قال الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للاستخبارات العامة السعودية ان حركة "طالبان" تعهدت للسعودية منع اسامة بن لادن من ممارسة اي نشاط او قول يسيء اليها، لكن زعيم "القاعدة" خالف هذا التعهد. وكشف الأمير تركي في مقابلة مع "تلفزيون الشرق الاوسط" ام بي سي امس انه زار في حزيران يونيو 1998 قندهار حيث التقى زعيم الحركة الملا محمد عمر الذي وافق على تسليم "المذكور"، كما حرص على تسميته، الى المملكة. لكنه طلب اولاً تشكيل لجنة مشتركة من البلدين من اجل ذلك. واضاف الأمير تركي انه عاد الى المملكة وأبلغ الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بموافقة الملا عمر على تسليم بن لادن. كذلك زار المملكة بعد مدة موفد للحركة، هو وزير خارجيتها اليوم الملا متوكل وكرر موافقة الملا عمر على تسليم بن لادن… ولكن في هذه الفترة، في آب اغسطس 1998 حصل تفجير السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا. وقال الأمير تركي ان السلطات الباكستانية اعتقلت مشبوهاً فاعترف بأنه من اعوان زعيم "القاعدة" وان بن لادن وافق على خطط تفجير السفارتين وأيّدها واعطى ارشادات. واضاف المسؤول السعودي السابق انه توجه، بعد شهر، في ايلول سبتمبر الى قندهار والتقى الملا عمر، "وليتني لم أذهب"، مشيراً الى ان الملا تفوّه بكلام نابي ضد المملكة وبدأ يتحدث بأفكار شبيهة بأفكار بن لادن وما ينشر "فقطعت الزيارة وقلت له انه سيندم"! ووصف قرارات الملا عمر بأنها "عشوائية" وهو "يعاند في عدم الرجوع عنها"، مشيراً الى قرار منع تعليم النساء. وكان منع تعليم الرجال بحجة عدم وجود امكنة للمدارس وعندما توافرت الابنية أصرّ على منع تعليم البنات. ورداً على سؤال من يسيطر على الآخر، بن لادن او الملا عمر، أجاب: "هناك توافق فكري بين الاثنين"، مشيراً الى ان "كلام الملا عمر امامي كان الكلام نفسه الذي ينشره المذكور". ولم يبدِ الأمير تركي تخوفاً على الوضع في باكستان، معتبراً ان التظاهرات "حالات عاطفية"، ففي البداية "هناك زخم في العواطف وتصعيد لها وتخطٍ لبعض الحدود الامنية… لكن هذه العواطف تعود وتستكين". ورأى ان الشارع الباكستاني "تسيّره" الاحزاب الاصولية "التي تمتطي الاسلام… لكنها لا تمثّل اكثر من عشرة في المئة من الشعب الباكستاني". واوضح ان سبب غضبه على بن لادن مردّه الى "تبجحه بقدرته على قتل ابرياء وبتوعده بالمزيد" ووصف اعتداءات 11 ايلول بأنها "عمل اجرامي بكل المعايير". وقال ان طموحات بن لادن "محاربة العالم كله". وفي رد على سؤال بشأن تحمل السعودية المسؤولية عن الاعمال الارهابية التي حصلت في الولاياتالمتحدة، كون عدد من المنفّذين سعوديين بحسب السلطات الاميركية، نفى الأمير تركي مسؤولية المملكة، وقال ان هناك "اكثر من 200 منظمة ارهابية في الولاياتالمتحدة".