أهدى المصور الصحافي في جريدة الأهرام الرياضي سمير الغزولي، مشروع ذاكرة مصر المعاصرة التابع لمكتبة الإسكندرية، مجموعة من الألبومات النادرة التي ورثها عن والده المصور محمد محمود الغزولي والتي تحتوي على أكثر من 200 صورة متنوعة من تاريخ مصر السياسي والفني والأدبي. ويعد هذا الأهداء للمشروع الذي يهدف الى رقمنة كل المواد التي ترتبط بتاريخ مصر المعاصر، الأول من نوعه الذي يتقدم به أحد المواطنين. وسيتم توثيق الصور ليُتاح للناس الحصول عليها عبر الشبكة العنكبوتية أو في شكل مطبوع. وتحمل الصور في طياتها الكثير من الأسرار، اذ يعلم الغزولي تاريخ وحكاية كل حدث من الأحداث التي التقطتها الصور، كما أنه يمتلك النيغاتيف الأصلي للصور، الأمر الذي يمكّنه من طباعة أحجام كبيرة ومختلفة منها. وورث سمير الغزولي عن والده مجموعة هائلة من الصور الفوتوغرافية التي تغطي تاريخ مصر منذ اختراع التصوير. ويقارب مجموع ما يقتنيه الغزولي مليون و350 ألف صورة. وتتضمن المجموعة صوراً لم تنشر من قبل للملك فؤاد الأول، وسعد زغلول باشا، والأنشطة الخيرية للأميرة فوزية، وصور الملك فاروق خلال رحلات الصيد، وكذلك الافتتاحات الرسمية التي قام بها خلال فترة حكمه والتي تقارب 500. كما تضم المجموعة لقطات مختلفة لفيضان عام 1925 وهو يمر بالقرب من الهرم، وشوارع وميادين القاهرة في أوائل القرن العشرين، وصور الفنان أنور وجدي مع الطفلة المعجزة في وقتها فيروز، إضافة الى صوره مع زوجته الفنانة ليلى مراد. كما هناك صور لافتتاح قناة السويس، وللسلطان حسين كامل خلال زيارته وزارة المعارف 1915، ولكوكب الشرق أم كلثوم عام 1929، وللفنان فريد الأطرش، وللراقصة تحية كاريوكا، والممثل يوسف بك وهبي. ولد محمد الغزولي عام 1900 وبدأ رحلته مع التصوير الفوتوغرافي عام 1917، وتمتع بشغف كبير لاقتناء الصور التي تحكي تاريخ مصر، حتى استطاع في النهاية تكوين موسوعة تبدأ عام 1825 وتنتهي بتاريخ وفاته في 1963. أسس الغزولي عدداً من المجلات كان أشهرها مجلة «كل شيء والدينا»، ثم عمل بعد ذلك مع كوستا دايفير مصور السلطان حسين كامل، إلى أن انتقلا للعمل عند الملك فؤاد الأول. وعندما توفي كوستا عمل محمد الغزولي مصوراً خاصاً للملك فؤاد، وصور الملك فاروق عندما كان طفلاً. وتؤرخ ذاكرة مصر المعاصرة لتاريخ مصر من مختلف النواحي، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، ومن أهم ما يميزها الحياد وتسليط الضوء على جوانب مجهولة في تاريخ الشعب المصري.