نظمت الورشة الابداعية في مقرها في ضاحية الزيتون شرق القاهرة ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "سهل الغرباء" للروائي التونسي صلاح الدين بوجاه، شارك فيها الناقدان سيد البحراوي وعبير سلامة وأدارها الشاعر شعبان يوسف واستهل اللقاء بملاحظة حول احتفاء قصص المجموعة بالهامشيين وأسئلتهم الفلسفية العميقة. أما البحراوي فرأى أن المجموعة مكتوبة بعناية ما يعكس تميز كاتبها وامتلاكه أدواته فضلا عن امتلاكه رؤيةً واضحة للعالم، ووعياً بخصائص القصة القصيرة على رغم أنه كاتب روائي في المقام الاول. ولاحظ البحراوي أن قصص المجموعة كافة تحتفي بالجنس كما لو أنه الهمّ الاساسي للانسان، كما لاحظ أنها تأخذ من تقنيات الرواية الإيغال في التفاصيل، إلا ان إنهاء كل قصة منها يتسم بالاحكام الدقيق تأكيداً لانتمائها الى فن القصة القصيرة. وتوقفت عبير سلامة عند التواطؤ بين الطبيعة والكائنات لحفظ التوازن بين الممكن والمحال، الذي ترصده قصص المجموعة والتي تتسم بتكثيف. وعن اختلاط الروائي بالقصص في المجموعة لاحظت سلامة ان القصة القصيرة في تونس ظلت حتى الثمانينات تقريباً متماسة مع الرواية لظهورهما معاً في مطلع القرن العشرين، ولانفتاح الثقافة التونسية منذ ذلك الوقت على ثقافات اخرى لم تستطع زحزحة إنتاج الذاكرة الوطنية، فتزاوجت معها في نصوص هجينية تجمع القديم والجديد كالحديث والرواية في "حدّث ابو هريرة قال" لمحمود المسعدي، أو الخرافة والقصة في خرافات عز الدين المدني، والحكاية والقصة في "سهل الغرباء" لصلاح الدين بوجاه. وفي تعقيبه على المداخلتين قال صلاح الدين بوجاه إنه يضع الجنس في إطار ثلاثية "الرغبة - المتعة - الموت" ، فالجنس في قصص هذه المجموعة هدفه الألم وليس المتعة تأكيد للا معنى او العبث الذي هو ثيمة رئيسة في "سهل الغرباء". واشار الى انه أنجز هذه المجموعة من فضاء اولى رواياته "مدونة الاعترافات والاسرار" التي صدرت في 1985، إذ أنني أشد القديم جداً الى الحديث جداً لأتمكن من فك معادلة همومي العصائبية والعقلانية.