سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحزاب نصحت بعدم التصعيد احتجاجاً على انتهاك حرمة "العلوم"... وأهالي الطلاب خافوا من اعتقالات . لبنان : إضراب في "اليسوعية" واعتصام في "الأميركية" جامعات خاصة وطلاب في "اللبنانية"و"العربية" تضامنوا
نفّذت جامعة القديس يوسف اليسوعية إضراباً شاملاً في كلياتها وإداراتها، وتضامنت معها جامعات الأنطونية والكسليك وسيدة اللويزة. وتراوح التضامن في الفروع الثانية للجامعة اللبنانية بين الإضراب الكلي او لمدة ساعة فرع كلية الهندسة. وحتى لا يتخذ التحرك الطابع الطائفي، شهدت الجامعة الأميركية في بيروت اعتصاماً طالبياً شاركت فيه الأحزاب والتيارات باستثناء "حركة أمل" و"حزب الله" والحزب السوري القومي الاجتماعي، كما نفذ اعتصام في الفرع الأول لمعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية واللافت فيه مشاركة طلاب من جامعة بيروت العربية، كما نفذ اعتصام في جامعة البلمند شمال لبنان. جاء الإضراب السلمي على خلفية دخول القوى الأمنية ليل الأربعاء الماضي الى حرم الجامعة اليسوعية وانتزاع اعلام لبنانية أطرت باللون الأسود أعدّها الطلاب لإحياء ذكرى استقلال لبنان في اليوم التالي. وكان الدخول الأمني الى الجامعة تم من دون اذن ادارتها ما دفعها الى اعلان الإضراب، وهي المرة الأولى التي تقدم فيها ادارة الجامعة على تحرك احتجاجي من هذا النوع. واكتفت ادارة اليسوعية بإقفال الأبواب الخارجية لكلياتها ومبانيها، وعلّقت بياناً باللغتين العربية والفرنسية يعلن "الإضراب العام في جميع فروع الجامعة احتجاجاً على انتهاك حرم العلوم والتكنولوجيا في مار روكز من قبل عناصر أمنية عشية عيد الاستقلال في 21 تشرين الثاني نوفمبر 2001". وامتنع رئىس الجامعة الأب سليم عبو عن الإجابة على اي استفسار او الإدلاء بموقف. وارتأت المجموعات الطالبية بما فيها "تيار المستقبل" وحزب الكتائب في الجامعة الأميركية وبإيعاز من قياداتها تنفيذ اعتصام في حرم الجامعة "كي لا يبدو التحرك محصوراً بطائفة او منطقة معينة". وتحت شعار الاحتجاج على قمع الحريات اجتمعت هذه المجموعات مساء اول من امس، بغياب ممثلين عن "أمل" و"حزب الله" ووضعت بياناً احتج على بعض مضمونه ممثلو الحزب السوري القومي الاجتماعي ولا سيما الفقرة التي تتحدث عن "الارتهان الخارجي" وانسحبوا من الاجتماع. وبناء على الدعوة التي قررها المجتمعون لتعليق الدروس في الجامعة الأميركية والاعتصام ظهراً، تجمع الطلاب امام مبنى "كولدج هول" امس، وتعاقب ممثلون عن القوى الطالبية المشاركة كالتيار العوني وحركة الشعب والحزب التقدمي الاشتراكي على الكلام. ورفع الطلاب اعلاماً لبنانية فقط من دون اي شعارات اخرى. وقال عميد الطلاب في الجامعة الدكتور مارون كسرواني ل"الحياة": "ان ادارة الجامعة وإن لم تعلن تضامنها مع ادارة اليسوعية، فإن ذلك لا يعني اننا مؤيدون لما حصل، بل نتعاطف ونشارك الجامعة قلقها إزاء دخول القوى الأمنية الى حرمها من دون اذن السلطات فيها". وأوضح "ان الجامعة مع الطلاب في التعبير عن آرائهم طالما يحافظون على أمن الجامعة ونظامها"، مشيراً الى "ان الجامعات هي للتعليم، وللطلاب حق ممارسة حرية الرأي داخلها من دون اعتراض احد". وأشار الى "ان الجامعة لم تطلب معونة قوى الأمن الداخلي، واكتفت بأمنها الخاص الذي منع غير طلاب الجامعة من دخول حرمها". وفي الفرع الأول لمعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، أفيد عن اعتصام احتجاجي شارك فيه طلاب من مختلف الفروع الأولى للجامعة اللبنانية وفي جامعة بيروت العربية، اضافة الى منظمة الشباب التقدمي والشيوعيين ومجموعات يسارية مستقلة. ووقّع مئة طالب في كلية ادارة الأعمال والعلوم الاقتصادية - الفرع الأول عريضة، استنكاراً. ونفّذ طلاب جامعة البلمند شمال لبنان اعتصاماً تضامنياً في باحة كلية الهندسة، فيما اعتصم تلامذة الصفوف الثانوية لمدرسة الحكمة - بيروت داخل حرم المدرسة. وكذلك طلاب المهنية في الدكوانة بدعوة من "القوات اللبنانية". واعتصم أطباء مستشفي اوتيل ديو لمدة ساعة. وزار وفد طالبي نقيب المحامين ريمون شديد وسلّمه بياناً اعتبروا فيه "ان ثوابتنا الوطنية هي ثلاث: حرية كاملة، سيادة ناجزة، واستقلال تام". وأكد شديد ان النقابة أجرت اتصالات مع المسؤولين وفي مقدمهم وزير الداخلية الياس المر الذي أمر بإجراء تحقيق "ونحن في انتظار نتائجه". وقال: "للجامعة حرمة نريد ان تحترم وأن تبقى الجامعات في منأى عن كل تدخل". وكان تخلل اجتماع المجموعات الطالبية اقتراح بتنفيذ اعتصام امام وزارة التربية ظهر امس، إلا انه تم التراجع عنه بناء على "نصائح" من الأحزاب بعدم تصعيد الموقف الى هذا الحد، وخوف اهالي الطلاب من تعرّض ابنائهم الى الاعتقال على غرار ما حصل في آب اغسطس الماضي. وكانت سبقت الطلاب الى محيط الوزارة قوة من قوى الأمن الداخلي وعناصر امنية اخرى.