ليس ما هو أجمل من مجموعة صور أصلية نادرة مأخوذة من العصر الملكي المصري لتقدم إطلالة على الملك فؤاد والملك فاروق وأفراد العائلة الملكية وعلى العصر المنصرم. وعلى رغم أهمية الكلمات المكتوبة والمسموعة، إلا أن لا شيء يوازي ان تتمعن بعينيك في أشكال أو ملابس الأشخاص وترنو إلى الشوارع والقصور والبيوت في عظشصور ولت وأدبرت. ولهذا الغرض فتح الصحافي سمير الغزولي جعبته وأخرج منها جانباً مما تركه له والده الراحل محمد الغزولي، وهو الذي كان مصور البلاط الملكي إبان حكم الملك فؤاد، وتحديداً في الفترة بين عامي 1930 الى 1936. وكان نتاج ما أخرج الغزولي الإبن مجموعة نادرة من الصور الملكية بالأبيض والأسود عرفت طريقها الى غاليري سوني في الجامعة الاميركية في القاهرة، واتخذت لنفسها عنوان: "الملك فؤاد: في العمل واللعب". ها هو الملك فؤاد طفلاً يرتدي زي الفارس الألباني في العام 1898، ثم مراهقاً يرتدي ملابس المماليك الشراكسة، وصورة عائلية للخديوي عباس الثاني، ووالدة السلطان حسين كامل: غاشام عفت هانم افندي، والسلطان حسين كامل وزوجته وبناته الثلاث، والاميرة فاطمة شقيقة الملك فؤاد، والأمير فؤاد. وهناك الصورة الرسمية الأولى التي التقطت للملك فؤاد بعد تعيينه ملكاً في العام 1921، وأخرى له وهو يهم بدخول مقبرة توت عنخ آمون في الأقصر، وثالثة ويقف فيها الى جانبه هوارد كارتر الذي اكتشف المقبرة 1922. وهناك من الصور المعروضة ما لا يختلف كثيراً في فحواه عن أي صورة تلتقط لمسؤول اليوم. فها هو الملك فؤاد يفتتح سنترالاً للاتصالات الهاتفية في شارع الملكة نازلي العام 1924. واخرى وهو في قطار لحظة وصوله محطة مصر وفي صحبته عدلي باشا يكن في العام 1926. وثالثة بعد أدائه صلاة الجمعة في مسجد الرفاعي، ورابعة وهو يفتتح مدينة بورفؤاد العام 1926. والملك فؤاد هو أول من حكم مصر الحديثة المستقلة. ويجيء ترتيبه تاسعاً بين أسرة محمد علي الحاكمة. واثناء حكمه تغير موقع مصر من مجرد سلطنة تحت الحماية البريطانية الى مملكة مستقلة. ويقول الناشر والمهتم بتاريخ مصر الحديث، لا سيما العائلة المالكة، ان خروج دستور مصر الأول في العصر الحديث الى النور على يد الملك فؤاد في العام 1923 حدد للمرة الأولى الحكم في مصر ضمن الأطر الدستورية الموضوعة. ويضيف فراج ان كلاً من محمد علي واسماعيل كان حاكماً سلطوياً. وربما يعود هذا الى أن بناء مصر الحديثة بدأ من لا شيء، مما لم يترك مجالاً او ساحة للديموقراطية. وعلى رغم شخصية فؤاد القوية إلا أنه كان ملتزماً الحكم الدستوري المبني على أسس ديموقراطية. ويبرهن فرج على ذلك بأنه في المرات القليلة الصعبة التي حاول فيها الملك فؤاد خرق الدستور الذي وضعه بنفسه، لم يتمكن من ذلك بسبب قواعد اللعبة السياسية التي وضع أسسها بنفسه ايضاً. ونعود الى الصور حيث الملك فؤاد خارجاً من مبنى البرلمان في العام 1925. ومن أسفاره الكثيرة وفي خلال عام واحد، صورة مع عائلة "كروب" الالمانية واخرى في ايطاليا وثالثة في القطار المتجه من لندن الى دوفر. وفي العام نفسه صورة لفؤاد في مبنى الأممالمتحدة في جنيف مع وزير الخارجية التشيكوسلوفاكي في براغ، ومع الرئيس السويسري لحظة وصوله سويسرا. ويرتبط اسم فؤاد بجامعة القاهرة فهو بذل جهوداً عدة قبل اعتلائه العرش لتأسيس جامعة وطنية في مصر، وهو ما تحقق بافتتاح الجامعة المصرية في العام 1908 وبعد وفاته اطلق على الجامعة اسم جامعة فؤاد تكريماً له. ولم تتوقف اهتمامات فؤاد عند هذا الحد، فإليه يرجع الفضل في تشجيع اعادة إحياء الجمعية الملكية الجغرافية في مصر، وأسس جمعية الاقتصاد السياسي، والاحصاءات والتشريع. كما كان ضالعاً في إعادة احياء وتنظيم "معهد مصر" Institut d'Egypte و معهد الموسيقى الشرقية وسواها من الجمعيات العلمية والتعليمية. ويحوي المعرض صورة للملك فؤاد وهو يفتتح الجمعية الزراعية لعلوم الحشرات في شارع الملكة نازلي 1924 واخرى اثناء خروجه من المتحف الصناعي الزراعي في ارض المعارض في الجزيرة. ويشير عدد من المؤرخين الى أن الفضل يرجع الى الملك فؤاد في استعادة الجزء الأكبر من المكانة التي ضنت بها القوى العظمى على كل من محمد علي واسماعيل، وبدأ الملك فؤاد عملية المفاوضات الطويلة التي استغرقت سنوات ونتجت منها معاهدة العام 1936 بين مصر وبريطانيا. وينتهي المعرض بثلاث صور: الاولى للملك فؤاد في البرلمان في صورة التقطت قبل وفاته بثلاثة أيام 1936 والثانية لنعشه اثناء خروجه من قصر عابدين في 30 نيسان ابريل العام 1936، والثالثة للجنازة الرسمية في شارع محمد علي في طريقها الى مسجد الرفاعي. يقول ماجد فرج إن الملك فؤاد كان ذكياً، ويتميز بالدهاء وعلى درجة كبيرة من التعليم "لسوء الحظ ان ابنه فاروق لم يتمكن من المشي في الطريق نفسه". يقام المعرض في غاليري سوني في الجامعة الاميركية في القاهرة ويستمر الى يوم 24 كانون الثاني يناير 2002.