اعتبر الدكتور عبدالله عبدالله وزير الخارجية في حكومة برهان الدين رباني أن لقاء بون الذي سيعقد الثلثاء "خطوة مهمة على طريق تشكيل حكومة موسعة". وقال في تصريحات إلى "الحياة" إن "علينا وعلى الكثيرين ألا يتوقعوا أن يحل لقاء بون المشاكل القائمة، وإن كان هذا الأمر يجب ألا يعني التقليل من أهميته". واستغرب حديث بعض الأوساط الدولية عن وجود عناصر معتدلة داخل "طالبان"، ودعا إلى التمييز بين "طالبان" والباشتون "لأن الفئة الأخيرة مهمة وسيكون لها دور رئيسي ومهم في أفغانستان المستقبل". ووصف برنامج الحركة بأنه "متطرف وفرض على الشعب الأفغاني عنوة بسبب تدخل جهات خارجية". وأوضح أن وفد "تحالف الشمال" والجبهة الإسلامية الأفغانية الموحدة إلى بون سيقوده محمد يونس قانوني، رئيس اللجنة الأمنية العليا في كابول التي سيغادرها اليوم على رأس وفد يمثل مختلف التنظيمات المنضوية تحت لواء التحالف باستثناء قلب الدين حكمتيار رئيس الحزب الإسلامي الذي انفرد بموقفه عن التحالف في حربه ضد "طالبان". وكشف الدكتور عبدالله محاولة حكمتيار، المقيم في طهران، التقرب من التحالف، وذلك من خلال طلب تقدم به أحد القريبين منه بعد اجتماع معه أثناء زيارته الأخيرة لإيران واجتماعاته التي عقدها مع وزيري الخارجية البريطاني جاك سترو والإيراني كمال خرازي. وأعرب عن سعادته برؤية بعثات ديبلوماسية لدول عدة تعود إلى كابول، ورأى أن افتتاح دول مثل الهند وإيران وروسيا وفرنسا وبريطانيا بعثاتها "مؤشر إلى عودة الثقة بأن تخرج أفغانستان من المحنة التي عانت منها على مدى أكثر من عقدين". واعتبر طلب باكستان اغلاق سفارة "طالبان" في إسلام اباد "خطوة ايجابية"، وتمنى "أن تبادر باكستان إلى القيام بخطوات من شأنها أن تؤكد مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين". وأشار إلى أن التخلص من "طالبان" سيتيح للرئيس برويز مشرّف "التصرف داخل بلاده من دون أن يخشى رد فعل التنظيمات المتطرفة التي ترتبط بعلاقات خاصة مع الحركة". وعن الأوضاع الأمنية في كابول ومحيطها وكذلك على الطريق التي تربطها بمدينة جلال آباد، ذكر الدكتور عبدالله "ان انذاراً وجه إلى عناصر حركة طالبان وبعض العرب وسكان محليين بوجوب الاستسلام في محيط منطقة ميدان شهر على مسافة 40 كيلومتراً جنوب غربي كابول". وأشار إلى "أن العناصر العربية والباكستانية المتمركزة في جبال المنطقة تحاول فرض موقفها على السكان المحليين". أما في ما يتعلق بطريق جلال اباد - كابول، فقد توجه وفد أمني إلى جلال آباد للتنسيق والتشاور مع الجهات الأمنية لتأمين الطريق والحيلولة دون تكرار ما حصل وأدى إلى مقتل أربعة صحافيين وتعرض عشرات الاعلاميين الأجانب للسرقة والابتزاز". واستغرب التقارير التي تتحدث عن وجود قوات أجنبية بأعداد كبيرة داخل أفغانستان.