كشفت الخرطوم امس ان من بين مهمات الفريق الامني الاميركي التحقق من ايواء السودان عناصر تنتمي الى اسامة بن لادن الذي تتهمه واشنطن بتفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام عام 1998. واشارت مصادر ديبلوماسية سودانية الى سعي مصري الى ترتيب لقاء سوداني - اميركي رفيع المستوى للحصول على تأييد اميركي لرفع العقوبات المفروضة على السودان منذ 1996. ولم ينف وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان او يؤكد اتهامات مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي ابراهيم السنوسي بأن مهمة الفريق الاميركي جمع معلومات عن الجماعات الاسلامية في البلاد، وقال ان هذا الفريق الاميركي جاء للتحقق من "ادعاءات واشنطن بأن السودان يؤوي الارهاب". واضاف عثمان ان بين مهمات الفريق الاميركي ايضاً التحقق من "مزاعم اميركية بوجود عناصر تنتمي الى اسامة بن لادن في السودان"، واكد ان ابن لادن غادر الخرطوم منذ العام 1996 ولم يعد له وجود في السودان. ونفى الوزير مجدداً ان يكون السودان يعد لانتاج صواريخ "سكود" بتمويل من العراق ومساعدة من كوريا الشمالية، ووصف الاتهامات الاميركية في هذا الصدد بأنها "غير دقيقة"، وتأتي في سياق الحملة الانتخابية للرئاسة في اميركا. وحذّر واشنطن من ان تكون معلوماتها في هذا الشأن شبيهة بالمعلومات التي دفعتها الى قصف "مصنع الشفاء" للادوية عام 1998 زاعمة انه ينتج اسلحة كيماوية "وتأكد لها لاحقاً انها ارتكبت عملاً خاطئاً بناء على معلومات ضعيفة ومضللة". وكانت شبكة "اي بي سي" التلفزيونية الاميركية بثت تقريراً عن الاتهامات الاميركية للسودان بالاعداد لانتاج صواريخ "سكود" وذكرت ان واشنطن حصلت على معلومات عن مصنع للسلاح في السودان قبل 11 شهراً، وان بغداد انفقت عليه 450 مليون دولار، ويديره خبراء من كوريا الشمالية، وسيبدأ اعتباراً من بداية العام المقبل انتاج 15 صاروخ "سكود" شهرياً. من جهة اخرى قال سفير السودان في القاهرة احمد عبدالحليم ان الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد اكد تأييد الجامعة حق السودان في عضوية مجلس الامن الدولي وفق قرار القمة الافريقية الاخيرة التي انعقدت في حزيران يونيو الماضي في لومي، ومساندتها طلب السودان رفع العقوبات الدولية المفروضة علىه منذ 1996 لاتهامه بإيواء مشاركين في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا عام 1995. الى ذلك، اشارت مصادر في الخارجية السودانية الى جهود عربية تقودها مصر لعقد لقاء بين الرئيس عمر البشير ومسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك التي تبدأ الشهر المقبل. ولم تستبعد ان يبحث الرئيس حسني مبارك مع البشير، الذي يتوقف بالقاهرة في طريقه الى نيويورك في المساعي المصرية لعقد اللقاء السوداني - الاميركي الذي يستهدف فتح حوار مباشر مع واشنطن لتسوية الخلافات معها، واقناعها بعدم معارضة رفع العقوبات الدولية المفروضة على السودان التي يناقشها مجلس الامن في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.