شيع نحو خمسة آلاف فلسطيني في غزة أمس جثمان الشهيد اسامة حلّس 26 عاما من حي الشجاعية، ودعوا الى الانتقام لدماء الشهداء، كما طالبوا باستمرار الانتفاضة ومواصلة تنفيذ العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلية والمستوطنين. وكان حلس استشهد في ساعة متقدمة من ليل الثلثاء - الأربعاء جنوب قطاع غزة في أعقاب هجوم شنه على باص كان يقل مستوطنين قرب مفترق المطاحن المؤدي الى تجمع مستوطنات "غوش قطيف" قرب خان يونس. واطلق حلس النار على الركاب من سلاح "كلاشنيكوف" ما ادى الي مقتل مستوطنة وجرح آخرين قبل ان يباغته جنود الاحتلال ويطلقوا النار عليه ويردونه. واعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في بيان مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة الى ان حلس "اشترى سلاحه من ماله الخاص ونذر نفسه للشهادة منذ اشهر". من جانبها، دانت القيادة الفلسطينية الهجوم، مشيرة في بيان الى انها "اصدرت تعليمات صارمة الى اجهزة الامن لملاحقة مدبري العمليتين في العفولة وغوش قطيف وتقديمهم للعدالة، خصوصا انهم اخترقوا وقف النار". وفي اعقاب الهجوم، أعلنت قوات الاحتلال حال الاستنفار القصوى في المنطقة التي ينتشر فيها عدد كبير من المستوطنات، واغلقت الطريق الرئيسية الوحيدة التي يسلكها الفلسطينيون في تنقلاتهم بين شمال قطاع غزةوجنوبه قبل ان تعيد فتحها لاحقاً. وقال شهود ل"الحياة" ان دبابات وآليات عسكرية اسرائيلية وصلت الى مكان الهجوم اضافة الى عدد من سيارات الاسعاف التي اخلت الجرحى، كما حلقت طائرات مروحية في سماء المنطقة. واضافوا ان الدبابات توغلت عشرات الامتار في بلدة القرارة شمال خان يونس وباشرت باطلاق النار في كل الاتجاهات. من جهة اخرى، أكد شهود لوكالة "فرانس برس" ان مستوطناً دهس عمداً مسناً فلسطينياً وقتله أمس عند أحد مداخل مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وتوفي ابراهيم يوسف حنني 80 عاماً من قرية بيت فوريك المجاورة فور صدمه بسيارة مستوطن بينما كان يغادر احد حواجز الجيش. وقال ناهي حنني 30 عاماً انه وصديقه قصي مليطات 25 عاماً كانا يسيران امام الرجل عندما لاحظا سيارة المستوطن تعبر "بسرعة كبيرة صوبهما". واضاف: "تمكنا من الافلات لكن السيارة ضربت حنني الذي كان يسير خلفنا مباشرة فتوفي فوراً". وقال الشاهد ان الجنود المرابطين في المكان اوقفوا المستوطن ونقلوه في سيارة جيب عسكرية، مضيفاً ان المستوطن "معروف في المنطقة بمضايقاته المستمرة للسائقين". الى ذلك، نصبت مجموعة من المستوطنين خيمة كبيرة قرب بلدة سنجل شمال رام الله بعد هجوم نفذه فلسطينيون في المنطقة وأدى الى اصابة صيني يعمل في مستوطنات مجاورة مساء اول من امس. وقال المسؤول عن المستوطنين غادي بن زيمرا: "سنبقى في هذه الخيمة الى ان يقيم الجيش الاسرائيلي مركز مراقبة دائم لتفادي وقوع هجمات جديدة". واوضح انها مبادرة من سكان مستوطنة "معالي ليفونا" المجاورة الذين يتعين عليهم للعودة سلوك طريق قريب من سنجل.