} بذأت المعارضة الافغانية باستعداداتها للزحف على كابول ومزار الشريف شمال البلاد بعرض عسكري هو الأول من نوعه في حضور زعمائها في مقدمهم الرئيس الافغاني برهان الدين رباني. وفيما تأكد أن المعارضة غير قادرة على التقدم الا بدعم أميركي مباشر، ذكرت مصادر عسكرية روسية ل"الحياة" أن "تحالف الشمال" فشل في تكتيكه العسكري للاستيلاء على المدن الرئيسة وذلك في موازاة معلومات تقول إنه ربما يوقف عملياته خلال شهر رمضان، في حال لم يحقق تقدماً ملحوظاً قبل الموعد المذكور. جبل سراج أفغانستان، إسلام آباد، بيشاورباكستان، موسكو - "الحياة"، أ ف ب، رويتزر، أ ب - تستعد قوات "تحالف الشمال" الافغانية المعارضة للهجوم على معاقل ل"طالبان"، بحسب ما أعلن أمس وزير دفاع التحالف الجنرال محمد قاسم فهيم لمناسبة مناورات عسكرية. وشارك في المناورات التي بدأت السبت الماضي على بعدحوالي ثمانين كلم شمال كابول نحو الفي رجل مسلح باللباس العسكري و17 دبابة و20 شاحنة مدرعة لنقل الجنود. وقال الجنرال فهيم، بعدما عرض قواته "اننا مستعدون للهجوم إلا أن ذلك رهن باستراتيجيتنا والظروف. ان هذه المناورات تثبت مستوى الاستعداد العالي لقواتنا". وكانت القوة المشاركة في المناورة من القوات الضاربة التي تشكل العمود الفقري في جيش المعارضة، اما القوة الباقية فتضم قرويين. وتوجه الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني الى القوات الضاربة مشيداً بأحمد شاه مسعود القائد العسكري الذي اغتيل في التاسع من أيلول سبتمبر الماضي. وقال للجنود الذين كان يحمل بعضهم صورًا لمسعود "يجب ألا ننسى مقاومته". واعتبر رباني أن مقاتلي المعارضة وحدهم يمكنهم الانتصار على "طالبان". وقال مشيرًا الى تدخل القوات الاميركية المحتمل ضد طالبان "في حال لم تنتصروا عليهم لن يستطيع أحد من القيام بذلك لان لديكم الخبرة التي لا يملكها أي أجنبي". وأوضح: "سقط العديد من القتلى والجرحى لكنكم دافعتم عن بلادكم ببسالة"، وأضاف: "انتم من دافع عن افغانستان ضد الارهاب وضد أسامة بن لادن في العامين الماضيين...والان العالم بأسره يعلم أنكم حاربتم هذا الارهاب والعالم كله يراقب أفغانستان..آمل أن تتمكنوا قريبًا من تخليص أفغانستان كلها من هذا الارهاب" وخلال العرض القت قاذفة "بي - 52" الاميركية حلقت فوق سهل شومالي، أربع قنابل على الاقل على قرية تقع على خط الجبهة الذي تسيطر عليه "طالبان". وقال الجنرال باسم الله خان لرجاله مشيراً الى الطائرات الأميركية: "مع هذه القوات إننا مستعدون للهجوم". وأضاف متوجهًا الى القادة السياسيين: "فور إصداركم الاوامر إننا مستعدون للتضحية بحياتنا". وعلى الارض كل شيء يدل على أن المعارضة عير مستعدة للهجوم. ويؤكد قادتها وقواتها على مواقع خطوط الجبهة أنهم لا يملكون الاسلحة والمعدات الكافية. وبحسب التقديرات يمكن للمعارضة أن تواجه رجال "طالبان" الستة الاف على طول خطة الجبهة شمال كابول بأربعة الاف عنصر فقط. وعلى رغم حشود المعارضة، أكدت مصادر عسكرية روسية أن قوات التحالف أخفقت في تطوير تكتيك هجومها على كابول ومزار الشريف، فيما ذكر مسؤول في التحالف أن العمليات سوف تتوقف في شهر رمضان إذا لم يتسن الاستيلاء على المدينتين. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر عسكرية في دوشانبه أن قوات التحالف لم تفلح في استثمار الغارات الجوية الأميركية لتطوير الهجوم البري و"كسر" المقاومة حول كابول ومزار الشريف، وذكرت أن الشماليين اضطروا الى الانتقال الى الدفاع في عدد من القطاعات. إلا أن ودود قدولي الملحق العسكري في السفارة الأفغانية حكومة برهان الدين رباني في دوشانبه قال: "ان القصف الاميركي تم بناءً على معلومات استطلاعية قدّمها التحالف، ولذا فإن الغارات كانت ذات مردود عال، يقرب موعد العملية البرية". وزاد "إن قيادة التحالف تنوي الاستيلاء على كابول ومزار الشريف قبل رمضان"، ولكنه ذكر ان العمليات ستتوقف في شهر الصوم ان لم تسقط المدينتان. وهذا التصريح يناقض ما أعلن سابقاً لجهة مواصلة القتال في رمضان. الى ذلك، أعلن القائد العسكري للمعارضة في المنفى القائد حجي محمد ضمان أنه مستعد لشن هجوم شرق أفغانستان وان الدعم الدولي الضروري لذلك غير متوافر. وصرح ضمان للصحافيين قرب بيشاور: "يمكننا تحرير شرق أفغانستان وإقاليم ننغرهار ولقمان وكونار لقاء ثمن ستة صواريخ بعيدة المدى". واعتبر أن الغارات الجوية وحدها لن تطيح نظام طالبان وأن "الحل الوحيد" العمل العسكري للمقاتلين الافغان على الارض بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة. وينتمي ضمان وهو من البشتون، الى التيار الملكي التقليدي في المعارضة الافغانية. وفي إسلام آباد، يجري مسؤول كبير من المعارضة الافغانية في المنفى محادثات تتناول المستقبل السياسي في أفغانستان ، على ما أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية. ووصل عبد الصمد حميد نائب رئيس الوزراء في ظل حكم الملك السابق محمد ظاهر شاه السبت الماضي الى باكستان لاجراء محادثات مع السلطات الباكستانية ومسؤولين في المعارضة الافغانية. وقال الناطق باسم الخارجية الباكستانية عزيز محمد خان إن الهدف من الزيارة "المساعدة على إيجاد حل" للازمة في أفغانستان. ومن المنتظر أن يلتقي حميد أيضًا بير جيلاني زعيم الائتلاف المعتدل للجبهة الوطنية الاسلامية في أفغانستان المؤيد لعودة ظاهر شاه الى الحكم.