انتقد البرلمان الايراني سياسة الحكومة ومعالجتها للأزمة مع حركة "طالبان"، مؤكداً ان الخيار العسكري لحل هذه الازمة، "لا يزال وارداً" وان كانت الحرب الشاملة مع افغانستان "امر مستبعد". وأشاد البرلمان بالحشود العسكرية الايرانية على الحدود بين البلدين فيما بدأت ايران مناورات وصفت بأنها الاضخم من نوعها في تاريخ الجمهورية الاسلامية. واتجهت الانظار الى نيويورك حيث اجرى الرئيس الايراني محمد خاتمي محادثات مع عدد من القادة المشاركين في اجتماعات الاممالمتحدة. وعلمت "الحياة" ان خاتمي شدد خلال لقاء مع رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري على ان بلاده تتروى في تعاطيها مع الأزمة رغم الضغوط الداخلية. ولمس الحريري "انفتاحاً ايرانياً" على الجهود من اجل حل سلمي. راجع ص 2 وفي مسعى آخر لتخفيف حدة التوتر بين الطرفين، اعلنت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن عزمها على التوسط بين الاطراف المعنية ايران من جهة وباكستان و"طالبان" من جهة اخرى. وقال الناطق باسم الجماعة في عمان جميل ابو بكر ان الجماعة ارسلت رسائل في هذا الشأن الى الرئيس الايراني محمد خاتمي ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. وعلمت "الحياة" ان وفد الجماعة سيصل غداً الخميس الى باكستان للاتصال بحركة "طالبان" الافغانية والبدء في مساعيه الحميدة القاضية بتخفيف حدة التوتر. من جهة اخرى، غاب وزير الخارجية الايراني كمال خرازي عن لقاء وزاري عقد اول من امس في الاممالمتحدة للبحث في الازمة الافغانية. وضم اللقاء ممثلي ثماني دول الى جانب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وناب وكيل وزارة الخارجية جواد لطيف عن خرازي الذي لوحظ غيابه لأنه انعكس سلباً على توقعات بلقاء وزاري اميركي - ايراني، الاول من نوعه على هذا المستوى منذ عشرين عاماً. ووافقت الولاياتالمتحدةوباكستانوايران وروسيا والصين خلال اللقاء على دعم مبادرة الامين العام للامم المتحدة الذي ارسل مبعوثه الخاص السفير الاخضر الابراهيمي في مهمة مشتركة مع منظمة المؤتمر الاسلامي هدفها نزع فتيل التوتر على الحدود الايرانية - الافغانية ومساعدة الافغان في التوصل الى سلام بينهم. في غضون ذلك عقد البرلمان الايراني جلسة مغلقة امس خصصها لبحث الملف الافغاني وناقش النواب التوضيحات التي قدمها وزيرا الدفاع والاستخبارات علي شمخاني وقربان علي دري نجف آبادي ومساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا والمحيط الهادئ محسن امين زادة ومسؤول الملف الافغاني في الخارجية علاء الدين بروجردي. ولم يخف نواب في البرلمان عدم رضاهم على السياسات التي اتبعتها "المؤسسات والاجهزة" الحكومية المعنية بتطورات الملف الافغاني، في اشارة خصوصاً الى وزارة الخارجية. واعتبروا في جلسة غير علنية خصصت لبحث المسألة الافغانية ان "الخيار العسكري احتمال وارد ضد طالبان خصوصاً بعد استشهاد الديبلوماسيين لكنه يظل الخيار الاخير"، ما ينسجم مع رأي الحكومة التي يسعى بعض اركانها الى الغاء الخيار العسكري نهائياً. وفي حديث الى صحيفة "طهران تايمز"، نفى وزير الدفاع الايراني ان يكون الهدف المباشر للمناورات العسكرية الاضخم التي يجريها الجيش النظامي على الحدود مع افغانستان قريباً، هو الاستعداد لشن هجوم او حملات عسكرية على افغانستان. كما نفى وجود نية لدى ايران لاقامة منطقة امنية عازلة بين ايرانوافغانستان داخل الاراضي الافغانية.