أكد الاتحاد الأوروبي دعمه القيادة الشرعية الفلسطينية الممثلة في الرئيس ياسر عرفات، ودعا إسرائيل إلى فك الحصار وسحب قواتها من أراضي الحكم الذاتي. وقال وزير الخارجية البلجيكي رئيس المجلس الوزاري الأوروبي، لويس ميشيل، إن الاتحاد "يعترف بالرئيس عرفات بصفته الرئيس المنتخب ديموقراطياً". وأضاف ان عرفات والسلطة الفلسطينية يمثلان المحاوران الشرعيان بالنسبة إلى المجموعة الدولية ومنها إسرائيل. وتصدرت أزمة الشرق الأوسط محادثات قادة الاتحاد الأوروبي حول الأزمات الخارجية الساخنة صباح أمس في ضاحية لاكين قرب بروكسيل. ويكتسب الموقف الأوروبي أهمية خاصة في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمحاولة شطب الشرعية الفلسطينية والتنصل من الاتفاقات الانتقالية التي أبرمتها إسرائيل مع السلطة الوطنية منذ "إعلان المبادئ" اتفاق أوسلو الذي وقع عليه الجانبان عام 1993. وأعلن وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشير أن الرئيس عرفات "ما زال يمثل شريك الاتحاد الأوروبي" في عملية السلام. وقال وزير الخارجية البلجيكي إن الاتحاد يحذر من اضعاف الرئيس عرفات. وذكر مصدر ديبلوماسي أوروبي ل"الحياة" أن تجديد الاتحاد الأوروبي دعمه شرعية الرئيس الفلسطيني يستهدف إسرائيل مثلما يستهدف بعض الأوساط في واشنطن التي تحرض الإدارة الأميركية على القيادة الفلسطينية. وكلفت القمة الأوروبية منسق السياسة الخارجية خافيير سولانا زيارة واشنطن في الأسبوع الماضي لاجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين. وقال وزير الخارجية البلجيكي رئيس المجلس الوزاري الأوروبي إن "الاتحاد الأوروبي لا يستطيع بمفرده القيام بمبادرة"، لكنه يؤكد أهمية التعاون مع كل من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وروسيا من أجل انقاذ العملية السلمية. ورأت رئيسة البرلمان الأوروبي نيكول فونتين أن العمليات العسكرية التي تقودها إسرائيل "أضعفت السلطة الوطنية وجعلتها غير قادرة على تنفيذ المهمات الموكلة إليها"، وأن الوضع يقتضي "نشر عدد مهم من المراقبين الدوليين ان لم نتحدث عن قوات تفصل بين الطرفين"، ودعت إلى تدخل المجموعة الدولية وضرورة "اقناع إسرائيل". وشاركت فونتين في افتتاح أشغال القمة الأوروبية وقالت في حديث إلى الصحافيين عن مسؤولية إسرائيل في تدهور الوضع إنها لا تستخدم عبارة "الزام إسرائيل" وتفضل "اقناعها بضرورة نشر المراقبين الدوليين. لكن مصدراً قريباً من سولانا قال ل"الحياة" إن مسألة المراقبين الدوليين "تقتضي استعادة الهدوء بشكل مسبق". ويدعو الاتحاد الأوروبي الدولة العبرية إلى وقف حملة الاغتيالات وسحب قواتها من أراضي الحكم الذاتي وتخفيف العقوبات الجماعية بما قد يساعد على استعادة الهدوء. كما يجدد مطالبة القيادة الفلسطينية ببذل أقصى جهودها "من أجل انهاء الانتفاضة المسلحة وتفكيك الشبكات المسلحة التابعة لكل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي".