طوكيو - رويترز - بدأ امس ممثلون عن المنظمات الافغانية واليابانية غير الحكومية ووكالات تابعة للامم المتحدة مؤتمرا يتناول اعادة اعمار البلاد التي مزقتها الحرب. وقال عزيز الرحمن رفيع من وكالة تنسيق جهود الاغاثة الافغانية للمؤتمر: "نعتقد بان التمويل الطويل المدى ومشاركة الافغان من اهم الاعمدة لاعادة اعمار افغانستان في المستقبل ولبرامج اعادة التأهيل". ومن الصعب تحديد تكاليف العملية التي يقول خبراء انها قد تستمر لمدة عقد الا ان التقديرات تراوح بين خمسة و25 بليون دولار او اكثر. وطالب المشاركون في المؤتمر بضرورة ان تكون هناك حكومة في كابول قادرة على تحقيق الاستقرار في البلاد الممزقة. ولاحظ ووريا كاراداجي منسق برنامج التنمية التابع للامم المتحدة انه "من دون امن وسلام لن يكون هناك اعمار واعتقد بانه لا يمكن ان تقدم اي جهة مانحة للتبرعات مساعدة حقيقية في افغانستان اذا لم يكن هناك امن وسلام". ويأمل ممثلو وكالات الاممالمتحدة والحكومة اليابانية و27 منظمة غير حكومية افغانية وحوالي 50 منظمة غير حكومية يابانية صياغة مسودات اقتراحات تعرض على اجتماع للدول المانحة للتبرعات يعقد في طوكيو في كانون الثاني يناير المقبل. وتتناول المناقشات التي تستمر ثلاثة ايام كل القضايا بما في ذلك المرأة والتعليم والزراعة وازالة الالغام. ووافقت كل الجماعات المناهضة لحركة "طالبان"، بعد تعهدات ديبلوماسيين بتقديم مساعدات حجمها مليارات الدولارت في وقت سابق من الشهر الحالي على تشكيل حكومة موقتة ترأس البلاد لمدة ستة شهور، اعتبارا من 22 الشهر الجاري. وقال ياسوشي اكاشي رئيس المركز الياباني للديبلوماسية الوقائية: "ارجو ان يتم التغلب على المشكلات بين الاطراف الافغانية المختلفة سريعا. وقد تكون الشهور الستة المقبلة الاكثر حساسية، كما انها ستكون فترة مهمة لتحقيق الاستقرار والسلام في افغانستان". وتسببت اعوام من الصراعات في تشريد خمس سكان في البلاد. واصابت الالغام الزراعة بالشلل كما تدمرت الطرق والمطارات. وحذرت الجهات المانحة من ان الاف الافغان قد يموتون جوعا خلال فصل الشتاء الحالي حتى بعد التوصل الى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة. لجوء والغام وقال رفيع ان بلاده "تعاني، ليس فقط 23 عاما من الحروب المدمرة وانما ايضا خمسة اعوام من الجفاف والمجاعة وسلسلة من الزلازل والفيضانات. وارتفعت معدلات الفقر والضعف والمرض والوفاة عن اي وقت مضى. وتتوقع البلاد التي دمرت بنيتها التحتية عودة نحو ستة ملايين لاجيء... اضافة الى توطين اكثر من مليون ممن تشردوا في الداخل، في الوقت الذي سيجد فيه كل عائد ثلاثة الغام في انتظاره". وتقول الاممالمتحدة ان ما يراوح بين خمسة وعشرة ملايين لغم في افغانستان. ووكان مؤتمر الجهات المانحة الذي عقد في برلين الاسبوع الماضي ركز على المساعدات الانسانية بدل برامج اعادة الاعمار التي سيركز عليها المؤتمر المقبل في طوكيو. وتعهدت الجهات المانحة بتقديم مساعدات حجمها 660 مليون دولار للامم المتحدة لمساعدة افغانستان لمدة ستة شهور تنتهي في آذار مارس الا ان مسؤولي الاممالمتحدة يقولون ان البلاد تحتاج الى 600 مليون دولار اخرى على الاقل اعتبارا من آذار.