قُتل خمسة إسرائيليين في حادثي إطلاق نار، فيما تضاءلت فرص الانسحاب من المدن الفلسطينية التي أعاد الجيش إحتلالها في ضوء استمرار الخلافات بين حكومة آرييل شارون والسلطة على شروط الانسحاب التي رهنها الإسرائيليون مجدداً بعودة الهدوء واعتقال المطلوبين، في حين رفض الفلسطينيون ضمان وقف النار قبل الانسحاب. في غضون ذلك، كشفت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس انها نجحت في تصنيع صواريخ محلياً وإطلاقها على مدينة اسرائيلية الاسبوع الماضي. وكانت اسرائيل أرجأت في اللحظة الاخيرة انسحابها من بيت لحم وبيت جالا مساء السبت بدعوى عدم عودة الهدوء، كما أرجأت الاجتماع الأمني الذي كان مقرراً عقده بمشاركة أميركية مساء أمس، وقالت انها ستنسحب بمجرد وقف اطلاق النار. وفي المقابل، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان عودة الهدوء مرهونة بالانسحاب، فيما أعرب وزير الثقافة والاعلام ياسر عبد ربه عن قناعته بأن "الحكومة الاسرائيلية تسعى الى تأجيج التوتر وإبقاء احتلالها لأجزاء من مدن فلسطينية ... كمرحلة أولى من إعادة احتلال الضفة بكاملها". وفي ضوء هذه الخلافات، تصاعدت الهجمات التي تبنتها مجموعات فلسطينية مسلحة أمس، إذ أطلق فلسطينيان من سيارتهما النار في قلب مدينة الخضيرة شمال اسرائيل والقريبة من طولكرم وجنين، فقتلوا إسرائيلية فوراً فيما توفيت ثلاث أخريات متأثرات بجروحهن وجرح نحو عشرين قبل ان يسقط المهاجمان برصاص الشرطة. وأعلنت حركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين" مسؤوليتها عن الهجوم. وفي حادث منفصل، أطلق مجهولون كانوا يستقلون سيارة النار على جندي بينما كان في سيارة عسكرية قرب "كيبوتز ميتزر" شمال اسرائيل، مما ادى الى مقتله. كذلك اصيب اربعة مستوطنين مساء السبت بعد اطلاق نار على سيارتهم جنوب الضفة، في عملية تبنتها "طلائع الجيش الشعبي- كتائب العودة" القريبة من حركة "فتح"، رداً على مقتل احد اعضائها في طولكرم ويدعى فراس الجابر 24 عاما. من جهة اخرى، أبلغ عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" في قطاع غزة عبد العزيز الرنتيسي وكالة "رويترز" أن الحركة نجحت للمرة الاولى في "تصنيع صواريخ مداها خمسة كيلومترات، واستخدامها وتصوير عملية الاستخدام". ووضعت الحركة في موقعها على الانترنت فيلماً يصور إطلاق صواريخ صغيرة الحجم، وقالت في بيان: "تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام مسؤوليتها عن قصف ما يسمى مدينة أغدروت الصهيونية شمال قطاع غزة بصواريخ من طراز قسام 1 الجمعة... في 26 تشرين الاول اكتوبر عام 2001". وكان الرنتيسي أعلن خبر إطلاق الصواريخ أثناء اتصال هاتفي مع طلاب ينظمون تظاهرة تضامناً مع الانتفاضة في جامعة الزقازيق شمال القاهرة. وقال: "كتائب القسام ستطور الصاروخ ليصل الى مدى أبعد وحجم أكبر"، مشيراً إلى أن تعتيماً إعلامياً فرض على إطلاق الصواريخ سواء من ناحية السلطة الفلسطينية او اسرائيل. من جهة اخرى، علمت "الحياة" ان شعث سيتوجه الى دمشق في الثالث من الشهر المقبل للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب وسيلتقي وزير الخارجية فاروق الشرع. وقالت مصادر مطلعة انه سيبحث أيضاً في مسألة زيارة الرئيس ياسر عرفات لسورية التي كانت ألغيت في اللحظة الاخيرة الشهر الماضي. ودعت الولاياتالمتحدة اسرائيل والفلسطينيين من جديد امس الى الحد من العنف في المنطقة وحضت اسرائيل على سحب قواتها من المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية. وقال اندرو كارد كبير موظفي البيت الابيض لبرنامج بثته شبكة "ان.بي.سي": "يتعين علينا خفض مستوى العنف في الشرق الاوسط.. وعلى الجانبين العمل بجد لتقليل مستوى العنف". واضاف كارد انه استاء لما علم بالهجومين اللذين شنهما فلسطينيون امس لكنه قال: "نود ان نرى قوات الدفاع الاسرائيلية تنسحب المنطقة أ الخاضعة للسيطرة الفلسطينية.. ولكن هذا يتطلب مجهودا ديبلوماسيا هائلا"،مشيرا الى ان وزير الخارجية كولن باول يستشير القيادتين السياسيتين الفلسطينية والاسرائيلية في شكل يومي تقريبا. ودانت القيادة الفلسطينية عملية الخضيرة التي قتل فيها اربع اسرائيليات ومنفذيها الفلسطينيين واعلنت على لسان ناطق رسمي فلسطيني اصدار التعليمات لاجهزة الامن لملاحقة مدبريها وتقديمهم للعدالة "لخرقهم وقف اطلاق النار، المنطلق لحماية المصلحة الوطنية العليا". واكدت القيادة ان "توفير الامن للاسرائيليين لا يمكن ان يتحقق بالتوغل والاحتلال وضرب جماهيرنا ومناطقنا وقوات الامن الوطني بل بوضع حد لاعمال العدوان الاسرائيلي ومباشرة تنفيذ الاتفاقات بين الطرفين وفي المقدمة منها تفاهمات تينيت وتقرير ميتشل"، وابدت "استعدادها الجدي بالمشاركة والرعاية والمراقبين الدوليين لوضع ترتيبات امنية للاسرائيليين والفلسطينيين".