يلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك يوم الثلثاء المقبل في واشنطن نظيره الأميركي جورج بوش، ثم ينتقل إلى نيويورك حيث يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، في سياق الاتصالات المكثفة التي يقوم بها حول الوضع في أفغانستان ومكافحة الإرهاب. ويسبق اللقاء بين شيراك وبوش، اجتماع ثلاثي في مقر رئاسة الحكومة البريطانية ويضم شيراك ورئيس الحكومة البريطاني توني بلير والمستشار الألماني غيرارد شرودر، مساء غد الأحد. ويهدف هذا الاجتماع إلى تقويم نتائج جولتي كل من بلير وشرودر إلى الشرق الأوسط وباكستان عشية لقاء شيراك مع أنان وبوش، وقبيل استقباله لرئيس وزراء باكستان برويز مشرف في باريس الأربعاء المقبل ونائب الرئيس الصيني بعد غد الاثنين. وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية ل"الحياة" إن للجميع مصلحة أساسية في نجاح عملية تدمير منظمة "القاعدة" واسامة بن لادن، ضمن التحالف المناهض للإرهاب. واعتبرت المصادر أن الضربات العسكرية تشكل جزءاً من العمل على تحقيق هذا الهدف، وأنها ضرورية، لتجنب تكرار الأعمال الارهابية، وان فرنسا لا تميز نفسها عن هذا الهدف. وتابعت ان مكافحة الإرهاب تتطلب أيضاً نمطاً آخر من العمل، يقضي بتزامن الضربات العسكرية مع العمل الديبلوماسي لضمان النجاح. وأشارت المصادر إلى أنه ينبغي بذل المزيد من الجهد للحؤول دون تعرض دول مثل الهندوباكستان لمخاطر اضطرابات داخلية. وقالت إنه لا بد من العمل مع الأممالمتحدة والأطراف الأفغانية، لإعداد حل انتقالي يعتمد بعد رحيل "طالبان"، وان هذا الأمر لا يمكن أن يكون موجهاً ضد باكستان ولا ضد روسيا أو إيران. وأضافت انه ينبغي السعي إلى تمكين هذه الأطراف المختلفة من العمل معاً، ودعم مساعي مبعوث الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي التي تدعمها فرنسا وتشجع المجتمع الدولي على دعمها. وترى باريس انه من الضروري أن يقوم في كابول نظام مستقبلي يمثل مكونات الشعب الأفغاني كافة، ولا بد من العمل على ذلك منذ الآن، خصوصاً أن هذا العامل يساعد على تفكيك الشبكات والحلول لكل نظام "طالبان". وتعتبر المصادر الفرنسية ان نجاح مهمة اسقاط نظام "طالبان" يتطلب العمل فوراً على الإعداد لبديل له، لأن هذا على الدرجة نفسها من الأهمية مثله مثل الضربات العسكرية. وتشدد على أن المساعي الديبلوماسية يجب أن تترافق مع جهود لتسوية الوضع في الشرق الأوسط الذي لم يعد مشكلة اقليمية وإنما عالمية في ضوء التوترات القائمة وفي غياب الافق السياسي، مما يؤدي إلى تغذية التطرف والإرهاب. وتقول المصادر إن من المهم بذل المزيد من الجهد مع الولاياتالمتحدة، لحمل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على التحرك، باعتبار أنهما ليسا المعنيين الوحيدين بالأزمة، بل العالم أيضاً. وتنبه إلى أن اتجاه الوضع نحو المزيد من التأزم والتدهور، يؤدي إلى مكاسب لبن لادن. كل ذلك سيعرضه شيراك على بوش في واشنطن، انطلاقاً من أن فرنسا حليف متطلب، لكنه أيضاً صديق موثوق، فهي تساهم بشكل محدود على الصعيد العسكري، لكنها وأوروبا قادرتان على لعب دور اضافي استناداً إلى علاقاتهما بالعالم العربي والإسلامي.