رفض زعيم "طالبان" ملا محمد عمر الرضوخ للضغوط الدولية والعقوبات التي يعتزم مجلس الأمن فرضها على حركته ما لم تسلم أسامة بن لادن بحلول الرابع عشر من الشهر المقبل. وقال في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" في مقر اقامته في قندهار إن "العقوبات الدولية على الإمارة الإسلامية غير مشروعة وظالمة. وهذا القرار جاء بسبب النفوذ الذي مارسته الولاياتالمتحدة على مجلس الأمن". وجدد رفضه تسليم ابن لادن الى اميركا قائلاً إن الاخير "مسلم ، جاهد في أفغانستان ضد الشيوعيين وتسليمه بالنسبة الينا صعب جداً كصعوبة تركنا ركناً من أركان ديننا". لكن عمر تعهد عدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية منطلقاً لأعمال إرهابية ضد الآخرين، ودعا إلى إجراء حوار من أجل حل المسألة، طارحاً "تشكيل لجنة من علماء أفغانستان و المملكة العربية السعودية للنظر في قضيته". و نفى أن يكون وجود ابن لادن سبباً لعدم الإعتراف الدولي بحكومته، كما نفى تعرّض ابن لادن لأي محاولة اغتيال. واضاف: "ابن لادن كان موجوداً في أفغانستان قبل مجيء طالبان، لذا فلا أعتقد أن وجوده يمنع العالم من الإعتراف بنا". ورأى أن العقوبات التي من المقرر فرضها على أفغانستان طالبان، ستمسّ بشكل مباشر الشعب الأفغاني الذي يعاني أصلاً مثل هذه العقوبات منذ عشرين عاماً بسبب استمرار الحرب و القتال على أرضه. ولم يخف زعيم "طالبان" تأييده الضمني للإنقلابيين الباكستانيين. واكتفى بالقول: "إنها مسألة باكستانية داخلية ونتمنى أن تكون لمصلحة الشعب الباكستاني. وهذا التغيير كان رداً على التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية الباكستانية". و كشف زعيم الحركة أن حكومة نواز شريف طالبته بتسليم باكستانيين مطلوبين لإسلام آباد في أعمال قتل طائفية اخيراً، لكن "قلنا لهم لا نسمح بأن يستخدم أي طرف أو شخص الأرض الأفغانية منطلقاً لنشاطات إرهابية. ونحن نريد السلام في كل أرجاء العالم. وطمأنّا باكستان الى أن أفغانستان لن تُستخدم منطلقاً لنشاطات ضدها".