يصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالملف الأفغاني الأخضر الابراهيمي الى طهران، اليوم، قادماً من الامارات العربية المتحدة، في زيارة هي الأولى لمسؤول دولي منذ تفجرت الأزمة بين ايرانوافغانستان - "طالبان". واعلنت طهران ترحيبها بالزيارة وبالجهود المتوقعة للأمم المتحدة "للجم حركة طالبان ووضعها عند حدها". ورحب الابراهيمي، في تصريحات في ابو ظبي امس، بانضمام منظمة المؤتمر الاسلامي الى جهوده، اذ يرافقه الى طهران وفد منها. وأكد ان مهمته تستهدف "تفعيل جهود انهاء الأزمة التي سيكون لها أبعاد على المنطقة بكاملها"، ودعا حركة "طالبان" الى "العمل على توفير متطلبات انخراطها في المجتمع الدولي بالتحول من حركة اصلاحية الى سلطة سياسية". وشدد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي على أن بلاده تنتظر من حركة "طالبان" ان "تذعن للقوانين الدولية والقرارات الأممية وما أسفرت عنه نتائج اجتماع 6"2" في نيويورك أخيراً، الذي جمع الولاياتالمتحدةوايران وباكستان وروسيا وطاجيكستان وتركمانستان واوزباكستان. ولم يوضح خرازي ما إذا كان كلامه يعني دعوة ايرانية لمعاقبة "طالبان" من خلال اجراءات "قوة"، لكن تحذيراته تتزامن مع انطلاق المرحلة الأولى لمناورات "ذو الفقار 2" على الحدود مع افغانستان بالذخيرة الحية قبل أن تبدأ "المرحلة الأساسية" قريباً. ولم يخف خرازي لدى عودته الى طهران من نيويورك ارتياحه "للعزلة الكاملة التي تطوق طالبان على الصعيد الدولي"، وبدا متباهياً بنتائج المساعي الديبلوماسية التي بذلتها ايران خصوصاً لجهة الحؤول دون أي اعتراف أممي أو دولي بشرعية حركة "طالبان" في افغانستان واجتماع اعضاء الأممالمتحدة على ضرورة ان يعاقب قتلة الديبلوماسيين الايرانيين في مزار شريف. لكن خرازي شدد على أن المجتمع الدولي "ينبغي ان يتخذ خطوات عملية رادعة إذا ما امتنعت حركة طالبان عن الانصياع لقرارات الأممالمتحدة". ورد القائد العام الجديد للجيش الايراني الجنرال علي شهبازي على اتهامات حركة "طالبان" بأن طائرات حربية ايرانية تشارك في هذه المناورات انتهكت المجال الجوي الافغاني، وقال ان "هذه المزاعم والافتراءات سخيفة". وقال الابراهيمي في تصريحات له أمس، عقب مشاورات بدأها بالاجتماع قبل يومين مع رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، ان محادثاته في الامارات كانت "ايجابية ومرضية". وأكد ان الأممالمتحدة "تعتمد على الامارات ودول أخرى لتقديم النصيحة الخيرة لحركة طالبان ودعوتها لمعالجة الأمور بالحسنى". يذكر ان الامارات هي احدى دول ثلاث اعترفت بحكومة "طالبان". وأجرى الابراهيمي في أبو ظبي سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين اماراتيين بهدف استطلاع وجهة نظر الامارات بشأن الوضع المتأزم بين ايرانوافغانستان وتسوية الأزمة الداخلية الأفغانية. واجتمع لهذه الغاية مع الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية وأحمد خليفة السويدي الممثل الشخصي لرئيس دولة الامارات. وأعرب الشيخ سلطان بن زايد عن أمله بأن "تحقق جهود الأممالمتحدة نتائج ايجابية في نزع فتيل الأزمة بين البلدين المسلمين وتسوية الخلافات بينهما بالطرق السلمية والديبلوماسية"