي - رويترز - وضعت قوى الأمن في العاصمة الهنديةنيودلهي في اقصى درجات الاستنفار، بعد مقتل جندي واثنين من المدنيين في هجوم للثوار الكشميريين ليل اول من امس، على معسكر للجيش في قلعة الحصن الاحمر التي يعود تاريخها الى القرن السابع عشر. وجاء الهجوم المفاجىء وغير المسبوق بعد يومين فقط من اعلان رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي تمديد هدنة مدتها شهر مع المجاهدين في المنطقة الواقعة في جبال الهمالايا، ورغبته في استكشاف آفاق محادثات حول النزاع عليها مع باكستان. وأفاد ضابط كبير في الشرطة ان "حال الاستنفار رفعت من اجل تعزيز الأمن في المدينة"، بعدما فتح مسلحان مجهولان النار على القلعة التاريخية الواقعة على اطراف الاحياء القديمة من نيودلهي، في ساعة متأخرة من الليل ثم حطموا الانوار وفروا وسط الظلام. واعلنت جماعة "الصخرة الطيبة" التي تتخذ من باكستان مقراً لها، مسؤوليتها عن الهجوم وتوعدت بمزيد من الهجمات على اهداف عسكرية هندية، حتى تسحب الهند قواتها من كشمير وتوقف الفظائع التي ترتكبها هناك". وقال ابو اسامة الناطق باسم الجماعة: "هذه اول عملية لنا ضد منشأة عسكرية هندية داخل الهند" مشيراً الى ان جماعته "لم تكن تستهدف اي مدنيين وان الخسائر اكبر ما اعترفت به الحكومة الهندية". ولا شك في ان اطلاق النار العشوائي على رجال الجيش في قلب العاصمة الهندية، امر غير مسبوق منذ انطلاق الكفاح المسلح في كشمير قبل 11 عاماً، ذلك ان اعمال العنف لم تخرج عن المنطقة الا نادراً. ومشط رجال الأمن محيط القلعة طوال الليل ولم يعثروا على اي من المهاجمين. وزاد توترهم بعد تلقيهم اتصال من مجهول، افاد فيه ان احد المهاجمين لا يزال يختبىء في مكان قريب. ونقلت وكالات الانباء عن الشرطة انها تشتبه في ان المهاجمين انتحاريون او انهم فدائيون يعتمدون اسلوب الجماعات التي تنفذ هجمات في ولاية جامو وكشمير وهي الولاية الهندية الوحيدة التي تقطنها غالبية من المسلمين. ومعلوم ان كشمير مقسمة الى شطرين: هندي وباكستاني، وتؤيد اسلام آباد الثوار المطالبين بتوحيدها، فيما ترفض نيودلهي قراراً دولياً باجراء استفتاء بين السكان حول مستقبلهم السياسي. وخاض البلدان حربين بسبب كشمير منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، فيما سقط 30 الف قتيل خلال 11 عاماً من المواجهات بين الثوار والقوات الهندية.