تسبب اعلان السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل موقفاً مخالفاً لموقف رئيس الجمهورية إميل لحود في خصوص نشاط "حزب الله" في الخارج، باحتجاجات سياسية واسعة أمس، اضطرت لحود الى الرد عليه بطريقة غير مباشرة، كما اضطرت السفارة الأميركية الى اصدار توضيح في السابعة مساء تضمن تصحيحاً لترجمة كلام باتل الذي أدلى به ليل أول من أمس في أحد البرامج التلفزيونية. وكانت صحف لبنانية نسبت الى باتل قوله ان كلام لحود ان نشاط "حزب الله" محصور بلبنان "ليس صحيحاً"، ونسبت اخرى اليه قوله ان كلام لحود "لم يقنعنا" مما أدى الى ردود فعل واسعة، وسط مخاوف من عودة العلاقات اللبنانية الأميركية الى حال التوتر التي ظهرت اثر ادراج واشنطن "حزب الله" في "لائحة المنظمات الارهابية" المطلوب تجميد أرصدتها. وكان التوتر انحسر بتوافق الجانبين على تواصل الحوار نتيجة تأكيد لبنان ان الحزب "مقاومة وليس ارهابياً". راجع ص الا ان رد رئيس الجمهورية، واللغط الذي أثاره كلام باتل، بصرف النظر عن صحة ترجمته، وردود الفعل المستنكرة لما نشرته الصحف، أدت الى اتصالات بين السفارة الأميركية والسلطات اللبنانية، انتهت الى انقشاع الصورة. وكان المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية أوضح ظهراً نقلاً عن زوار لحود، ان الرئيس "شدد أمام هؤلاء على ان ليس ل"حزب الله" أي نشاط خارجي يتجاوز حدود مقاومة اسرائيل"، في تكرار للموقف الذي كان اكده قبل ثلاثة أسابيع لوفد من مجلس النواب الأميركي زار بيروت، والذي أشار اليه السفير الأميركي في حديث تلفزيوني ليل أول من أمس نسبته اليه بعض الصحف مترجماً على نحو مختلف. وقال أيضاً إن "للحزب نشاطاً يتجاوز النطاق المحلي"، لافتاً الى دعمه "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وفيما امتنع "حزب الله" عن الرد على كلام باتل مستمهلاً بعض الوقت، علمت "الحياة" ان لحود ساءه كلام باتل، كما نقل عنه زواره الذين أبلغ بعضهم "الحياة" ان الرئيس أكد لهم ان "ليس لحزب الله أي فرع خارجي أو نشاطات خارجية ذات طابع أمني". وهو ما سبق للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان اعلنه قبل حوالى 20 يوماً. وشدد لحود على ان "للحزب قضية محصورة بالصراع العربي الاسرائيلي وهو معني بها وله دور سياسي، اضافة الى دوره في مقاومة الاحتلال والتصدي له في لبنان". ومع تريث الحزب في الرد على باتل، فان عضو كتلته النيابية التي تضم اعضاء منه وحلفاء لهم، النائب ابراهيم بيان ليس عضواً في الحزب دعا الحكومة الى "اتخاذ قرار" بطرد السفير من لبنان، معتبراً ان "على الولاياتالمتحدة الاعتذار للرئيس لحود والشعب اللبناني... لأن السفير تجاوز حدود اللياقة وبلغ حد الوقاحة عندما كذّب كلام رئيس الجمهورية عن نشاطات حزب الله". وكان باتل سئل أمس بعد لقائه وزير الطاقة محمد عبدالحميد بيضون عن ابعاد موقفه فأجاب: "لا شيء جديداً ونحن طلبنا سابقاً من الحكومة اللبنانية تجميد أرصدة حزب الله". ومساء وزعت السفارة الأميركية بياناً بعنوان "توضيح"، تضمن الفقرة كما ترجمتها "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أثناء بثها الحديث ليل الأحد - الاثنين، وفقرة أخرى تتضمن الترجمة التي اعتبرتها السفارة "صحيحة" وهي: "انه حوار مع حكومة لبنان في الموقف من نشاط الحزب نقيمه وسنستمر بمزيد من التفاصيل حول أنشطة حزب الله التي تتخطى المدى اللبناني، وما قاله الرئيس لحود من ان أنشطة حزب الله محصورة بلبنان وببساطة هذه ليست نظرتنا الى حزب الله...".