} تستعد المعارضة الأفغانية المتمثلة بتحالف الشمال الذي يضم فصائل تمثل العرقيات الأفغانية من باشتون وطاجيك وأوزبك وهزارة شيعة لاستعادة السلطة مجدداً في البلاد بعد خمس سنوات من حكم حركة "طلاب الفقه" طالبان وأعضاؤها من عرقية الباشتون التي يشكل أفرادها أقل من 35 في المئة من عدد سكان أفغانستان. وعلى رغم مرور يوم كامل على الغارات الأميركية والبريطانية على "طالبان"، فإن المعارضة لم تحرز تقدماً ميدانياً ملحوظاً سوى سيطرتها على مطار وسط البلاد. لكن وزير خارجية التحالف عبدالله عبدالله أكد ان الزحف في اتجاه كابول لن يكون فورياً، وتوقع حصوله في غضون اسبوع، مشيراً الى ان "طالبان" فقدت السيطرة على الوضع. جبل السراج أفغانستان، إسلام آباد، كابول - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلن تحالف الشمال المعارض انه سيشن هجوماً واسعاً على العاصمة كابول في غضون اسبوع، مستبعداً اي تحرك فوري في اتجاهها. وقال وزير خارجية التحالف الدكتور عبدالله عبدالله: "ان حركة طالبان بدأت تفقد السيطرة على الوضع"، مشيراً الى "ان غارات الولاياتالمتحدة وبريطانيا ليل أول من أمس لم تكن سوى بداية للحملة". وتابع ان التحالف "سينسق الجهود العسكرية والاستراتيجية والتكتيكية بموجب الضربات الاميركية، حيث تتمكن قواتنا من اغتنام تدمير قواعد كبرى بين خطوطنا وكابول، لاحراز تقدم". وتبادلت قوات المعارضة الافغانية النيران مع قوات حركة "طالبان" عند خط المواجهة شمال كابول أمس، بعد سماع انباء الهجمات الاميركية والبريطانية. وشوهدت طوال الليل تقريباً بعد بدء الهجمات أضواء قوافل "طالبان" وهي تتحرك خارج العاصمة صوب خط المواجهة، وسط نيران مدافع "هاوتزر" التي يستخدمها مقاتلو التحالف. ويسمع دوي القذائف التي يطلقها التحالف كل عشر دقائق تقريباً من قرية توبدارا التي تشرف على السهول الممتدة حتى كابول. وواصلت القوات القصف عند الفجر وردت "طالبان". ودوت أصوات نيران المدفعية في سهل شومالي على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال ساري سيد. وقال ملا رازق القائد المحلي عند خط المواجهة عند ساري سيد: "رأينا مئات من عربات طالبان تغادر كابول ولذلك فاننا نطلق النيران الآن عليها وهم يطلقون النيران علينا". واشار الى انه لم يتلق تعليمات جديدة بالتقدم. واعلن الناطق باسم المعارضة محمد اشرف نديم ان قائد تحالف الشمال الجنرال عبدالقاسم فهيم أمر قواته بالاستعداد لشن هجوم بري على المدن التي تسيطر عليها "طالبان". وقال نديم في اتصال هاتفي معه من منطقة سامنغان حيث تحاول المعارضة السيطرة على مدينة مزار الشريف: "اننا ننتظر اوامر الجنرال فهيم. الجبهة الموحدة تسمية اخرى لتحالف الشمال تحاول قطع الطريق على طالبان على جميع الجبهات". وقال نديم: "ان أحد الاهداف الرئيسية في الايام المقبلة سيكون قطع الطريق بين كابول ومزار الشريف لقطع خطوط التموين". وأضاف ان "عشرات" المروحيات الاميركية أغارت على مطار مزار الشريف عاصمة اقليم بلخ. وأكد التحالف استيلاءه على مطار شاغشاران عاصمة اقليم غور الوسط الغربي في افغانستان. وقال نديم ان المطار تعرض للهجوم من الشمال والغرب وتم الاستيلاء عليه سريعاً بعد استسلام حوالى 300 من مقاتلي "طالبان". وأوضح: "لم نضطر الى خوض معركة، اذ استسلم قادة طالبان قبل بدء اي مواجهات عنيفة". وطالب أحد قادة قوات المعارضة حاج يلمظ واشنطن بقصف مواقع طالبان على خط الجبهة شمال كابول مباشرة. وقال: "عليهم ان يقصفوا خطوط الجبهات لان عناصر طالبان لم يعودوا في كابول، كما انهم ليسوا في قواعدهم". وأضاف: "لا يمكن للولايات المتحدة الاعتماد على القصف وحده، انها في حاجة الى قواتنا ايضاً". وكانت "طالبان" طردت القوات التي تشكل تحالف الشمال من كابول في ايلول سبتمبر 1996. وافادت قوات المعارضة انها أجلت اربعة آلاف مدني عن قطاع خط الجبهة ووضعتهم بمأمن من الضربات الاميركية. وتسيطر هذه القوات على حوالى 10 في المئة من الاراضي الافغانية لكنها تلقت وعوداً بالحصول على مساعدات خارجية بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول على الولاياتالمتحدة. وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان قتالاً اندلع بين قوات "طالبان" ومجموعة من الافغان في بلدة زارانج الواقعة عند الحدود الغربية لأفغانستان التي تلتقي فيها مع ايران وباكستان. وقالت الوكالة نقلاً عن مصادر افغانية ان نحو 150 افغانياً قرروا الاستيلاء على البلدة. واعلن احد مسؤولي "حزب الوحدة" الشيعي ان مدينة باميان وسط افغانستان حيث كانت تماثيل بوذا العملاقة التي دمرها طالبان "ستحرر هذا المساء" امس. وقال الناطق باسم الحزب في طهران قلم حسين ناصري "ان قواتنا حاليا على بعد عدة كيلومترات من باميان". واضاف ناصري "اننا نتقدم تحت امرة قائدنا". ويقيم العديد من الشيعة في باميان حيث دمرت حركة "طالبان" مطلع العام تماثيل ضخمة لبوذا مما اثار موجة من الامتعاض في العالم بما فيه ايران. ويعتبر الكثير من المحللين ان ميليشيا "طالبان" لن تتمكن من خوض المعركة طويلاً على جبهات عدة وقد تنهار بسرعة ان استولت المعارضة على مدن كبرى. غير ان الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف أعلن في اسلام اباد انه يرفض سيطرة تحالف الشمال على حكومة مقبلة في افغانستان، اذ يرى ان الفوضى التي سادت افغانستان بين عامي 1992 و1996 كانت بسبب الخلافات بين الفصائل الافغانية، ربما تعود وتعم البلاد من جديد.