تواصل القتال أمس بين حركة "طالبان" و"تحالف الشمال" المعارض للسيطرة على اقليم قبرق على حوالى 70 كيلومتراً جنوب مزار الشريف، فيما حطت طائرة للمعارضة للمرة الأولى في مطار جويد في شرقات شمال شرقي سهل شومالي. وخطا التحالف خطوة في اتجاه تشكيل "مجلس الوحدة الوطنية"، بحسب اتفاق مع الملك السابق محمد ظاهر شاه، عبر تسمية 60 ممثلاً له في المجلس الذي يضم 120 عضواً. قلبهار، كابول - أ ف ب، رويترز - هبطت طائرة للمعارضة الأفغانية، للمرة الأولى أمس في مطار جديد أنجز بمساعدة الولاياتالمتحدة في شرقات شمال كابول. وأفادت وكالة "فرانس برس" ان الطائرة، وهي بيضاء اللون ذات مروحيتين، هبطت قبيل الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، وأقلعت منه بعد عشر دقائق تقريباً. ولم يتسن حتى الآن التأكد من طراز الطائرة التي شوهدت من على بعد كيلومترات والتي كانت تشبه طائرة من طراز "اي.اي-32" من صنع روسي - اوكراني والتي تملك منها المعارضة نموذجاً واحداً. ويقع مطار شرقات شمال شرقي سهل شومالي على مدخل سهل بانشير على بعد ثمانين كلم شمال كابول وعلى بعد حوالى ثلاثين كلم من الخطوط الامامية للجبهة مع "طالبان". وقال مسؤول في "تحالف الشمال" المعارض ان بناء مدرج المطار بدأ قبل اكثر من شهر بمساعدة خبراء اميركيين، موضحاً ان طوله يبلغ 500 متر وقد انتهى بناؤه تقريبا باستثناء مدرج اضافي يبلغ طوله 200 متر. ومن المتوقع ان يستقبل المدرج على المدى المنظور طائرات شحن تنقل المساعدات الانسانية والعتاد العسكري من طراز "هيركوليس سي-130" و"انطونوف" بحسب مسؤولين في التحالف وخبراء عسكريين. ويوجد جزء كبير من قوات التحالف معزولا في مواجهة "طالبان" على طول الجبهة التي تبعد عن كابول خمسين كلم شمالاً. ولم يكن لهذه القوات حتى الآن سوى معبر واحد في منطقة جبلية سقطت عليها الثلوج منذ وقت قصير وبعض مروحيات من "طراز ام.اي-8". وعلى صعيد المواجهة العسكرية، أعلن ناطق باسم المعارضة ان معارك عنيفة تواصلت أمس للسيطرة على اقليم قبرق شمالاً والذي استعادت "طالبان" السيطرة على قسم منه. وقال قره قدرة الله الناطق باسم التحالف: "حصلت معركة عنيفة استمرت 12 ساعة تمكنت حركة طالبان في نهايتها من السيطرة على القسم الشرقي من قبرق الا اننا نستعد لشن هجوم مضاد". ويقع الاقليم على بعد سبعين كلم جنوب مدينة مزار الشريف الاستراتيجية وهو يشهد معارك ضارية منذ السبت الماضي، عندما أعلن كل من الطرفين السيطرة عليه. وتسعى المعارضة الى استعادة الاقليم من أجل التقدم نحو مزار الشريف. في موازاة ذلك، اعلن سيد حسين انوري ممثل قبائل الهزارة في جبهة المعارضة ان الأخيرة اختارت الاعضاء ال60 الذين سيمثلونها في "مجلس الوحدة الوطنية" الذي اتفق على تشكيله مع الملك السابق محمد ظاهر شاه الذي سيتولى اختيار الأعضاء ال60 الآخرين. ونقلت وكالة "رويترز" عن انوري: "عقدنا عزمنا في "تحالف الشمال" في ما يتعلق بالمرشحين الستين... هناك البشتون والاوزبك والطاجيك والهزارة... أي الجميع سيتمثلون في المجلس". لكنه رفض ان يذكر من تضمنتهم القائمة، لكن ناطقاً ذكر ان التحالف اقترح ان يكون الأعضاء 15 من البشتون و15 من الاوزبك والهزارة الشيعة و30 من الطاجيك والجماعات الأخرى. ووضع انوري القائمة النهائية، خلال اجتماع، أول من أمس، بالتعاون مع وزير الداخلية في "تحالف الشمال" محمد يونس قانوني وممثل البشتون حاج قدير شقيق زعيم المجاهدين عبدالحق الذي اعدمته "طالبان" الاسبوع الماضي. وكان من المقرر أن يوافق على القائمة أمس اجتماع يضم الرئيس المخلوع برهان الدين رباني ووزير الدفاع في التحالف الجنرال محمد فهيم، وأن يتفق التحالف وممثلون عن الملك السابق على القائمة النهائية لأعضاء المجلس ال120 في اجتماع في أنقرة قبل أيام، لكنه ارجئ بسبب اعدام القائد عبدالحق.