خيم جو من القتامة واليأس على اجتماع رباعي الوساطة للشرق الاوسط بسبب الشكوك في الساحة السياسية الفلسطينية والانشغال بالعراق. واجتمع ممثلون على مستوى رفيع من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والاممالمتحدة في مقر المنظمة الدولية لبحث تعثر تنفيذ خطة السلام التي طرحوها في ابريل الماضي. وتعثرت الخطة بسبب مطالب اسرائيل بأن تشن السلطة الفلسطينية حملة صارمة على الناشطين والشكوك الفلسطينية في ان اسرائيل لن تقدم شيئا في المقابل حتى اذا فككت السلطة المنظمات المتشددة مثل حماس. وفي نفس الوقت فان العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتهديدات اسرائيل بطرد أو قتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جعلت استئناف المحادثات مسألة اكثر صعوبة. وقال مسؤول امريكي كبير ان الوسطاء الذين يعرفون باسم رباعي الوساطة للشرق الاوسط ينتظرون لمعرفة الشكل الذي ستخرج عليه الحكومة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء المكلف احمد قريع (ابو علاء). وقال المسؤول: اننا جميعا نتطلع... اولا وقبل أي شيء آخر الى الفلسطينيين لتشكيل حكومة تكون ملتزمة تماما بمحاربة الارهاب ولديها الموارد والسلطة داخل المناطق الفلسطينية لكي تفعل ذلك. ووقع اختيار عرفات على قريع لكي يخلف محمود عباس الذي استقال احتجاجا على السياسات الاسرائيلية والامريكية وتقاعس عرفات عن تخويله السلطة التي يريدها. وضم الاجتماع وزير الخارجية الامريكي كولن باول ووزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف والامين العام للامم المتحدة كوفي عنان وثلاثة مسؤولين من الاتحاد الاوروبي برئاسة خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد. واجتمع رباعي الوساطة بصفتهم الاطراف الراعية والداعية لخارطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط التي حددت خطوات يتعين على الاسرائيليين والفلسطينيين اتخاذها لتحقيق تسوية دائمة تقوم على وجود دولتين بحلول عام 2005. وفي المراحل الاولى يجب على السلطة الفلسطينية شن حملة صارمة ضد الناشطين الذين يهاجمون اسرائيليين مقابل انهاء النشاط الاستيطاني والقيود على تحركات الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.لكن رباعي الوساطة منقسمون بنسبة ثلاثة الى واحد حيث تقف الولاياتالمتحدة ضد الثلاثة الاخرين في مسألة ما اذا كان يجب التعامل مع عرفات على انه ممثل الشعب الفلسطيني. وأوقفت الولاياتالمتحدة بالاتفاق مع اسرائيل التعامل مع عرفات في يونيو الماضي على اساس انه شريك لا يعتمد عليه في محادثات السلام. وقال دبلوماسي انه رغم انهم اتفقوا على بقاء رباعي الوساطة على قيد الحياة فان المزاج السائد كان الاحساس باليأس.ويتطلع الاعضاء الثلاثة الآخرون في رباعي الوساطة الى الولاياتالمتحدة لتتولى القيادة بسبب نفوذها على اسرائيل. لكن ادارة الرئيس جورج بوش تكرس معظم طاقاتها الدبلوماسية للعراق حيث تتعرض قوات الاحتلال الامريكي لهجمات متكررة. من جانبه اعلن وزير الخارجية الامريكي كولن باول ان اللجنة الرباعية عازمة على تطبيق خارطة الطريق التي ستحقق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ولكن يجب اولا تشكيل حكومة فلسطينية جديدة. وقال: نؤمن بقوة بمضمون خارطة الطريق التي لا تزال على الطاولة ولكننا ننتظر من الطرف الفلسطيني ان يشكل حكومته الجديدة كي يكون لنا شريك بامكاننا ان نعمل معه. يذكر ان اللجنة الرباعية اعدت خارطة الطريق التي تحدد مراحل التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين في دولتين تتعايشان بسلام. وتنص الخطة التي يرى الكثير من المراقبين فيها فرصة اخيرة لاحلال السلام، على وقف العنف وتجريد الفصائل الفلسطينية من اسلحتها ووقف الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية تمهيدا لاقامة دولة فلسطينية في عام 2005. وادت دوامة من العنف واستقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس في الاسابيع الاخيرة الى وقف عملية تطبيق هذه الخطة. وقد عين رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) رئيسا للوزراء في السلطة الفلسطينية لكنه لم يشكل حكومته حتى الآن.