اعتبر الممثل الخاص للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي ان "الحل الأفغاني هو الوحيد" الممكن التطبيق لتسوية النزاع في افغانستان، فيما أكدت ايران ضرورة تولي المنظمة الدولية دوراً "استراتيجياً" في رسم مستقبل ذلك البلد. ورفضت الخارجية الايرانية الحوار المباشر مع واشنطن، بسبب "عدم الاطمئنان الى صدقية" الادارة الأميركية. ونفت وجود مفاوضات مع "طالبان" موضحة ان هناك اتصالات "حدودية" فقط منذ ما قبل الأزمة الحالية. وأوضح الناطق باسم الابراهيمي، اريك فلات لوكالة "فرانس برس" ان ممثل الأممالمتحدة المكلف متابعة ملف افغانستان، والذي يواصل زيارة لطهران، شدد على حتمية "الحل الأفغاني". ورداً على سؤال لصحافي افغاني، اشار الى ان القضية الافغانية "تمر بأدق المراحل في تاريخها"، قال الابراهيمي: "وحده الحل الأفغاني سيكون قابلاً للتطبيق". وعن الدور الذي يمكن أن يقوم به الملك السابق ظاهر شاه قال: "علينا ان نترك للأفغان مهمة تحديد من يقوم بماذا، ومن يتولى أي موقع في الحكومة المقبلة". ونقل فلات عن الابراهيمي تأكيده ان "احدى المشكلات التي عاناها الأفغان تتمثل في التدخل الأجنبي، وآمل بأن نعمل لمساعدتهم والتأكد من ان ارادتهم هي التي تترجم على أرض الواقع". والتقى الابراهيمي الذي وصل الى طهران السبت، في أول زيارة له لايران منذ بدء الغارات الاميركية في السابع من تشرين الأول اكتوبر، عدداً من ممثلي الأوساط السياسية والاجتماعية والثقافية الأفغانية، وأجرى الأحد محادثات مع وزير الخارجية الايراني كمال خرازي. وكان متوقعاً أن يستقبله أمس الرئيس محمد خاتمي. ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي امس أنباء عن ارسال طهران قوة مؤلفة من 1500 عنصر الى افغانستان. وأضاف ان "الحدود الايرانية - الافغانية مغلقة، وتحت السيطرة التامة للقوات الايرانية". كما نفى في مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة زيارة وفد من حركة "طالبان" ايران، لكنه أوضح ان هناك "اتصالات حدودية" بين مسؤولي الحدود في ايران والحركة، لتأمين سلامة تلك المنطقة، مشيراً الى أن هذه الاتصالات عادية، تعود الى ما قبل الأزمة الحالية والحملة العسكرية الاميركية على افغانستان. وشدد آصفي على أن قضية الحوار المباشر بين طهرانوواشنطن ليست مدرجة على جدول أعمال المسؤولين في الخارجية الايرانية و"نحن لسنا واثقين هل الادارة الأميركية ستعاود النظر في تعاملها مع ايران أم لا، اذ ان انعدام صدقية المسؤولين الأميركيين ما زال قائماً". وكان خرازي ايد خلال محادثاته مع الابراهيمي دوراً "استراتيجياً" للأمم المتحدة في تسوية الأزمة الافغانية، وتشكيل الحكومة المستقبلية في افغانستان. واضاف ان للشعب الافغاني ان يختار حكومته، على ان تشكل من كل الاعراق. وحدد الابراهيمي اهدافاً لزيارته ايران، منها السعي الى حل سياسي للأزمة الافغانية، ووضع سياسات مثمرة تتعلق باللاجئين الأفغان، وكيفية ارسال المساعدات اليهم، مشدداً على استمرار التشاور مع ايران والاستفادة من تجاربها. وشملت لقاء الممثل الخاص للأمم المتحدة، مساعد خرازي للشؤون الآسيوية والمحيط الهادي محسن امين زاده، الذي شدد على أن تسوية الأزمة الافغانية تتطلب "جهداً مشتركاً وفهماً صحيحاً للأزمة من قبل المجتمع الدولي".