عبرت الخرطوم عن خيبة أملها من قرار الرئيس جورج بوش تمديد العقوبات الاميركية المفروضة على السودان منذ العام 1997، وانتقدت القرار، فيما نفى وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل بشدة ان تكون حكومته عرضت عام 1996 تسليم اسامة بن لادن الى الولاياتالمتحدة، عندما كان مقيماً في السودان. وكان بوش قرر في وقت متقدم ليل الخميس - الجمعة تمديد العقوبات على السودان سنة اضافية، مبرراً ذلك ب"قلقه المستمر على أوضاع حقوق الانسان ودعم السودان الارهاب". وافاد بيان رئاسي اميركي ان الرئيس السابق بيل كلينتون قرر فرض تلك العقوبات بسبب سوابق تتعلق بالارهاب و"الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان، والتي تصل الى حد العبودية وتقييد الحريات الدينية والسياسية". وتشمل العقوبات حظر التعامل التجاري مع السودان ووقف استيراد سلع منه، واستثني لاحقاً الصمغ العربي بعد ضغوط من شركات الأدوية والمياه الغازية التي تستخدم هذا الصمغ. كما شملت العقوبات حظر تصدير بضائع اميركية الى السودان، ثم استثنت واشنطن المواد الانسانية. ووافقت الولاياتالمتحدة نهاية ايلول سبتمبر الماضي على رفع العقوبات الدولية المفروضة على السودان منذ العام 1996، على خلفية محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس ابابا. وامتنعت الولاياتالمتحدة عن التصويت في مجلس الأمن على تلك العقوبات، مما اعتبر بادرة حسن نية لتسوية الخلافات مع السودان، خصوصاً بعدما أمضى فريق أمني اميركي في الخرطوم 15 شهراً للتحقق من اتهامات في شأن الارهاب. الى ذلك، انتقد الوزير مصطفى عثمان اسماعيل قرار بوش، وقال للصحافيين امس ان القرار "جانبه التوفيق"، لكنه اكد ان الحوار بين الجانبين لن يتوقف، موضحاً ان حكومته ستسعى الى اقناع الرأي العام الاميركي بأن تمديد العقوبات لا يصب في مصلحة علاقات البلدين. وزاد ان الخرطوم اشترطت في الحوار مع واشنطن التزام الادارة الاميركية "الحياد" ورفع العقوبات لتطبيع العلاقات، وطالب الولاياتالمتحدة برفع اسم السودان عن اللائحة الاميركية للارهاب، والغاء قرار تجميد حقوقه المالية لدى المصارف الاميركية. وحض ادارة بوش على مراجعة موقفها لاثبات الحياد كي تستطيع ان تلعب دوراً ايجابياً في انهاء الحرب الاهلية في بلاده واقرار الوفاق والسلام. الى ذلك، نفى الوزير نفياً قاطعاً ان تكون الخرطوم عرضت على الولاياتالمتحدة تسليمها اسامة بن لادن. وأكد في بيان صحافي تلقته "الحياة" ان الخرطوم لم تجر اي اتصال لتسليم بن لادن الى الولاياتالمتحدة أو اي دولة اخرى.