تترقب الحكومة المغربية برئاسة عبدالرحمن اليوسفي زيارة زعيم حزب العمال الاسباني المعارض رودريغز زاباتيو الاربعاء المقبل علها تسهم في تخفيف حدة التوتر بين البلدين بسبب موقف مدريد من الصحراء الغربية، الذي أدى في 28 تشرين الأول اكتوبر الماضي الى قطع الرباط علاقاتها الديبلوماسية مع اسبانيا. وارجأ زاباتيو زيارته التي كانت مقررة في منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي اثر تصاعد الازمة بين البلدين، ما أدى الى الغاء اجتماعات ثنائية حول قضايا مثل الهجرة. ومن المرتقب ان يجري المسؤول الاسباني سلسلة لقاءات مع المسؤولين المغاربة في مقدمهم رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي، ويتوقع ان يستقبله الملك محمد السادس. وتُعلق الحكومة المغربية آمالا على الزيارة شأنها في ذلك شأن حكومة رئيس الوزراء الاسباني خوسي ماريا اثنار على رغم بعض الاصوات الاسبانية التي اعتبرتها "تناقضاً خطيراً في سياسة البلد الخارجية". وينتظر ان يلعب زباتيو دور الوسيط لوقف تدهور العلاقات بين البلدين. واشتعل فتيل الازمة بين مدريدوالرباط بعد رفض الاخيرة تجديد اتفاق الصيد الساحلي المبرم بين البلدين في تشرين الثاني نوفمبر 1999، وتأجج الوضع عندما نظيم برلمان الاندلس استفتاء حول الصحراء اعتبرته الرباط "خروجاً عن الحياد وتأييداً مطلقاً لجبهة بوليساريو"، وعلق وزير الخارجية المغربي على الموقف الاسباني من نزاع الصحراء بأنه "صار يُخيل الينا ان مدريد هي تندوف ثانية". وجاء طرد السلطات الاسبانية صحافيين مغاربة كانوا يعتزمون تغطية أعمال ندوة استضافتها مدينة اشبيلية حول "دعم الشعب الصحراوي" شارك فيها زعيم جبهة بوليساريو محمد عبدالعزيز، ليصب الزيت على النار، ووصفت الخارجية المغربية القرار الاسباني انه "عمل عدائي واضح وغير قابل للتبرير". وتُلقي اسبانيا باللوم على اطراف خارجية بتسميم علاقات البلدين، في اشارة الى التقارب الكبير الحاصل بين فرنسا والمغرب، والذي برز في وصف الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال زيارته الأخيرة للرباط، الصحراء بأنها "اقاليم جنوبية للمغرب"، وترى مدريد في كل تقارب مغربي - فرنسي "تهديداً لمصالحها".